كوشنر إلى المغرب على رأس وفد أميركي ـ إسرائيلي

نتنياهو يتطلع إلى اتفاقات في كل المجالات مع الرباط

TT

كوشنر إلى المغرب على رأس وفد أميركي ـ إسرائيلي

وصل كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، على رأس وفد أميركي، إلى تل أبيب، أمس، قبل أن يطير اليوم على رأس وفد مشترك (أميركي إسرائيلي)، إلى المغرب، لدفع اتفاق التطبيع قدماً.
ويضم الوفد الأميركي مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، ورئيس السلطة الأميركية للتنمية الاقتصادية الدولية آدم بولر، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية.
والتقى كوشنير مع نتنياهو، أمس، كما يفترض أنه اجتمع مع وزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج زيارة المغرب، الذي يضم إلى جانب الأميركيين، وفداً إسرائيلياً يترأسه مستشار الأمن القومي، مئير بن شابات، ومدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشبيز، ورئيس طاقم وزير الخارجية، حاييم ريغيف، وآخرين.
وقال نتنياهو خلال استقباله كوشنر، إن المزيد من الدول العربية ستستمر على طريق السلام والتطبيع مع إسرائيل، ورد كوشنير، قائلاً، إنه «في الأشهر الأربعة الماضية توصلنا إلى أربع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، وفوائد ذلك تستمر في الظهور».
ويتوجه الوفد إلى المغرب، مدفوعاً، كما قال أحد أعضائه لصحيفة (يسرائيل هيوم) العبرية، بتطوير علاقات واسعة في جميع المجالات والوصول إلى فتح سفارات. وخلال الزيارة للمغرب، ستعقد اجتماعات مع كبار أعضاء الحكومة المغربية، بمن فيهم رئيس الوزراء سعد الدين العثماني. وستعرض الاجتماعات خططاً للارتقاء السريع بالعلاقات بين الدول في المجالات الاقتصادية والسياحية والأمنية، وإمكانية إعلان افتتاح سفارة.
وتم منح رحلة «إل عال» المنطلقة من مطار بن غوريون إلى الرباط، رقم LY555؛ في إشارة إلى اليد، أو الخمسة، التي تعتبر رمزاً لحسن الحظ.
وتجري الرحلة التاريخية بعد أقل من أسبوعين من إعلان المملكة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعد وقت قصير من تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أعلن فيها أن الرباط وإسرائيل «اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة»، وإعلانه اعترافاً بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
والمغرب هو رابع بلد يعلن عن نيته تطبيع العلاقات مع إسرائيل بطلب من إدارة ترمب، في غضون أربعة أشهر، بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان. ولم تعقب السلطة الفلسطينية على الاتفاق، بخلاف الهجوم الذي شنته على دول أخرى، في سياسة تكتيك جديدة تفضل معها السلطة، الصمت وتطويق الخلافات مع الدول العربية، وصولاً إلى أكبر دعم ممكن لإطلاق عملية سلام جديدة مع وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى الحكم.
وقال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، إن قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يؤثر على دعم الرباط للفلسطينيين، وإن «الموقف المغربي بشكل عام يظل دائماً داعماً للقضية الفلسطينية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.