تمكنت إحدى طائرات سلاح الجو البريطاني من تصوير أكبر جبل جليدي في العالم حال انجرافه صوب المحيط الأطلسي، حسبما ذكر موقع «بي بي سي» البريطاني.
كانت الطائرة طراز «إيه 400 إم» تحلق على ارتفاع منخفض فوق الكتلة الجليدية التي تبلغ مساحتها 4200 كيلومتر مربع، المعروفة باسم «إيه 68 إيه»، من أجل مراقبة حالتها الصلدة بصورة متزايدة.
وتعكس الصور الملتقطة من الطائرة العديد من الشقوق والتصدعات، والقطع الجليدية المتناثرة التي لا حصر لها، والتي سقطت عن الكتلة الجليدية، فضلاً عن الأنفاق التي يبدو أنها تمتد تحت خط المياه.
وتتحرك الكتلة الجليدية الهائلة القادمة من القطب الجنوبي صوب إقليم ما وراء البحار التابع للمملكة المتحدة في جزيرة جورجيا الجنوبية.
وتوجد الكتلة الجليدية حالياً على مسافة تبعد 200 كيلومتر فقط من تلك الجزيرة، وهناك احتمال حقيقي أن تواصل الاقتراب حتى الاتصال بالمياه الساحلية الضحلة في الجزيرة.
ولقد أُرسلت رحلة استطلاعية تابعة لسلاح الجو البريطاني في جنوب جزيرة الأطلسي من أجل العمل على تقييم الأوضاع هناك.
يقول الضابط الطيار مايكل ويلكنسون قائد السرب «1312» البريطاني على صفحة القوات الجوية البريطانية في جنوب جزيرة الأطلسي في «فيسبوك»، «يمكن للطائرة طراز (إيه 400 إم) أن تتحرك مع الأحوال الجوية القاسية، تحت إرشاد من الأقمار الصناعية، وتقترب إلى أقصى حد ممكن من الجبل الجليدي العائم، مما يتيح المراقبة ورصد الملاحظات التفصيلية. وأعلم تماماً أنني أتحدث بالنيابة عن كافة أفراد الطاقم عندما أقول إن هذه المهمة من المهام الفريدة للغاية من نوعها التي لا يمكن نسيان المشاركة فيها». كما أشارت صور الأقمار الصناعية الملتقطة التي جرى الحصول عليها خلال الأسابيع الأخيرة إلى أن حواف الكتلة الجليدية تواصل الانهيار بوتيرة سريعة.
وتعمل حركة الأمواج المتلاطمة التي لا تهدأ على اقتطاع شظايا صغيرة لا حصر لها من كتلة الجبل الجليدي العائم، تلك التي يُطلق عليها اسم «الفتات الجليدي»، و«المجتزآت». ولكن هناك بعض القطع الجليدية الكبيرة التي تعتبر مهمة في حد ذاتها، وستحتاج إلى التعقب والملاحقة بسبب المخاطر الإضافية التي تشكلها على مسارات الشحن البحري في تلك الجزيرة.
وستخضع الصور ومقاطع الفيديو الجديدة التي التقطتها الطائرة طراز «إيه 400 إم» للتحليل من أجل فهم نمط تحركات الجبل الجليدي العائم وتصرفاته في الأسابيع والشهور المقبلة.
ورغم أن الجبل الجليدي العائم يتحرك حالياً صوب جزيرة جورجيا الجنوبية بصفة مباشرة، إلا أنه يسبح على منطقة من المياه سريعة الحركة التي ينبغي أن تنحرف بالجبل الجليدي في مسار دائري حول الطرف الجنوبي من الجزيرة.
وهناك اهتمام كبير إذا ما كان الجبل الجليدي سوف يستقر على الجرف القاري للجزيرة. وإذا ما حدث ذلك، فربما يسبب ذلك صعوبات جمة بالنسبة لحيوانات الفقمة وطيور البطريق التي تعيش على الجزيرة في أثناء محاولة الخروج إلى البحر بحثاً عن الطعام.
وعندما انفصلت الكتلة الجليدية الكبيرة عن الرف الجليدي الهائل في القارة القطبية الجنوبية في يوليو (تموز) من عام 2017، كانت مساحتها تبلغ حوالي 6 آلاف كيلومتر مربع، أي نحو ربع مساحة ويلز. ولقد صارت مساحتها تبلغ اليوم حوالي 4200 كيلومتر مريع، وهي مساحة تقارب مساحة مقاطعة سومرست الإنجليزية.
وتفاجأ الخبراء من أن الجبل الجليدي العائم لم يفقد الكثير من حجمه. واعتقد كثيرون منهم أنه كان سيتحطم إلى عدة قطع كبيرة قبل مرور وقت طويل من الآن.
كاميرات القوات الجوية البريطانية تصور أكبر جبل جليدي في العالم

كاميرات تصوّر ما بدا كأنها أنفاق تمتد تحت خط الماء (صفحة القوات الجوية البريطانية في فيسبوك)
كاميرات القوات الجوية البريطانية تصور أكبر جبل جليدي في العالم

كاميرات تصوّر ما بدا كأنها أنفاق تمتد تحت خط الماء (صفحة القوات الجوية البريطانية في فيسبوك)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة