مجموعة موالية لإيران تستهدف رتلين للتحالف في العراق بعبوات ناسفة

مدرعات عسكرية أميركية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
مدرعات عسكرية أميركية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
TT

مجموعة موالية لإيران تستهدف رتلين للتحالف في العراق بعبوات ناسفة

مدرعات عسكرية أميركية في بغداد (أرشيفية - رويترز)
مدرعات عسكرية أميركية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

أفادت مصادر أمنية عراقية بتعرض رتلين للدعم اللوجيستي تابعين للتحالف الدولي في العراق لهجومين بعبوات ناسفة، وأعلنت مجموعة موالية لإيران مسؤوليتها عنهما، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال مصدران أمنيان إن «رتلاً يحمل معدات عسكرية أميركية آتياً من الكويت تعرض إلى هجوم بعبوات ناسفة فجر اليوم قرب منطقة الوركاء التابعة لمحافظة المثنى» في جنوب العراق، وهو ما أكده أيضاً رجل أعمال مشارك في عملية النقل.
وأشار مصدر أمني رفيع إلى أن الحادث «أوقع أضراراً مادية بالرتل، لكن لم يخلف أي ضحايا».
وتعرض صباحاً رتل ثانٍ لهجوم بعبوة ناسفة على الطريق الدولي في منطقة اللطيفية جنوب بغداد «أسفر عن أضرار مادية فقط»، وفق المصادر ذاتها.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قوافل التحالف بقيادة الولايات المتحدة، منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أعلنت الفصائل الموالية لإيران «هدنة» إلى أجل غير مسمى بشأن استهدافها للمنشآت العسكرية والدبلوماسية الغربية، بما في ذلك السفارة الأميركية.
وجاء هذا الإعلان، الذي وضع حداً لعشرات الهجمات بالصواريخ والعبوات الناسفة، بعد أن هددت الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد إذا استمر استهدافها.
وأكدت شخصيات بارزة في الكتل البرلمانية العراقية الموالية لإيران وقف الهجمات في أكتوبر، لكن لم يكن أي منها على استعداد للتعليق على ما إذا كانت هجمات الخميس تمثل نهاية «الهدنة».
وتبنت مجموعة مرتبطة بإيران تطلق على نفسها اسم «قاسم الجبارين» مسؤوليتها عن الهجمات. وقالت في بيان: «نعلن نحن عن نفاد صبرنا وانتهاء الهدنة والبدء باستئناف عمليات استهداف القوات المحتلة لحين الجلاء الكامل».
وبعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، تبنّت ست مجموعات تحمل أسماء جديدة مسؤوليتها عن الهجمات ضد المصالح الأميركية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.