نظام «الغرف السعودية» الجديد يرفع كفاءة الأداء ويفتح عضوية المستثمر الأجنبي

وزير التجارة أكد أنه يعزز منهجية تمكين القطاع الخاص وفق «رؤية 2030»

ينتظر أن يفعل النظام الجديد لاتحاد مجلس الغرف أدواراً جديدة في الاقتصاد السعودي
ينتظر أن يفعل النظام الجديد لاتحاد مجلس الغرف أدواراً جديدة في الاقتصاد السعودي
TT

نظام «الغرف السعودية» الجديد يرفع كفاءة الأداء ويفتح عضوية المستثمر الأجنبي

ينتظر أن يفعل النظام الجديد لاتحاد مجلس الغرف أدواراً جديدة في الاقتصاد السعودي
ينتظر أن يفعل النظام الجديد لاتحاد مجلس الغرف أدواراً جديدة في الاقتصاد السعودي

ينتظر أن يؤدي اتحاد الغرف السعودية أدواراً جديدة في الاقتصاد السعودي بعد أن وافق مجلس الوزراء على تحويل «المجلس» إلى «اتحاد»، والذي يشمل نظاماً جديداً لإعادة هيكلة الغرف التجارية، حيث قال الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة إن النظام الجديد بمثابة خريطة طريق لتطوير الغرف التجارية، اشتمل على مؤشرات لقياس الأداء، وإعفاء 3 سنوات من المقابل المالي للمشتركين الجدد، ومنهجية واضحة لتمكين القطاع الخاص وفق «رؤية 2030.«
وقال رؤساء غرف وأعضاء سابقون لـ«الشرق الأوسط» إن النظام الجديد سيحدث نقلة نوعية في مسيرة الغرف التجارية باستحداث مؤشرات قياس الأداء ورفع الكفاءة، مما يعزز تنافسية قطاع الأعمال وأجهزته المؤسسية، فضلاً عن مواكبة المتغيرات والموائمة مع الأجهزة الحكومية ذات الصلة في الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز دور القطاع الخاص.
ويتضمن النظام الجديد، استحداث جهاز إشرافي باسم «الجمعية العمومية لاتحاد الغرف» وتفعيل أدوار الجمعيات العمومية للغرف التجارية ومنحها الصلاحيات اللازمة، الأمر الذي سيدعم حوكمة الأعمال ويعزز النزاهة والشفافية، فضلاً عن الإقرار بأحقية المستثمر الأجنبي بالعضوية في مجالس الغرف.
- قياس الأداء ورفع الكفاءة
أوضح عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، أن تعديلات نظام الغرف الجديد، ستحدث نقلة نوعية في مسيرة المجلس والغرف التجارية باستحداث مؤشرات قياس الأداء ورفع الكفاءة، مما يعزز تنافسية قطاع الأعمال وأجهزته المؤسسية، مشيراً إلى أن النظام الجديد، يعكس حرص الحكومة على تطوير الأنظمة ذات الصلة بقطاع الأعمال وتهيئة البيئة الملائمة للقطاع الخاص السعودي ليضطلع بدوره في التنمية الاقتصادية وفقاً لتطلعات «رؤية 2030».
وأضاف العجلان أن النظام الجديد يواكب عملية تحول تتضمن إعادة هيكلة شاملة للاقتصاد السعودي وتطوير وإصلاح للأنظمة والتشريعات التجارية والاستثمارية فضلاً عن زيادة دور القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية، مما يضاعف من أهمية هذا النظام في تعزيز دور المجلس والغرف التجارية في هذه المرحلة ويمكن الأجهزة لتكون أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات والموائمة مع الأجهزة الحكومية ذات الصلة في الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز دور القطاع الخاص.
ونوه العجلان بما تضمنه النظام الجديد من تعديل اسم «مجلس الغرف السعودية» إلى «اتحاد الغرف السعودية»، ليعبر عن المعنى الحقيقي لهذا الكيان الاقتصادي الذي يمثل مظلة نظامية لقطاع الأعمال بالمملكة، فضلاً عن استحداث جهاز إشرافي باسم «الجمعية العمومية لاتحاد الغرف» وتفعيل أدوار الجمعيات العمومية للغرف التجارية ومنحها الصلاحيات اللازمة، الأمر الذي سيدعم حوكمة الأعمال ويعزز النزاهة والشفافية.
