الجائحة تقلّص طموحات مصر الاستكشافية والسياحية في 2020

سببت تراجع أعداد الزوّار وتأجيل افتتاح مشروعات كبرى

قصر البارون كان من أبرز الافتتاحات الأثرية في عام 2020
قصر البارون كان من أبرز الافتتاحات الأثرية في عام 2020
TT

الجائحة تقلّص طموحات مصر الاستكشافية والسياحية في 2020

قصر البارون كان من أبرز الافتتاحات الأثرية في عام 2020
قصر البارون كان من أبرز الافتتاحات الأثرية في عام 2020

قلصت جائحة «كورونا» من طموحات مصر في مجال السياحة والاكتشافات الأثرية، إذ لم يتجاوز عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2020 ربع العدد المستهدف، بينما أُجّل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان مقرّراً في الربع الأخير من العام الحالي، ومع تقليص عدد بعثات الحفائر الأثرية، لم تحقّق مصر طموحها الذي أعلنت عنه في بداية العام بأن يكون 2020 عام الاكتشافات الأثرية.
وكانت القاهرة تأمل في عودة معدلات السياحة إلى ما كانت عليه عام 2010، وفقاً لتصريحات الدكتور محمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، ومستشار وزير الآثار السابق، الذي أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «جائحة كورونا أدت إلى تراجع، وحتى توقف السياحة خلال فترة من العام، مما أدى إلى تراجع المعدلات عن المأمول، حتى مع عودة السياحة قبل نحو 5 أشهر، فإنه لم يتم استعادة النشاط السياحي بشكل كامل، خصوصاً أن الجائحة أثرت بشكل كبير على السوق الرئيسية المُصدرة للسياح بالنسبة لمصر وهي أوروبا والولايات المتحدة الأميركية».
واستقبلت مصر في الفترة الأولى من عام 2020 وحتى صدور قرار تعليق حركة الطيران في 16 مارس (آذار) الماضي، نحو مليوني سائح، بينما استقبلت مليون سائح آخر في الفترة من بدء السماح بعودة النشاط السياحي تدريجياً في الأول من يوليو (تموز) الماضي، وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقاً لتقرير حصاد العام الذي أصدرته وزارة السياحة والآثار المصرية أمس، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، وهو ما يعني تقريباً ربع عدد السياح المستهدف، حيث كانت تستهدف الوصول إلى 12 مليون سائح خلال الموسم السياحي 2019-2020، بعد وصول عدد السياح في موسم 2018 -2019 إلى نحو 10.8 مليون سائح، بحسب تقرير عرضته الحكومة على مجلس النواب في منتصف عام 2019. وكان عدد السياح قد وصل إلى 14.731 مليون سائح، عام 2010 بحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
ويأمل العاملون في القطاع السياحي أن يستعيد القطاع جزءاً من عائداته مع ظهور اللقاح، ويقول عبد اللطيف: «من الممكن أن تحدث بدايات تعافٍ للسياحة مع نهاية الربع الأول من العام المقبل 2021. خصوصاً مع ظهور لقاحات للفيروس»، مطالباً «بتأجيل كافة الافتتاحات والاكتشافات السياحية لحين استعادة الحياة بشكل طبيعي حتى يكون لها مردود سياحي أكبر».
وبدأ عام 2020 بالإعلان عن اكتشاف 16 مقبرة عائلية بداخلها 30 تابوتاً تخص كبار كهنة المعبود جحوتي في منطقة آثار الغريفة بالمنيا، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، خلال مؤتمر الإعلان عن الكشف إن «عام 2020 سيشهد الكثير من الاكتشافات الأثرية»، لكن جائحة كورونا جاءت لتقلص هذه الآمال حيث تم إيقاف عمل البعثات الأجنبية والاقتصار على عدد قليل من البعثات المصرية، والتي نجحت في اكتشاف نحو 159 تابوتاً أثرياً بمنطقة آثار سقارة بالجيزة، إضافة إلى مجموعة عدد من التوابيت الحجرية والخشبية والأثاث الجنائزي بموقع جبانة الحيوانات والطيور المقدسة بسقارة.
ووفق عبد اللطيف، فإن «الاكتشافات الأثرية الجديد تعد إضافة جيدة، للعمل الأثري، ولكن الأهم العمل على صيانة الآثار الموجودة والمكتشفة حالياً، بدلاً من مواصلة الاكتشافات لأن باطن الأرض أحن على الأثر من البشر»، مشيراً إلى أنه يمكن استغلال فترة الجائحة في الدراسة والترميم للآثار، بدلاً من افتتاح مشروعات أو الإعلان عن اكتشافات جديدة تهدف للترويج السياحي في زمن لا يوجد به سياحة».
وشهد عام 2020 افتتاح ثلاثة متاحف جديدة، هي متاحف الغردقة وشرم الشيخ وكفر الشيخ، إضافة إلى إعادة افتتاح متحف المركبات الملكية، وافتتاح 6 مزارات أثرية بعد الانتهاء من ترميمها، وهي قصر البارون بمصر الجديدة، وهرم زوسر بسقارة، والذي استغرق ترميمه 14 عاماً، وجامع الفتح الملكي بقصر عابدين، ومسجد الإمام الشافعي بالقاهرة، والمعبد اليهودي إلياهو هانوي بالإسكندرية، وقلعة شالي الأثرية بسيوة، بينما تم تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير، عاماً كاملاً، بالإضافة إلى تأجيل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وتوجد مجموعة من المشروعات الجاهزة للافتتاح، وهي مشروع تطوير وترميم ومعبد إيزيس بمدينة أسوان، ومشروعي تطوير منطقتي شيخ حمد والحواويش الأثريتين بسوهاج، ومشروع تطوير ميدان التحرير، وتزيينه بمسلة أثرية، وأربعة كباش، ومشروع تطوير طريق الكباش بالأقصر، ومتحف الآثار في مطار القاهرة، ومتحف العاصمة الإدارية الجديدة، ومصنع المستنسخات الأثرية، والمزمع افتتاحهم بداية العام المقبل، وفقاً لوزارة السياحة والآثار.


مقالات ذات صلة

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.