الرجوب: اجتماع «المركزي» ليس بديل المصالحة

يبحث الانتخابات والعلاقة مع إسرائيل وشواغر «التنفيذية»

الرئيس عباس ورئيس الحكومة أشتية في تشييع جثمان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح (وفا)
الرئيس عباس ورئيس الحكومة أشتية في تشييع جثمان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح (وفا)
TT

الرجوب: اجتماع «المركزي» ليس بديل المصالحة

الرئيس عباس ورئيس الحكومة أشتية في تشييع جثمان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح (وفا)
الرئيس عباس ورئيس الحكومة أشتية في تشييع جثمان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح (وفا)

قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب، إن جلسة المجلس المركزي التي يجري التحضير لعقدها خلال الفترة المقبلة، ستبحث «ملف الانقسام»، إضافة إلى «العلاقة مع الاحتلال في المستقبل».
وقال في تصريح للإذاعة الرسمية، إن «المجلس المركزي يجب أن يقرر شكل وطبيعة العلاقة مع الاحتلال، سواء فيما يتعلق بمواجهة الاستيطان أو الانتهاكات الإسرائيلية ضد شعبنا وممتلكاته، أو فيما يتعلق بالحل السياسي وحقنا في تقرير المصير». وتابع بأن المجلس المركزي عنوان الشرعية الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة؛ خصوصاً في ظل عدم إنجاز المصالحة؛ لافتاً إلى أن «المجلس يتحمل مسؤولية تحديد المسارات في هذه المرحلة الحرجة والمصيرية في تاريخ القضية الفلسطينية».
وشدد الرجوب على أن الاجتماع المرتقب ليس بديلاً لمسار الحوار الهادف لإنجاز المصالحة وبناء شراكة مع كل مكونات الشعب الفلسطيني، وأن عقده ضرورة ومصلحة اتُّفق عليها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل.
ويأتي اجتماع المركزي المرتقب بناء على قرار اتخذته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي شكلت لجنة تحضيرية من أعضائها، لترتيب عقد اجتماع للمجلس المركزي بأسرع وقت ممكن. ويفترض أن يناقش «المركزي» إعادة العلاقات مع إسرائيل وشكل هذه العلاقة، بما يشمل وظيفة السلطة ومصير الانتخابات، في ظل تعثر المصالحة مع حركة «حماس»، وشواغر «تنفيذية» المنظمة بعد وفاة أمين سرها صائب عريقات، واستقالة العضو حنان عشراوي.
وقبل اجتماع «المركزي»، تعقد «مركزية فتح» الفصيل الأكبر في المنظمة، اجتماعاً الأسبوع القادم، لبحث التطورات والمستجدات السياسية. وقال الرجوب: «إن (فتح) لا تزال تتحمل المسؤولية الأساسية في تصميم الإيقاع السياسي النضالي التنظيمي لشعبنا، وأنها لن تتخلى عن هذه المسؤولية لصالح أي كان». وعادة يتم رسم القرارات في اجتماع «فتح»، ثم يجري نقاش أوسع في اجتماع «المركزي» الذي يضم فصائل فلسطينية ونقابات ومستقلين. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن من بين الملفات المعقدة، قد يجري نقاش إجراء انتخابات حتى من دون موافقة «حماس»، وهي فكرة موضوعة على الطاولة. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» صبري صيدم، قد قال إنه من الممكن اللجوء لانتخابات بعيداً عن إطار المصالحة، في ظل موافقة كافة فصائل منظمة التحرير على التمثيل النسبي الكامل. وأكد صيدم أن «هذه القضية المعقدة تترك لفصائل العمل الوطني، ولا تحسمها حركة (فتح) وحدها، والمهم أن يكون هناك توافق نحو المستقبل السياسي الفلسطيني؛ لأنه لا يمكن أن نبقى نراوح مكاننا، في إطار المراوحة السياسية الداخلية».
وتوقفت مباحثات المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس» الشهر الماضي، بعد استئناف السلطة العلاقات مع إسرائيل. وتبادلت الحركتان الاتهامات حول فشل جهود المصالحة، بعد أن رفعا سقف التوقعات لدى الفلسطينيين.
وقال مسؤولون في «فتح» إن «حماس» أفشلت مباحثات القاهرة الأخيرة بعد تراجعها عن الاتفاق على انتخابات متزامنة. وقال مسؤولون في «حماس» إن عودة السلطة إلى الاتصالات مع إسرائيل شكلت ضربة لهذه الجهود. وكانت «فتح» قد اتفقت مع «حماس» في إسطنبول في سبتمبر (أيلول) الماضي، على إجراء انتخابات متدرجة، تبدأ بـ«التشريعية» ثم الرئاسة والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، في غضون 6 أشهر. وجاء الاتفاق على وقع قطع السلطة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، قبل أن يختلف الطرفان، وتطلب «حماس» انتخابات متزامنة وليس متدرجة، وترفض «فتح» ذلك.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.