المغرب: انخفاض المستوى العام للجريمة خلال 2020

تشكيل 5 فرق للمتفجرات وتجهيزها بثماني مركبات متطورة لرصدها

عناصر من الشرطة المغربية (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة المغربية (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

المغرب: انخفاض المستوى العام للجريمة خلال 2020

عناصر من الشرطة المغربية (أرشيفية- أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة المغربية (أرشيفية- أ.ف.ب)

قالت المديرية العامة للأمن الوطني (الأمن العام) في المغرب، اليوم، في معرض استعراضها للخطوط العريضة لحصيلة مصالحها خلال 2020، إنها سجلت انخفاضاً واضحاً في معدلات الجريمة خلال فترة تفشي جائحة «كوفيد- 19»، إذ تم تسجيل تراجع بنسبة 30 في المائة في القضايا الماسة بالممتلكات، وناقص 4.72 في المائة في القضايا الماسة بالأشخاص، وناقص 22 في المائة في القضايا المالية والاقتصادية، بينما عرف معدل حل الجرائم تطوراً ملحوظاً ناهز 96 في المائة، وذلك في سابقة فريدة مقارنة بالسنوات الماضية، وهي نسبة مرتفعة جداً ساهم فيها بشكل أساسي الركون الممنهج لتقنيات الشرطة العلمية والتقنية لدعم الأبحاث الجنائية، وتكثيف العمليات الميدانية ضد الأشخاص المبحوث عنهم، والذين بلغ عددهم 117 ألفاً و494 موقوفاً، وتدعيم البنيات الشرطية المكلفة مكافحة الجريمة؛ خصوصاً الوحدات المتنقلة لشرطة النجدة وفرق مكافحة العصابات، بالإضافة أيضاً إلى تسجيل انخفاض ملحوظ (في حدود 14 في المائة) في عدد ضحايا الأفعال الإجرامية.
وأوضحت مديرية الأمن أن الخطوط العريضة لحصيلتها السنوية تأتي توطيداً للمقاربة التي دأبت عليها في السنوات الخمس الماضية، والتي تستعرض فيها الجهود المبذولة لضمان أمن المواطنين، والمنجزات في مجال تحديث الخدمات والبنى الأمنية، وسوى ذلك من خطوات التطوير.
وتم إحداث 14 بنية أمنية جديدة؛ وتدعيم المصالح اللامركزية للأمن الوطني بمجموعة من الوحدات والفرق المتخصصة في رصد المتفجرات وتفكيكها والتعامل معها، وذلك استجابة للرهانات المتسارعة التي تطرحها التهديدات الإرهابية، والتحديات الأمنية عموماً. وتم تشكيل خمس فرق جهوية للمتفجرات، وتكوينها من الناحية التقنية والتطبيقية، فضلاً عن تجهيزها بثماني مركبات تحمل روبوتات ووسائل متطورة لرصد المتفجرات عن بعد ومعالجتها، علاوة على ضمان التعامل بشكل احترازي مع جميع الأخطار والتهديدات المرتبطة بالأجسام الناسفة. كما أُنشئت خمس فرق جديدة لمكافحة العصابات، ضماناً للجاهزية المطلوبة في مجال مكافحة الأنماط الإجرامية المستجدة، فضلاً عن إنشاء مختبر جهوي لتحليل الآثار الرقمية في ولاية أمن تطوان، كآلية تقنية جديدة داعمة في مجال الخبرات الرقمية والتكنولوجية. بالإضافة إلى دعم المصالح الجهوية للشرطة العلمية والتقنية، من خلال إنشاء 11 مصلحة جديدة للتشخيص القضائي.
وعلى مستوى مكافحة الجريمة وتعزيز الشعور بالأمن، قالت المديرية إن مصالحها عالجت برسم سنة 2020 ما مجموعه 851 ألفاً و343 قضية زجرية، تم استجلاء حقيقة 817 ألفاً و259 قضية منها، وذلك بزيادة تناهز 33 في المائة مقارنة بعدد القضايا الزجرية التي تم تسجيلها سنة 2019. وأرجعت المديرية هذه الزيادة أساساً إلى حصيلة العمليات الأمنية المنجزة في إطار مكافحة الأفعال والمخالفات التي تشكل خرقاً لحالة الطوارئ الصحية؛ خصوصاً نشر الأخبار الزائفة، وترويج الكمامات المزيفة والمواد المطهرة بشكل غير مشروع، والجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، وكذلك خرق تدابير الحجر الصحي.
