محاكاة صيد الفراعنة لـ«الزَبّابة المقدسة»

تصور لشكل المصيدة المستخدمة في اصطياد الزبَّابة المقدسة
تصور لشكل المصيدة المستخدمة في اصطياد الزبَّابة المقدسة
TT

محاكاة صيد الفراعنة لـ«الزَبّابة المقدسة»

تصور لشكل المصيدة المستخدمة في اصطياد الزبَّابة المقدسة
تصور لشكل المصيدة المستخدمة في اصطياد الزبَّابة المقدسة

كما نجح التصوير المقطعي في الكشف عن بعض أسرار مومياوات البشر، فقد كشف كذلك، عن اللحظات الأخيرة في حياة حيوان القِرْضَامَة، الذي حنّطه الفراعنة مثل كثير من الحيوانات. والقرضامة أو ما يعرف بـ«الزبَّابة المقدسة»، نسبة لانتمائها إلى فصيلة من الثدييات تعرف بـ«الزبابيات»، هي حيوان ليلي يشبه الفأر، يختبئ خلال النهار في الجحور والشقوق، ونظامه الغذائي يعتمد في الغالب على الحشرات.
وخلال الدراسة التي نشرت في عدد ديسمبر (كانون الأول) من دورية «العلوم الأثرية» الشهرية، استخدم فريق بحثي من معهد الميكانيكا الحيوية في جامعة باراسيلسوس الطبية الألمانية، التصوير المقطعي لتحديد سبب الوفاة، وهو الأمر الذي قادهم لاقتراح شكل المصيدة التي استخدمت في الصيد وتسببت في الكسور التي وُثّقت.
ويقول الباحثون في توصيفهم لحالة مومياء «الزبابة المقدسة»، إنّها كانت تحتوي على الهيكل العظمي والأنسجة الرخوة، وكشفت الأشعة أنّ قاعدة الجمجمة كُسرت كما كُسر العظم الصخري الأيسر، وقُطع محاذاة العمود الفقري بين الفقرة الصدرية الأولى والثانية مما أدى إلى انسداد كامل للقناة الشوكية وانفصال الحبل الشوكي المحفوظ. ويضيف الباحثون: «كانت الأنسجة الرخوة في منطقة الظهر سميكة بشكل ملحوظ وتحتوي على منطقة ذات حدود غير منتظمة مليئة بالهواء، وذلك نتيجة لعملية التجفيف أثناء التحنيط».
ورجّح الباحثون أنّ هذه الأعراض التي وُثّقت في «الزبابة المقدسة» كانت نتيجة الصدمة الشوكية القاتلة التي حدثت بسبب استخدام «مصيدة فئران»، ووُصف شكل المصيدة وطريقة عملها في الدراسة، وقالوا إنّه بعد الموت، يجب أن يكون الحيوان قد جفف بشكل فعال قبل لفه بطبقات نسيج متعددة.
وعن الغرض من هذه الدراسة، ذهب الباحثون إلى أنّ معرفة آلية القبض على «الزبابة» وقتلها قبل إنتاج مومياء نذرية كما هو موصوف في هذه الدراسة، يمثل قطعة صغيرة في معرفة ممارسات طقوس الحيوانات المصرية القديمة.
والمعروف عن ممارسات الطقوس المتعلقة بـ«الزبابة»، أنّها كانت ترمز إلى الجانب الضرير من المعبود الشمسي، كما يقول بسام الشماع، الكاتب في علم المصريات. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ هذا الحيوان الذي سماه المصري القديم بـ«الشره»، لما عرف عنه من شراهته في الأكل رغم صغرة حجمه، اختير ليرمز إلى هذا الجانب.
والغريب، كما يؤكد الشماع، أنّ تبجيل هذا الحيوان استمر إلى العصر البطلمي، وصُوّر في تماثيل، منها تمثال من البرونز يوجد في متحف (الميتروبوليتان) في نيويورك.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».