- مواكبة التغيرات السريعة
في السياق نفسه، قال المهندس عبد الله المبطي، رئيس مجلس الغرف السابق لـ«الشرق الأوسط» إن «الغرف التجارية تحتاج هذا التطوير، لأن أنظمتها الحالية تقادمت كثيراً، خصوصاً أن المملكة دخلت وبسرعة في أنظمة عصرية ومتطورة بتفاعل وترابط واضح تقودها (رؤية 2030). وما صدر مؤخراً جهد يحسب لوزير التجارة والفريق الذي ساهم في إخراج هذا النظام بهذه الصورة واعتبره خارطة طريق».
ولفت المبطي إلى أن موافقة مجلس الوزراء ستعطي النظام الجديد أهمية للتطبيق والتناغم مع كافه الأنظمة الجديدة التي قامت أغلب مكونات الدولة بتطبيقها، وكذلك أهمية مواكبة التغيرات التي شملت القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمار سواءً محلياً أو من خلال دور المملكة الريادي عالمياً، منوهاً بأن تطوير الغرف وربطها بمقياس أداء دوري سيحقق وضوحاً أكبر ومسؤولية واضحة لمن له دور بهذه الغرف، خصوصاً أن هناك تغيرات جذرية وسريعة في كل الأنظمة العالمية من خلال تأثيرات فيروس كورونا.
ومن جهته، قال الدكتور سامي العبيدي رئيس غرفة الطائف، لـ«الشرق الأوسط» إن النظام الجديد سيؤدي إلى ارتفاع أداء الغرف التجارية نظراً للوضوح في نصوص النظام الجديد على مهام وأدوار الغرف، وأشار إلى تمكين دورها كممثل للقطاع الخاص وشريك أساسي في التنمية الاقتصادية، وأيضاً الوضوح الكامل في نصوص النظام على الإجراءات والصلاحيات، وبالتالي سيكون نتاجه إنجاز وسهولة قياس أداء الغرف ومخرجاتها.
وأضاف العبيدي: «بموجب هذا النظام، ستكون الغرف في مجالسها ولجانها جاذبة للكفاءات للمساهمة في تطوير القطاع الخاص ليتمكن من تحقيق دوره في (رؤية 2030)، التي جعلت مساهمة القطاع الخاص في الناتج الاقتصادي أحد أهم محاورها، أما بالنسبة للإعفاء من اشتراك الغرفة لثلاث سنوات للانتساب الجديد، فسيصب في سهولة بدء العمل التجاري».
وأكد العبيدي أن النظام الجديد، سيخفف العبء على المنشآت الجديدة وبالذات الصغيرة ومتناهية الصغر، مشيراً إلى أن النظام عالج عدم تأثر إيرادات الغرف بوجود مادة أخرى في النظام تجيز للغرف الاستثمارات واستدامة الإيرادات بما لا ينافس القطاع الخاص، ولعل أوضح صوره هو مشاركة وتنمية القطاعات ذات الميز النسبية للمناطق، على حدّ تعبيره.
- عضوية المستثمر الأجنبي لأول مرة
وقال الدكتور عبد الرحمن العبيد رئيس اللجنة الصناعية والثروة المعدنية السابق بمجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط» إن صدور موافقة مجلس الوزراء على نظام الغرف التجارية الجديد، يواكب المتغيرات التي تمت في السنوات الأخيرة والنمو والطموحات الكبيرة والتي لخصتها «رؤية 2030»، حيث إنها فرضت دوراً قيادياً لتشاركية إيجابية بين القطاعين الحكومي والخاص.
وأضاف أن «‏المرحلة ‏الحالية والمستقبلية تفرض دوراً أكثر فاعلية للغرف المختلفة في المناطق، لذلك وجدنا أن هذا النظام تخلص من سلبيات كثيرة ووضع الإطار المناسب لتمكين الغرف في المناطق المختلفة ومجلس الغرف الذي تحول ‏إلى اسم اتحاد الغرف.‏ والنظام الجديد وضع الإطار المناسب لتطوير الغرفة التجارية».