أما بخصوص مكافحة شبكات الإجرام العنيف، فقد شهدت السنة توقيف 779 شخصاً يشتبه في ارتباطهم بـ469 شبكة إجرامية، تنشط في اقتراف السرقات بالعنف أو تحت التهديد به، وتوقيف 466 منظماً للهجرة غير الشرعية، يشتبه في ارتباطهم بـ123 شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة السرية، علاوة على توقيف تسعة آلاف و179 مرشحاً للهجرة غير النظامية، من بينهم ستة آلاف و162 من جنسيات أجنبية، وحجز 663 وثيقة سفر أو سند هوية مزور. أما عدد الموقوفين في قضايا المخدرات فبلغ 97 ألفاً و564 شخصاً، مسجلاً تراجعاً نسبته 23 في المائة عن السنة الماضية، فضلاً عن تسجيل تراجع ملحوظ في مؤشرات المخدرات القوية المضبوطة، بفضل انعكاسات التدابير الاحترازية المتخذة على الصعيدين الوطني والدولي لمنع تفشي جائحة «كوفيد- 19»، وما واكبها من تحولات مفصلية في الجغرافية الدولية للمخدرات، وتحييد لمسارات التهريب الاعتيادية.
وبخصوص بقية أنواع الجرائم، ذكرت المديرية أن الشرطة القضائية التابعة للأمن الوطني أحالت على النيابات العامة المختصة 21 شخصاً يشتبه في تورطهم في قضايا إرهاب وتطرف، و300 شخص في قضايا ابتزاز جنسي عبر الإنترنت، استهدفت 458 ضحية (من بينهم 107 ضحايا من جنسيات أجنبية)، و231 شخصاً في قضايا الاختلاس وتبديد أموال عمومية، فضلاً عن معالجة 250 قضية تتعلق بتزييف العملة الوطنية وعرضها للتداول.
وفضلاً عن استعراض الإجراءات الأمنية لضمان فرض حالة الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي وباء «كوفيد- 19»، تناولت الحصيلة مؤشرات أمن الطرق؛ فشهدت سنة 2020 تسجيل انخفاض مهم في مختلف مؤشرات السلامة المرورية، وذلك كنتيجة مباشرة للترتيبات الأمنية والتدابير الاحترازية المتخذة على خلفية تطبيق حالة الطوارئ الصحية، إذ تم تسجيل 58 ألفاً و785 حادثة سير بدنية في مقابل 70 ألفاً و915 حادثة خلال سنة 2019، أي بنسبة انخفاض تجاوزت 18 في المائة، وهو المؤشر الذي انعكس بشكل مباشر على انخفاض الحصيلة الإجمالية للمصابين بجروح خطيرة وخفيفة بما يتجاوز 23 في المائة.
كما تناولت الحصيلة الجانب المتعلق بتدبير الحياة المهنية لموظفي الأمن الوطني. وكذلك الدعم الاجتماعي والصحي لموظفي الأمن الوطني. وفي مجال الحوكمة الأمنية وعصرنة المرفق العام الشرطي؛ تميزت السنة الجارية بمواصلة أشغال تشييد المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني على مساحة 20 هكتاراً بحي الرياض في الرباط. وعُزّز اانفتاح الأمن الوطني على وسائل الإعلام والمجتمع المدني. وسيصار في العام المقبل إلى تحقيق انطلاقة جديدة في إنجاز مجموعة من المشروعات القريبة والمتوسطة الأمد.


مقالات ذات صلة

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
الولايات المتحدة​ مقر وزارة العدل الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

السلطات الأميركية بصدد إغلاق «نادي الاغتصاب» لقلة الموارد المالية

ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن المكتب الفيدرالي للسجون بصدد إغلاق سجن النساء التابع له، المعروف بـ«نادي الاغتصاب»، في كاليفورنيا بشكل دائم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مقتبسة من الفيديو الذي يظهر الهجوم (رويترز)

مقتل الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر شركات التأمين الصحي في أميركا بالرصاص

أعلنت الشرطة مقتل الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد هيلث كير»، إحدى أكبر شركات التأمين الصحي في الولايات المتحدة، بالرصاص خارج فندق في مانهاتن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».