أحيت تونس أمس، الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، في أجواء غاب عنها الطابع الاحتفالي، واختارت للحدث شعار «الثورة تحترق ولا تحرق... عشر سنوات... طال الانتظار»، في مؤشر على القلق من التجربة التي حافظت على مسارها السياسي بينما لا يزال مسارها الاجتماعي/ الاقتصادي يتخبط في كثير من المخاطر والاحتجاجات المطالبة بالوظائف والتنمية. وقال حمزة المؤدب الباحث في العلوم السياسية، إن الجو «غير ملائم للاحتفال. فلا الحكام ولا المحكومون يتوجهون نحو مناخ من الاحتفال؛ لأن هناك حصيلة تفيد بأن البلاد في وضع سيئ».
وكانت «ثورة الياسمين» قد هزت المنطقة في ما بات يعرف باسم «الربيع العربي»، وأطلقت مظاهرات شعبية حاشدة في ليبيا ومصر والمغرب والجزائر، نجمت عنها، وفق مراقبين، إصلاحات خجولة وإخفاقات بالجملة.
وفي مصر التي طالتها أيضاً ثورة 25 يناير 2011، تشكلت لوحة فسيفساء اجتماعية وسياسية وأحيانا درامية على مدار عقد كامل من التغييرات. وهناك اليوم في البلاد، رئيسان خارج السلطة والحياة، وآلاف الضحايا من المصابين المدنيين والعسكريين.
وفي ليبيا، التي ستحتفل بدورها في فبراير (شباط) المقبل، بالذكرى العاشرة للثورة على نظام العقيد معمر القذافي، لا تزال البلاد تبحث عن حل سياسي للأزمات الناجمة عن تغيير النظام السابق. وفي الجزائر المجاورة، يتذكر الجزائريون العام الحالي، قليلاً، احتجاجات 5 يناير 2011 التي نجمت عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، لكنهم يستعدون لإحياء ذكرى الاحتجاجات الكبرى التي اندلعت في 22 فبراير 2019 وأدت لإطاحة نظام عبد العزيز بوتفليقة. ولا تزال السلطة السياسية في هذا البلد تسعى للخروج من مأزق الانتقال السياسي الصعب.
...المزيد
الربيع العربي... إصلاحات خجولة وإخفاقات بالجملة
الربيع العربي... إصلاحات خجولة وإخفاقات بالجملة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة