وزير خارجية اليمن: نسعى إلى السلام الشامل

بن مبارك قال إن بلاده على أعتاب مرحلة جديدة

بن مبارك خلال استقباله السفير الفرنسي لدى اليمن (سبأ)
بن مبارك خلال استقباله السفير الفرنسي لدى اليمن (سبأ)
TT

وزير خارجية اليمن: نسعى إلى السلام الشامل

بن مبارك خلال استقباله السفير الفرنسي لدى اليمن (سبأ)
بن مبارك خلال استقباله السفير الفرنسي لدى اليمن (سبأ)

كثف وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية الجديدة الدكتور أحمد عوض بن مبارك من تحركاته الدبلوماسية التي شملت لقاء عدد من السفراء لدى بلاده وذلك بعد أيام من أدائه مع زملائه في الحكومة اليمين القانونية.
وركزت لقاءات بن مبارك - بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية - على مناقشة التطورات السياسية في بلاده والجهود المبذولة لتحقيق السلام، إضافة إلى عرض مواقف الشرعية وتعنت الحوثيين بخصوص مسار السلام وتصاعد انتهاكاتهم لحقوق الإنسان. وخلال لقاء الوزير اليمني بن مبارك أمس (الثلاثاء) مع السفير الفرنسي جان ماري صافا، قال إن بلاده «على أعتاب مرحلة جديدة لتطبيع الأوضاع وتحقيق الاستقرار»، مؤكدا استمرار الحكومة وسعيها لتحقيق السلام الشامل.
وأشار إلى المرونة التي أبدتها الحكومة في مساعيها لتحقيق السلام خلال جولات المفاوضات السابقة مع ميليشيا الحوثي والتنازلات التي قدمتها رغبة منها للوصول إلى تسوية سياسية، متطرقا لدور المجتمع الدولي للمساهمة في تحقيق سلام مستدام في اليمن. ونقلت المصادر الرسمية عن السفير الفرنسي أنه «عبر عن تهنئته بما تم إنجازه من خطوات لتنفيذ اتفاق الرياض وأكد دعم بلاده الكامل لأمن واستقرار اليمن واستمرارها في دعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام».
وشملت لقاءات بن بارك السفير الصيني كانغ يونغ، وقالت المصادر الرسمية إنه بحث مع الأخير «التعاون الثنائي وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات وتنسيق مواقف البلدين إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل الدولية». وعلى صعيد تطورات الأوضاع على المستوى الوطني بما في ذلك الخطوات المتخذة لتنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة الجديدة إلى العاصمة المؤقتة عدن، قال وزير الخارجية اليمني إن «مباشرة عمل الحكومة من العاصمة المؤقتة عدن من شأنه استعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات».
كما بحث بن مبارك، عبر تقنية الاتصال المرئي، مع وزيرة خارجية السويد آن ليندي، الجهود المبذولة لتحقيق السلام والتطورات السياسية في بلاده مثمنا الجهود التي تبذلها السويد للمساهمة في حل الأزمة وما تقدمه من مساعدات في الجانب الإنساني. وفيما شدد على أهمية أن يواكب الدعم الإنساني المقدم لليمن دعماً تنموياً خاصة مع عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، أكد أن وقف الحرب وإحلال السلام هو الهدف المشترك للحكومة والمجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بالاعتداءات والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب التي تضم مئات الآلاف من النازحين وتشهد موجات متتالية من المهاجرين الأفارقة، شدد على «أهمية التركيز أكثر على هذه القضية وتوجيه رسائل من المجتمع الدولي بضرورة وقف الاعتداء الحوثي على المحافظة».
ودعا الوزير اليمني إلى «فتح فروع لمكاتب المنظمات الإنسانية العاملة في مأرب للمساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي». ونقلت وكالة «سبأ» عن بن مبارك أنه «أشار إلى أهمية إبقاء التركيز على قضية الخزان النفطي صافر والتعامل مع هذه القضية بشكل مستقل وإلزام ميليشيا الحوثي بالسماح للفريق الفني الأممي بالوصول إلى الخزان لتقييم حالته»، لافتا إلى الخطر البيئي والإنساني الذي يشكله الخزان على اليمن والمنطقة.
وجاء تعيين بن مبارك في منصب وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية الجديدة التي جاءت ترجمة للشق السياسي من اتفاق الرياض، خلفا للوزير محمد الحضرمي، حيث كان يشغل من قبل منصب سفير بلاده لدى الولايات المتحدة، كما شغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.