> هناك حديث في لبنان عن فقر وهجرة وانتهاء «اتفاق الطائف». كيف تقرأ الوضع؟
- دعني أقُل: انتهى التطبيق الواقعي لـ«اتفاق الطائف». هناك تطبيق ما له جوانب مؤسساتية مثل بناء الترويكا، وجوانب مذهبية مثل إضعاف بعض الفئات وتقوية أطراف أخرى. هذا التطبيق لـ«الطائف» أصبح وراءنا. هل الحاجة لتطبيق آخر للاتفاق أكثر أمانة لروحه؛ أم الحاجة إلى شيء بديل لـ«الطائف»... تمام؟ أؤيد الفكرة الأولى.
أعتقد أن «اتفاق الطائف» في روحه، أنهى حرباً أهلية قضت على 170 ألف لبناني. لن أتخلى عنه بسهولة وخفة. لكن كنت أعتبر التطبيق الواقعي للاتفاق تحريفاً لدرجة أن قتل روح «الطائف» في حقيقة الأمر. إذا سألتني عن الخيارين: بين تطبيق أكثر أماني لنص «الطائف» وأن تضمن بعض التعديل في نصوصه، أو البحث عن شيء بديل خالص. أنا مع الحل الأول وليس الثاني.
> ماذا عن تشكيل الحكومة؟
- كان يمكن للحكومة أن تتألف قبل انتهاء هذه المقابلة بيننا، لولا أمرين: الأول؛ هو الهبوط المريع في شعبية معظم قادة البلاد؛ الأمر الذي يجعلهم يحاولون استغلال عملية تأليف الحكومة لتعزيز شعبيتهم المتراجعة وسط بيئاتهم المذهبية والطائفية بدلاً من الإسراع بالتفاهم كما تقتضيه مصلحة البلاد المأساوية. الثاني؛ معرفة هؤلاء القادة أنه فور تأليف الحكومة فستتعرض هذه لمطالبات وضغوط دولية لاتخاذ قرارات تقشفية غير شعبية والقيام بإصلاحات بنيوية في المالية العامة وفي النظام المصرفي موجعة أيضاً، خصوصاً أنها لن تتم إلا إذا سبقها كشف تفصيلي حول الوضع الحقيقي لمالية الدولة وحسابات المصرف المركزي ولأحوال البنوك الستين في البلاد، وهي إضاءة مجهرية يتخوف منها سياسيون عديدون لأسباب لا تحتاج لتفصيل. من هنا التهرب أمام إلحاح الرئيس إيمانويل ماكرون، وحالة الإنكار بالنسبة للحاجة لتفاهم سريع مع صندوق النقد الدولي والتمهل في تأليف حكومة كان من المفترض أن تتألف فور استقالة حكومة دياب في أغسطس (آب) الماضي بعد انفجار المرفأ المروع.
خوفي هو التالي: أن توسع حالة الفقر واللاجئين السوريين والفلسطينيين من جهة؛ وتوسع حالة الفقر والحاجة من جهة ثانية، سيجعل الناس أكثر اعتماداً على زعمائهم الطائفيين، لأنهم سيكونون في حاجة لمن يعينهم. إنني خائف من أن تؤدي الأزمة إلى إعادة تعويم الطبقة السياسية من خلال قيام هذه الطبقة بإعالة المعوزين الذين فقدوا كل شيء ووضعوا جانباً غضبهم على الطبقة السياسية للحفاظ على الحد الأدنى من معيشتهم.
الحل في لبنان بتطبيق روح «الطائف»
الحل في لبنان بتطبيق روح «الطائف»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة