تركيا تقصف مواقع للنظام غرب حلب

نازحان سوريان في مخيم شمال حلب (رويترز)
نازحان سوريان في مخيم شمال حلب (رويترز)
TT

تركيا تقصف مواقع للنظام غرب حلب

نازحان سوريان في مخيم شمال حلب (رويترز)
نازحان سوريان في مخيم شمال حلب (رويترز)

قصفت القوات التركية مواقع لقوات النظام بريف حلب الغربي، بينما واصلت قوات النظام قصفها منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب وسط تحليق طائرات الاستطلاع الروسية في المنطقة.
وتعرضت مواقع النظام في قرية كفر حلب بريف حلب الغربي، أمس، للقصف من جانب القوات التركية المتمركزة في محيط منطقة الأتارب بعدد من قذائف المدفعية. في الوقت ذاته، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة الفطيرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع الروسية، استمرارا لانتهاكات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا في 5 مارس (آذار) الماضي.
من جانبه، أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، الجمعة، تسجيل 32 خرقا لفصائل المعارضة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا. وقال نائب رئيس المركز الروسي، فياتشيسلاف سيتنيك في بيان، إنه تم تسجيل 15 عملية قصف في محافظة إدلب، و12 عملية في اللاذقية و5 في محافظة حماة، مشيراً إلى أنه لم يتم رصد أي هجمات من قبل الجماعات المسلحة الموالية لتركيا.
وأعلنت فصائل المعارضة عن استنفارها مساء الجمعة، على معظم جبهات ريف إدلب، تحسبا لأي عملية تسلل قد يشنها النظام السوري على خطوط التماس، لا سيما في منطقة جبل الزاوية.
وتخضع محافظة إدلب إلى اتفاق بين تركيا وروسيا، منذ 5 مارس، نص على تسيير دوريات مشتركة روسية - تركية، بين قريتي ترنبة شرق إدلب وعين حور على طريق حلب اللاذقية الدولي (إم 4) إذ شهد تطبيق الاتفاق صعوبات في البداية، عبر منع معتصمين بدعم من هيئة تحرير الشام من استكمال الدوريات طريقها، وبعد تدخل تركيا لفض الاعتصام، بدأ مسار الدوريات يطول بالتدريج، واستطاعت إكمال مسيرها الكامل للمرة الأولى، في 22 يوليو (تموز) الماضي. وكانت آخر دورية مشتركة سيرت في 12 من أغسطس (آب) الماضي حيث رفضت روسيا استمرار مشاركة قواتها في الدوريات بسبب الاستهدافات المتكررة، وعدم تنفيذ تركيا التزامها بتأمين مسار الدوريات.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تحييد 15 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حاولوا التسلل لمنطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا. وتواصل القوات التركية والفصائل الموالية لها الهجوم على قسد في عين عيسى في محاولة للسيطرة عليها وقطع الصلة بين مناطق قسد في شرق وغرب نهر الفرات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.