مباحثات أميركية مع مصر وإسرائيل لمد الغاز والنفط إلى أوروبا

أكد وزير الطاقة الأميركي أن بلاده تريد الحد من اعتماد دول أوروبا على الغاز الروسي فقط

دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
TT

مباحثات أميركية مع مصر وإسرائيل لمد الغاز والنفط إلى أوروبا

دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)
دان بروليت وزير الطاقة الأميركي (أرشيفية - رويترز)

أفصح دان بروليت وزير الطاقة الأميركي، عن رغبة الولايات المتحدة الأميركية في إيصال المنتجات النفطية مثل الغاز وغيرها إلى السوق الأوروبية، وذلك للحد من اعتماد تلك الدول على مصدر واحد وهي روسيا، مشيراً إلى الاتفاقيات الأميركية مع الجانبين المصري والإسرائيلي لتوفير الفرص الاستثمارية في شرق البحر المتوسط.
وقال بروليت في مؤتمر صحافي عبر الهاتف يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لديها توافق كبير مع دول منطقة الشرق الأوسط وكبار المنتجين للنفط والغاز في المنطقة، وهي شراكة ممتدة منذ زمن بعيد، ملقياً الضوء على الفرص الاستثمارية الجديدة التي تمت مناقشتها مع مصر وإسرائيل بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط، ومد الأنابيب إلى الدول الأوروبية للحد من الاعتماد على المنتج الروسي.
وأشار إلى أنه في حال تمت الخطوات التي تمت مناقشتها مع الدولتين مصر وإسرائيل، فإن تأثيرها سوف يكون كبيراً على كل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل فلسطين وبقية الدول الأخرى وكذلك دول المغرب العربي، مؤكداً أنه سوف تتم دعوة تلك الدول في الاجتماعات القادمة مطلع العام القادم، للمشاركة في المباحثات والمناقشات الجارية، والتي سوف تعود بالنفع الاقتصادي وتجري تحولاً جيوسياسية كبيرة، «وندعو المستثمرين الأميركيين إلى اغتنام الفرصة والمساهمة في هذا الاستثمار».
وأضاف: «اتفقنا على دعوة الدول الأخرى في اجتماعاتنا مع مصر وإسرائيل حول الفرص التي يمكن استغلالها في البحر المتوسط، وستتم دعوة بعض الدول مثل فلسطين والمغرب وغيرها. وتم الحديث عن إنشاء مؤتمر الشرق المتوسط للغاز بين مصر وإسرائيل لمد أنابيب الغاز والنفط، وكذلك فرص تحريك الكهرباء، وفرص استعمال مادة الهيدروجين في المنطقة وهناك اهتمام زائد بهذه التكنولوجيا».
وأشار إلى أن أحد الأمور التي ركزت عليها المحادثات مع الطرفين هو تأكيد مبدأ الشفافية في العمل والمفهوم القانوني للمستثمرين، وتأمين خصوصية الاتفاقيات والبنود حتى لا تتغير، مستدلاً بأنه عبر السنوات الماضية قدمت أميركا نماذج عديدة في الثبات والاستقرار في الاتفاقيات، مضيفاً: «نريد نقل هذه التجربة والمبادئ لشركائنا في العالم والالتزام بالمبادئ القانونية والهياكل الثابتة في العقود».
وفيما يخص المحادثات الأميركية – العراقية بشأن النفط في إقليم كردستان، قال دان بروليت وزير الطاقة الأميركي، إنه تجري مباحثات حالية مع مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بهذا الشأن، ومناقشة حل المشكلات مع إقليم كردستان، وسوف يتم نشر التوصيات قريباً والدراسة التي يعمل عليها الجانبان، والتي سوف تفيد المستثمرين الأميركيين.
وأفاد بأن تأمين الطاقة بأسعار جيدة هو أحد أهم الأمور التي ناقشتها أميركا مع الدول المنتجة في المنطقة، وتتطلع إلى عقد اجتماع أكبر مع بعض الدول في المنطقة يناير (كانون الثاني) القادم، وتمت مناقشة الحد من أنشطة إيران في وقف الأنشطة العدوانية، كما أن واشنطن تتابع بالضغط المتواصل على طهران، وذلك للوصول إلى عالم هادئ ومستقر.
ودعا بروليت دول العالم إلى الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، إذ إن بلاده قدمت الكثير من التكنولوجيا التي سوف تسهم في تشجيع إنتاج الطاقة المتجددة، كما أن الشركات الأميركية اتخذت الأسلوب المناسب في تخزين الطاقة وهي تقنية مهمة جداً، مضيفاً: «نريد أن تحصل الدول على المزيد من الاستثمار في هذا المجال، وهي كانت محور حديثنا مع الإمارات وإسرائيل والبحرين أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسوف تتم المتابعة في المحادثات».
وأضاف: «نريد قدرة أكبر لتصدير النفط الأميركي إلى العالم، وكنا نخطط لاستهداف الأسواق الآسيوية بيد أن الجائحة (كورونا) أثّرت في كل شيء، والطلب للنفط الخام والمواد المكررة قَلّ كثيراً، ونريد أن يعود الطلب إليها والطاقة المتجددة واعدة والتي سوف تفيد العالم في إنتاج الكهرباء والمواد الكيماوية، وخططنا هي الاستثمار في هذا المجال إلى عام 2050 لتطوير الأسواق وندعو الإمارات إلى العودة للأسواق والاستمرار في مجال الطاقة المتجددة».


مقالات ذات صلة

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»