لتعبيرهما عن معاني الصلابة والأمل، اختار معهد «بانتون للألوان»، المعنيّ بالفضاء اللوني المُستخدم في الصناعات المختلفة، لونَي الرمادي والأصفر لعام 2021. وعلى الرّغم من أن المعهد كان يختار لوناً واحداً كل عام، فإنه كسر هذه القاعدة، ليختار لونين معبّرين عن الأوضاع والآمال المنشودة في العام الجديد.
وحسب الموقع الرسمي للمعهد، فقد «اختير هذان اللونان لأنّهما مستقلان ويبرزان كيف يمكن أن تجتمع العناصر المختلفة معاً لدعم بعضها البعض، فهي رسالة سعادة مدعومة بالثبات، فالبشر بحاجة ماسة للمسة أمل يمثلها الأصفر، ووعد بالاستقرار والقوة والصلابة في مواجهة المجهول يمثلها الرمادي». وحدّد المعهد رسالته التي تمثلها ألوان هذا العام بأنّها «دعوة إلى عودة الرّوابط الاجتماعية، والابتكار، والحدس، والحكمة، والخبرة، والذكاء، مما يدفعنا إلى الأمام نحو طرق جديدة في التفكير والمفاهيم».
تقول رانيا فهمي، مصممة ديكور وأثاث مصرية، إنّ اختيار هذا المزيج يعدّ أفضل تمثيل لما نتوق إليه في العام الجديد. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «بحكم طبيعة عملي، يُشعرني الرمادي بـ(الخرسانة)، ما يوحي بالصلابة، أمّا دخول الأصفر فيضيف لمسة البهجة في غد نأمل أن يكون أكثر إشراقاً، وما يميز هذين اللونين أيضاً أنهما من الخيارات الرائجة في التصاميم الدّاخلية، لا سيما في المنازل القريبة من الشواطئ».
وعن تأثير اختيارات «بانتون» على اتجاهات فنون التصميم تقول فهمي: «بالطّبع يتأثر التصميم الدّاخلي وأعمال الديكور بالاتجاهات التي تتغيّر وتتطوّر مع الوقت، لتعكس ملامح العصر والظروف الجارية، لا سيما في اختيار الألوان، لما لها من تأثير قوي على النفس».
وعلى الرّغم من أنّ اتّجاهات التصميم الدّاخلي وتيرتها أبطأ مقارنةً بالموضة، فإن فهمي تتوقع أن يشهد هذا المزيج الرمادي والأصفر انتشاراً أوسع في تصاميم المباني، ليس فقط لأنّهما لونا العام، لكنّ لأنّهما مزيج متجانس».
بدوره، يقول وليد خيري، أستاذ تصميم الأزياء في مركز التدريب المصري «كايرو ديزاين ديستريكت»، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «نِصف رسالة فن التصميم تكمن في اختيار اللون، وبعد عام قاسٍ (2020)، نحن في أمسّ الحاجة لرسائل تبعث الأمل». مشيراً إلى أنّ «الرمادي لون هادئ وأساسي يعزّز مشاعر الهدوء والثبات كأنّها رسالة للعالم بأنّ عليه ألّا يهتز أمام الجائحة، بينما يعمل ويتكيف مع التغيرات ليكمل مسيرة البشرية».
ويؤكد خيري أنّ «اقتران الرمادي بالأصفر المشرق المستوحَى من أشعة الشمس، يسلّط الضوء على حاجتنا الفطرية للظهور من جديد، بعد عام فُرض علينا فيه التباعد الاجتماعي، فأصبح العالم يتوق للروابط ويعي قوة التقارب».
وحسب خيري، فإنّ تصميم اللون الرمادي والأصفر لهما مدلول تاريخي «في تاريخ الحضارات، لا سيما الحضارة الفرعونية، إذ يمثل الأصفر رمز القوة والطاقة، فهو مستوحى من الشمس التي عدّها المصري القديم إلهاً، لما تملكه من قوة تغير الحال من الظلام إلى النور، أمّا الرّمادي فهو رمز البناء». متوقعاً أنّ يشهد هذا المزيج رواجاً تجارياً على مستوى سوق الموضة.
واعتاد باحثو معهد «بانتون»، السفر حول العالم للبحث عن اتجاهات الألوان على مدار العام قبل اتّخاذ قرارهم، لكنّ قيود السّفر منعت سير المهمة بشكلها المعتاد، واضطروا إلى التعاون عبر الإنترنت مع متخصصين في جميع أنحاء العالم لتحديد الاتجاهات، وعبّر الباحثون عن تجربتهم هذه باختيار مزيج الرمادي والأصفر معاً.
الرمادي والأصفر... صلابة وأمل في مواجهة الجائحة
اختارهما معهد «بانتون» كمعبّرَين عن 2021
الرمادي والأصفر... صلابة وأمل في مواجهة الجائحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة