الرمادي والأصفر... صلابة وأمل في مواجهة الجائحة

اختارهما معهد «بانتون» كمعبّرَين عن 2021

الرمادي والأصفر يعبّران عن الصلابة والأمل (الحساب الرسمي لمعهد «بانتون» على «إنستغرام»)
الرمادي والأصفر يعبّران عن الصلابة والأمل (الحساب الرسمي لمعهد «بانتون» على «إنستغرام»)
TT

الرمادي والأصفر... صلابة وأمل في مواجهة الجائحة

الرمادي والأصفر يعبّران عن الصلابة والأمل (الحساب الرسمي لمعهد «بانتون» على «إنستغرام»)
الرمادي والأصفر يعبّران عن الصلابة والأمل (الحساب الرسمي لمعهد «بانتون» على «إنستغرام»)

لتعبيرهما عن معاني الصلابة والأمل، اختار معهد «بانتون للألوان»، المعنيّ بالفضاء اللوني المُستخدم في الصناعات المختلفة، لونَي الرمادي والأصفر لعام 2021. وعلى الرّغم من أن المعهد كان يختار لوناً واحداً كل عام، فإنه كسر هذه القاعدة، ليختار لونين معبّرين عن الأوضاع والآمال المنشودة في العام الجديد.
وحسب الموقع الرسمي للمعهد، فقد «اختير هذان اللونان لأنّهما مستقلان ويبرزان كيف يمكن أن تجتمع العناصر المختلفة معاً لدعم بعضها البعض، فهي رسالة سعادة مدعومة بالثبات، فالبشر بحاجة ماسة للمسة أمل يمثلها الأصفر، ووعد بالاستقرار والقوة والصلابة في مواجهة المجهول يمثلها الرمادي». وحدّد المعهد رسالته التي تمثلها ألوان هذا العام بأنّها «دعوة إلى عودة الرّوابط الاجتماعية، والابتكار، والحدس، والحكمة، والخبرة، والذكاء، مما يدفعنا إلى الأمام نحو طرق جديدة في التفكير والمفاهيم».
تقول رانيا فهمي، مصممة ديكور وأثاث مصرية، إنّ اختيار هذا المزيج يعدّ أفضل تمثيل لما نتوق إليه في العام الجديد. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «بحكم طبيعة عملي، يُشعرني الرمادي بـ(الخرسانة)، ما يوحي بالصلابة، أمّا دخول الأصفر فيضيف لمسة البهجة في غد نأمل أن يكون أكثر إشراقاً، وما يميز هذين اللونين أيضاً أنهما من الخيارات الرائجة في التصاميم الدّاخلية، لا سيما في المنازل القريبة من الشواطئ».
وعن تأثير اختيارات «بانتون» على اتجاهات فنون التصميم تقول فهمي: «بالطّبع يتأثر التصميم الدّاخلي وأعمال الديكور بالاتجاهات التي تتغيّر وتتطوّر مع الوقت، لتعكس ملامح العصر والظروف الجارية، لا سيما في اختيار الألوان، لما لها من تأثير قوي على النفس».
وعلى الرّغم من أنّ اتّجاهات التصميم الدّاخلي وتيرتها أبطأ مقارنةً بالموضة، فإن فهمي تتوقع أن يشهد هذا المزيج الرمادي والأصفر انتشاراً أوسع في تصاميم المباني، ليس فقط لأنّهما لونا العام، لكنّ لأنّهما مزيج متجانس».
بدوره، يقول وليد خيري، أستاذ تصميم الأزياء في مركز التدريب المصري «كايرو ديزاين ديستريكت»، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «نِصف رسالة فن التصميم تكمن في اختيار اللون، وبعد عام قاسٍ (2020)، نحن في أمسّ الحاجة لرسائل تبعث الأمل». مشيراً إلى أنّ «الرمادي لون هادئ وأساسي يعزّز مشاعر الهدوء والثبات كأنّها رسالة للعالم بأنّ عليه ألّا يهتز أمام الجائحة، بينما يعمل ويتكيف مع التغيرات ليكمل مسيرة البشرية».
ويؤكد خيري أنّ «اقتران الرمادي بالأصفر المشرق المستوحَى من أشعة الشمس، يسلّط الضوء على حاجتنا الفطرية للظهور من جديد، بعد عام فُرض علينا فيه التباعد الاجتماعي، فأصبح العالم يتوق للروابط ويعي قوة التقارب».
وحسب خيري، فإنّ تصميم اللون الرمادي والأصفر لهما مدلول تاريخي «في تاريخ الحضارات، لا سيما الحضارة الفرعونية، إذ يمثل الأصفر رمز القوة والطاقة، فهو مستوحى من الشمس التي عدّها المصري القديم إلهاً، لما تملكه من قوة تغير الحال من الظلام إلى النور، أمّا الرّمادي فهو رمز البناء». متوقعاً أنّ يشهد هذا المزيج رواجاً تجارياً على مستوى سوق الموضة.
واعتاد باحثو معهد «بانتون»، السفر حول العالم للبحث عن اتجاهات الألوان على مدار العام قبل اتّخاذ قرارهم، لكنّ قيود السّفر منعت سير المهمة بشكلها المعتاد، واضطروا إلى التعاون عبر الإنترنت مع متخصصين في جميع أنحاء العالم لتحديد الاتجاهات، وعبّر الباحثون عن تجربتهم هذه باختيار مزيج الرمادي والأصفر معاً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.