مباحثات أميركية مع مصر وإسرائيل لمد الغاز والنفط إلى أوروبا

أكد وزير الطاقة الأميركي أن بلاده تريد الحد من اعتماد دول أوروبا على الغاز الروسي فقط

دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
TT
20

مباحثات أميركية مع مصر وإسرائيل لمد الغاز والنفط إلى أوروبا

دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)

أفصح دان بروليت وزير الطاقة الأميركي، عن رغبة الولايات المتحدة الأميركية في إيصال المنتجات النفطية مثل الغاز وغيرها إلى السوق الأوروبية، وذلك للحد من اعتماد تلك الدول على مصدر واحد وهي روسيا، مشيراً إلى الاتفاقيات الأميركية مع الجانبين المصري والإسرائيلي لتوفير الفرص الاستثمارية في شرق البحر المتوسط.
وقال بروليت في مؤتمر صحافي عبر الهاتف يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لديها توافق كبير مع دول منطقة الشرق الأوسط وكبار المنتجين للنفط والغاز في المنطقة، وهي شراكة ممتدة منذ زمن بعيد، ملقياً الضوء على الفرص الاستثمارية الجديدة التي تمت مناقشتها مع مصر وإسرائيل بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط، ومد الأنابيب إلى الدول الأوروبية للحد من الاعتماد على المنتج الروسي.
وأشار إلى أنه في حال تمت الخطوات التي تمت مناقشتها مع الدولتين مصر وإسرائيل، فإن تأثيرها سوف يكون كبيراً على كل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل فلسطين وبقية الدول الأخرى وكذلك دول المغرب العربي، مؤكداً أنه سوف تتم دعوة تلك الدول في الاجتماعات القادمة مطلع العام القادم، للمشاركة في المباحثات والمناقشات الجارية، والتي سوف تعود بالنفع الاقتصادي وتجري تحولاً جيوسياسية كبيرة، «وندعو المستثمرين الأميركيين إلى اغتنام الفرصة والمساهمة في هذا الاستثمار».
وأضاف: «اتفقنا على دعوة الدول الأخرى في اجتماعاتنا مع مصر وإسرائيل حول الفرص التي يمكن استغلالها في البحر المتوسط، وستتم دعوة بعض الدول مثل فلسطين والمغرب وغيرها. وتم الحديث عن إنشاء مؤتمر الشرق المتوسط للغاز بين مصر وإسرائيل لمد أنابيب الغاز والنفط، وكذلك فرص تحريك الكهرباء، وفرص استعمال مادة الهيدروجين في المنطقة وهناك اهتمام زائد بهذه التكنولوجيا».
وأشار إلى أن أحد الأمور التي ركزت عليها المحادثات مع الطرفين هو تأكيد مبدأ الشفافية في العمل والمفهوم القانوني للمستثمرين، وتأمين خصوصية الاتفاقيات والبنود حتى لا تتغير، مستدلاً بأنه عبر السنوات الماضية قدمت أميركا نماذج عديدة في الثبات والاستقرار في الاتفاقيات، مضيفاً: «نريد نقل هذه التجربة والمبادئ لشركائنا في العالم والالتزام بالمبادئ القانونية والهياكل الثابتة في العقود».
وفيما يخص المحادثات الأميركية – العراقية بشأن النفط في إقليم كردستان، قال دان بروليت وزير الطاقة الأميركي، إنه تجري مباحثات حالية مع مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بهذا الشأن، ومناقشة حل المشكلات مع إقليم كردستان، وسوف يتم نشر التوصيات قريباً والدراسة التي يعمل عليها الجانبان، والتي سوف تفيد المستثمرين الأميركيين.
وأفاد بأن تأمين الطاقة بأسعار جيدة هو أحد أهم الأمور التي ناقشتها أميركا مع الدول المنتجة في المنطقة، وتتطلع إلى عقد اجتماع أكبر مع بعض الدول في المنطقة يناير (كانون الثاني) القادم، وتمت مناقشة الحد من أنشطة إيران في وقف الأنشطة العدوانية، كما أن واشنطن تتابع بالضغط المتواصل على طهران، وذلك للوصول إلى عالم هادئ ومستقر.
ودعا بروليت دول العالم إلى الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، إذ إن بلاده قدمت الكثير من التكنولوجيا التي سوف تسهم في تشجيع إنتاج الطاقة المتجددة، كما أن الشركات الأميركية اتخذت الأسلوب المناسب في تخزين الطاقة وهي تقنية مهمة جداً، مضيفاً: «نريد أن تحصل الدول على المزيد من الاستثمار في هذا المجال، وهي كانت محور حديثنا مع الإمارات وإسرائيل والبحرين أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسوف تتم المتابعة في المحادثات».
وأضاف: «نريد قدرة أكبر لتصدير النفط الأميركي إلى العالم، وكنا نخطط لاستهداف الأسواق الآسيوية بيد أن الجائحة (كورونا) أثّرت في كل شيء، والطلب للنفط الخام والمواد المكررة قَلّ كثيراً، ونريد أن يعود الطلب إليها والطاقة المتجددة واعدة والتي سوف تفيد العالم في إنتاج الكهرباء والمواد الكيماوية، وخططنا هي الاستثمار في هذا المجال إلى عام 2050 لتطوير الأسواق وندعو الإمارات إلى العودة للأسواق والاستمرار في مجال الطاقة المتجددة».


مقالات ذات صلة

ترمب يتوقع مونديال 2026 «أكثر إثارة»

الاقتصاد ترمب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في البيت الأبيض 7 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يتوقع مونديال 2026 «أكثر إثارة»

عدَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التوترات التجارية مع الجارتين المكسيك وكندا ستعزز استضافة كأس العالم 2026 في كرة القدم، في حين أعلن من البيت الأبيض إنشاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متسوقون في لوس أنجليس بكاليفورنيا يبحثون عن الأخشاب وسط تصاعد التوتر التجاري بعد تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترمب من احتمال فرض تعريفات جمركية على الأخشاب الكندية المورِّد الأكبر للولايات المتحدة (إ.ب.أ)

أبعاد رسوم ترمب الاقتصادية... ما بين حماية الصناعة المحلية وأداة ضغط للتوازن التجاري

أحدثت الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نقاشاً واسعاً حول جدواها الاقتصادية، وتأثيرها في الأسواق المحلية والدولية.

مساعد الزياني (دبي)
خاص الرئيس دونالد ترمب يستمع إلى إيلون ماسك وهو يتحدث في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ب)

خاص هل يكون انحدار «تسلا» مدفوعاً بانحيازات إيلون ماسك السياسية؟

كان لتحالف إيلون ماسك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وانغماسه عميقاً في السياسات الداخلية والخارجية، نتائج قد تكون مقلقة اقتصادياً بالنسبة للشركة ولماسك.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث في فعالية نادي الاقتصاد في نيويورك 6 مارس 2025 (رويترز)

وزير الخزانة الأميركي: الاقتصاد قد يواجه فترة صعبة بسبب تراجع الإنفاق الحكومي

أقرّ وزير الخزانة سكوت بيسنت، يوم الجمعة، بوجود بعض علامات الضعف في الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يشهد الاقتصاد فترة من التباطؤ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة توظيف عند صندوق الدفع في مطعم «برغر بوي» في لويفيل بكنتاكي (رويترز)

انتعاش نمو الوظائف الأميركية في فبراير رغم ارتفاع البطالة إلى 4.1 %

انتعش نمو الوظائف في الولايات المتحدة في شهر فبراير (شباط)، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 4.1 في المائة. ومع ذلك، تزايدت حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.