وعدد العبيد إيجابيات النظام الجديد، مقارنة بنظيره القديم، حيث إن عدد اللجان بالنظام السابق قد تصل إلى ما يزيد عن 70 لجنة، ‏وهذا في رأيه عدد كثير ويؤثر على فاعلية أداء الغرف التجارية، منوهاً بتجربة غرفة جدة التجارية مؤخراً والذي تم إعلانه قبل عدة أسابيع، حيث قلصت عدد هذه اللجان إلى 7 قطاعات أساسية فقط، وهي قطاعات صناعية وتجارية ولوجيستية بجانب قطاعات التطوير العمراني والتدريب والتعليم والرعاية الصحية والسياحة والترفيه، مشيراً إلى أن هذه المرونة تجعل الغرفة تركز على العناصر الاقتصادية في تلك المدينة أو المنطقة وتستطيع الغرفة بمواردها أن تقدم الدعم والتشجيع والمساندة لها.
ويعتقد العبيد، أن ثمة عاملاً آخر، وهو أن المناطق تختلف في حجمها وتأثيرها الاقتصادي والتنوع الاقتصادي لتلك المنطقة، وهنا مرونة أخرى يعطيها النظام للمنطقة، بحيث تستطيع أن تركز نشاطها في غرفة واحدة أو أكثر ‏حسب الاحتياج، في حين ‏أكد النظام الجديد على أهمية قياس الأداء والوصول بالنتائج المرسومة والمستهدفة في وقت كانت بعض الغرف في سنوات مضت تنهي الدورة من دون تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
‏ونوه العبيد بنقطة تحول مهمة، وهي أن المستثمر الأجنبي الذي استثمر في صناعة أو نشاط اقتصادي يعود بالفائدة للمملكة، ‏ له حق المشاركة في العضوية في مجالس تلك الغرفة، وكذلك يشتمل النظام تشجيع المشاركة من المؤسسات والشركات، وخصوصاً الصغير منها، وبإعفاء لمدة 3 أعوام.‏
- تعزيز خطوات الانفتاح على الاستثمار
في الإطار نفسه قال عبد اللطيف العرفج رئيس غرفة الأحساء، لـ«الشرق الأوسط» إن «الموافقة على نظام الغرف التجارية الجديد سيساهم في تدعيم تنافسية ومشاركة قطاع الأعمال في مسيرة التنمية المستدامة ببلادنا الغالية من خلال رفع كفاءة وتطوير أداء الغرف، وبناء شراكات استراتيجية جديدة لتنمية الأنشطة الاقتصادية في جميع المناطق والمحافظات، وكذلك تعزيز مبادئ الحوكمة والمؤسسية وتيسير فرص بدء وممارسة العمل التجاري وتوحيد الجهود لخدمة القطاع الخاص وتأكيد دوره كشريك استراتيجي لا غنى عنه للقطاع العام وترقية ببيئة الأعمال ومناخ الاستثمار».
وأوضح العرفج، أن مواكبة التطورات والمتغيرات الاقتصادية التي تشهدها السعودية والمنطقة والعالم، وتعزيز خطوات انفتاح المملكة على الاستثمارات والأعمال وفقاً لركائز ومستهدفات «رؤية 2030»، يتطلب بالضرورة تحسين بيئة الأعمال وتوفير أنظمة وبيئة تطلق إمكانات قطاع الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل للسعوديين وتجذب المزيد من الاستثمارات العالمية بما يعزز الإنتاج ويسرّع من وتيرة التحول لتصبح المملكة من أكبر اقتصادات العالم.
من ناحيتها، أكدت نوال التميمي عضو غرفة الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن موافقة مجلس الوزراء على مبادرة «نظام الغرف التجارية»، تأتي في إطار تحقيق أعلى منفعة تجارية واقتصادية واستثمارية للغرف التجارية في البلاد.
وتوقعت أن النظام الجديد سيخفف الأعباء المالية على المستثمرين، بما في ذلك رواد ورائدات الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويدفع بدخول مزيد من منشآت الأعمال للسوق ويزيد من النشاط التجاري عموماً.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
TT

