«شد حبال» بين الخارجية والكونغرس لتمرير «الحصانة» للسودان

8 أيام تبقت أمام المشرعين... وتوقعات بتكتيك إجرائي لضمان إقرار القانون

بوب مننديز  -  تشاك شومر
بوب مننديز - تشاك شومر
TT

«شد حبال» بين الخارجية والكونغرس لتمرير «الحصانة» للسودان

بوب مننديز  -  تشاك شومر
بوب مننديز - تشاك شومر

تستمر المفاوضات بين وزارة الخارجية الأميركية والمشرعين في الكونغرس للتوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص مشروع الحصانة السيادية للسودان الذي تسعى الإدارة جاهدة إلى الدفع نحو تمريره في ظل المعارضة المستمرة للمشرعين.
وفي تطور لافت، أصدر المعارضان الديمقراطيان بوب مننديز وتشاك شومر بياناً لاذعاً ينتقد الخارجية الأميركية على تأخرها في تقديم نص الاتفاق بين الإدارة والسودان للكونغرس. وأكد كل من شومر ومننديز أنهما قدما نسختين للخارجية تتضمنان طروحات لتقديم الحصانة السيادية للسودان تعالج التحفظات، وتشمل تسويات تتطرق إلى مسألتين أساسيتين:
1 - الحفاظ على حقوق ضحايا 11 سبتمبر الذين رفعوا دعاوى قضائية ضد السودان في محاكم أميركية.
2 - دفع تعويضات أكبر للضحايا الأجانب لتفجيرات السفارتين في كينيا وتنزانيا والذين سيحصلون على تعويضات أقل من تلك التي سيحصل عليه الأميركيون جراء الاتفاق بين الولايات المتحدة والسودان.
وقال البيان: «لقد قدمنا نسختين بهدف التعاون والتسوية... وهما تحظيان بدعم القيادات الديمقراطية في مجلس الشيوخ والنواب. ونحن مستعدان لتمرير أي نسخة من النسختين قبل نهاية العام».
وأكد السيناتوران على دعمهما الشديد لعملية انتقالية ديمقراطية ناجحة في السودان، ودعوا الجمهوريين والخارجية إلى التعاون معهما لتمرير مشروع الحصانة السيادية.
ولم يأت هذا البيان عن عبث، فقد علمت الشرق الأوسط أن هناك استياء من تعاطي الخارجية مع هذا الملف خلال المفاوضات، كما أن التسريبات الأخيرة للطرح الذي قدمته الخارجية للمعارضين أثارت غضبهما. إذ رأوها بمثابة توجيه لوم مباشر لهما في عرقلة التوصل إلى اتفاق. لهذا فقد عمدا إلى إصدار تصريح علني مرفق بنسختين، ورميا الكرة بذلك في ملعب الخارجية.
وكانت شبكة آي بي سي حصلت على النسخة المذكورة من طرح الخارجية للكونغرس، وتضمن هذا الطرح تخصيص مبلغ 150 مليون دولار من الأموال الأميركية للتعويض لضحايا التفجيرات الإرهابية في أفريقيا من الأجانب الذين حصلوا في وقت لاحق على الجنسية الأميركية. وهو ما يعالج قضية واحدة فقط من القضيتين اللتين يطرحهما المعارضون.
ولم تتطرق الخارجية إلى ملف التعويض لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهذا ما يعرقل التوصل إلى تسوية حتى الساعة. إذ يسعى كل من شومر، وهو زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ومننديز، وهو كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في المجلس إلى وضع استثناء للقضايا المقدمة من قبل أهالي الضحايا في محاكم أميركية ضد السودان، وعدم إعفائه من الملاحقة القضائية ضمن مشروع الحصانة السيادية.
وتؤكد مصادر في الكونغرس أن المفاوضات جارية على مدار الساعة للتوصل إلى حل، مشيرة إلى أن الوقت يداهم المشرعين والخارجية، خاصة أن الكونغرس سيرفع جلساته في الثامن عشر من الجاري، ما يعني أن هناك أقل من 8 أيام للتوصل إلى اتفاق.
وتقول المصادر نفسها إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش مكونيل قد يعمد إلى تكتيك إجرائي، ويدرج مشروع الحصانة السيادية ضمن مشروع قانون التمويل الفيدرالي الذي يحتاج الكونغرس لتمريره الأسبوع المقبل تحت طائلة إغلاق المرافق الحكومية لأبوابها في حال لم يمرر. وإدراج الحصانة السيادية ضمن مشاريع ضرورية من هذا النوع يدفع بحظوظه في التمرير، وقد يؤدي إلى تخطي أي معارضة ديمقراطية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».