بايدن يدعو إلى ارتداء الكمامات 100 يوم بعد تنصيبه رئيساً

تعهّد أن تقلل استراتيجيته وفيات «كوفيد ـ 19» بين الأميركيين

ملصق في سان فرانسيسكو يدعو إلى ارتداء الكمامات (أ.ب)
ملصق في سان فرانسيسكو يدعو إلى ارتداء الكمامات (أ.ب)
TT

بايدن يدعو إلى ارتداء الكمامات 100 يوم بعد تنصيبه رئيساً

ملصق في سان فرانسيسكو يدعو إلى ارتداء الكمامات (أ.ب)
ملصق في سان فرانسيسكو يدعو إلى ارتداء الكمامات (أ.ب)

قال جو بايدن الرئيس الأميركي المنتخب، إنه سيطلب من الشعب الأميركي ارتداء الكمامات خلال الـ100 يوم الأولى فقط، وتعهّد بأنه لن يطلب أكثر من ذلك في محاولة منه لإظهار استراتيجيته في تدارك تفشي وباء «كورونا» الذي بلغ أرقاماً قياسية في البلاد، بعد أن بلغ عدد الوفيات في أميركا أكثر من 276 ألف وفاة حتى الآن.
ورأى بايدن عبر لقائه على شبكة «سي إن إن» أن دعوة الشعب لارتداء الكمامات الطبية ستحدّ بشكل كبير من الوفيات بسبب فيروس «كورونا»، وسوف تقلل بشكل كبير من الإصابة بالمرض في الوقت الذي ستستمر الجهات الصحية المختصة في عمليات التطعيم وإصدار اللقاحات. وأضاف: «أريد فقط 100 يوم لوقف تفشي (كورونا)، ارتداء الكمامات لن يكون إلى الأبد، إنها مائة يوم وأعتقد أننا سنشهد انخفاضاً كبيراً»، معترفاً ضمنياً بأن فيروس «كوفيد – 19» يمكن أن يكون مستعراً على مستويات أكثر حدة عندما يتولى منصبه، وفي ارتفاع أكثر من الحالي.
وأشار خلال المقابلة إلى التحديات الشديدة التي واجهها روزفلت عندما تم انتخابه لأول مرة، مشيراً إلى أن الظروف الحالية «لا تختلف عما حدث في عام 1932»، وقال: «كان هناك تغيير جوهري، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في جميع أنحاء العالم، فنحن في منتصف هذه الثورة الصناعية الرابعة». واشتملت مقابلة جو بايدن الأولى له منذ الانتخابات والتي شملت أيضاً نائبته كمالا هاريس، تأكيدات منه لتصحيح المسار الكامل لموقف ترمب تجاه الفيروس، إذ لم يكن الوباء أسوأ مما هو عليه الآن في الولايات المتحدة، يموت أميركي واحد كل 30 ثانية وسط أرقام الوفيات القياسية ودخول المستشفى.
وحسب آخر إحصائية فإن حصيلة الوفيات بسبب «كورونا» في أميركا بلغت 276 ألف وفاة، وسجلت البلاد أرقاماً قياسية جديدة في دخول المستشفيات والاكتظاظ فيها، والتي تجاوزت 100 ألف حالة في اليوم الواحد، مما اضطر الكثير من المرضى عدم الذهاب إلى المستشفيات بسبب حالات التكدس.
وفي علامة أخرى على نهج جديد للتعامل مع الوباء، قال بايدن في المقابلة إنه طلب من الدكتور أنتوني فاوتشي، المسؤول الأول عن مركز مكافحة الأمراض المُعدية في البلاد، والذي عمل مع الرئيس ترمب، البقاء في منصبه، مؤكداً أنه لن يتخلى عنه، وأنه بحاجة إليه للبقاء في منصبه لمواصلة العمل الذي يقوم به، وهو ما أكده فاوتشي بالموافقة على هذا الطلب، إذ إنه في منصبه لفترة تزيد على 30 عاماً.
وقال بايدن خلال اللقاء التلفزيوني: «طلبت من الدكتور فاوتشي أن يظل في نفس الدور الذي لعبه في عهد الرؤساء السابقين، وطلبت منه أن يكون مستشاراً طبياً رئيسياً لي أيضاً، وأن يكون جزءاً من فريق (كوفيد – 19) وهذا يعني العودة إلى الاستمرارية وصنع السياسات القائمة». وبعد تصريحات الرئيس المنتخب جو بايدن بأنه سيطلب من الأميركيين الالتزام بـ100 يوم من ارتداء الأقنعة كأحد أعماله الأولى كرئيس، قال الدكتور كارلوس ديل ريو، العميد المساعد التنفيذي لكلية الطب بجامعة إيموري، إن هذا الطلب سيحد من أرقام الوفيات وسيحفظ أرواح 66 ألف شخص من الوفاة في البلاد.
وقال ديل ريو: «إن طلب الرئيس بايدن من الأميركيين أن يرتدوا قناعاً لمدة 100 يوم، لذلك إذا فعلنا ذلك جميعاً، فقد ينخفض ​​عدد الوفيات بنحو 66000 وفقاً للنموذج»، في إشارة إلى التوقعات من نموذج من معهد جامعة واشنطن للقياسات الصحية والتقييم، مشيراً إلى أن توفر اللقاح ربما لن يتم إلا بحلول الأول من أبريل (نيسان)، وسيحد فقط من 10000 أو 11000 حالة وفاة، بيد أن الكمامة ستحد أكثر من الوفيات.
ويعد «كوفيد – 19» السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وفقاً لمعهد القياسات الصحية والتقييم وجامعة واشنطن، والذي أشار في بيان صحافي، أمس، إلى أن الوفيات اليومية في الأسبوع الماضي ارتفعت إلى متوسط ​​1660 في اليوم، مقارنةً بـ1470 في الأسبوع السابق. وعالمياً، وصل الوضع المأساوي إلى مراحل متقدمة، حيث تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» 1.5 مليون في جميع أنحاء العالم، وفقاً لأرقام من جامعة جونز هوبكنز، وبلغ عدد حالات الإصابة بـ«كوفيد – 19» حتى الآن 65.3 مليون حالة، حيث سجلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات المبلغ عنها في أي دولة عند 14.1 مليون. كما سجلت وفيات أكثر من أي دولة أخرى.
وفي سياق متصل، قال مسؤول كبير يوم الخميس، إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) سوف تسمح باستخدام اللقاحات المرشحة الآن من شركتي «فايزر» و«موديرنا»، في غضون أسبوع من الاجتماعات التي عُقدت لمناقشتها، إذ سيناقش لقاح «فايزر» مستشارو لقاحات إدارة الغذاء والدواء في 10 ديسمبر (كانون الأول) و لقاح «موديرنا» في 17 ديسمبر، كما قال الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز إدارة الغذاء والدواء لتقييم وأبحاث البيولوجيا، في ندوة عبر الإنترنت للجمعية الطبية الأميركية، بيد أنه أكد أن الأطباء لا يمكنهم حتى الآن إخبار المرضى إلى متى ستحميهم اللقاحات من العدوى. وأضاف: «نحن نعلم أننا سنحصل على شهور على الأقل من الحماية من الفيروس، والحماية ستساعدنا جميعاً على الخروج من أزمة (كورونا)، كما ستتم متابعة المتطوعين في التجارب السريرية لمدة عامين على الأقل وفحصهم بانتظام لمعرفة المدة التي تستغرقها حماية اللقاحات».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.