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)
خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

يوم الأحد، ينطلق «قطار الرياض» الأضخم في منطقة الشرق الأوسط، الذي يتضمن أطول قطار بلا سائق في العالم.

ويتوقع أن يخفف «قطار الرياض» من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة، وفق ما أعلنت «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» خلال جولة نظمتها للإعلاميين، الجمعة، شرحت فيها تفاصيل المشروع.

وثيقة عمرها 16 عاما

ومن المقرر أن يغيّر هذا المشروع الضخم الذي أعلن افتتاحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي سيبدأ بتشغيل بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، شكل النقل العام في العاصمة المزدحمة. وهو يشكل (مشروع قطار الرياض) العمود الفقري لـ«مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات».

الهيئة الملكية لمدينة الرياض

وقال المدير العام الأول في الإدارة العامة للمدن الذكية والمدير المكلف للبنية التحتية الرقمية لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، ماهر شيرة، لـ«الشرق الأوسط» أثناء الجولة التي نظمتها الهيئة للإعلاميين، إن تطبيق «درب»، الذي أُطلق الخميس هو منصة رقمية متكاملة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل في مدينة الرياض. وأوضح أن التطبيق يجمع بين أكثر من 105 أنظمة تقنية ضمن شبكة النقل العام في المدينة، بما في ذلك أنظمة الحافلات والقطارات وأنظمة التخطيط والتذاكر.

وأوضح شيرة أن تطبيق «درب» يتضمن أربع خصائص رئيسية؛ الأولى هي «الاستعلام»، التي تتيح للمستخدمين التعرف على الشبكة بشكل مفصل، بما في ذلك المحطات وأوقات الرحلات وأسعار التذاكر والمسارات. والثانية هي «تخطيط الرحلات»، التي تمثل أداة متقدمة تقترح على المستخدمين أفضل وسائل التنقل المتاحة في الشبكة من النقطة ألف إلى النقطة باء، بما يشبه الأنظمة المستخدمة في خدمات مثل «غوغل مابس».

أما الخاصية الثالثة، فهي إمكانية «شراء التذاكر»، إذ يمكن للمستخدمين شراء تذكرة موحدة تشمل جميع وسائل النقل المرتبطة بالشبكة، ما يسهل تجربة التنقل ويعزز مفهوم «التنقل كخدمة» في المدن الذكية.

وتشمل الخاصية الرابعة توفير قنوات «التواصل مع خدمة العملاء»، إذ يمكن للمستخدمين اقتراح مسارات جديدة والمساهمة في تحسين الشبكة على نحو مستمر.

وأشار شيرة إلى أن مشروع النقل العام في الرياض يهدف إلى خفض الازدحامات المرورية بنسبة تصل إلى 30 في المائة، وذلك من خلال السعة الركابية العالية للقطار، الذي يمكنه استيعاب أكثر من 3 ملايين راكب يومياً. وتعد هذه السعة جزءاً من 10 ملايين رحلة تُجرى يومياً في طرق المدينة.

وأضاف أن النظام الجديد يتمتع بقدرة على زيادة الطاقة الاستيعابية لمواجهة النمو السكاني المستمر في الرياض.

وقال: «يأتي إطلاق هذا التطبيق ضمن جهود مدينة الرياض لتعزيز حلول التنقل المستدامة وتقليل الازدحامات المرورية، مما يعكس التزام المملكة بتطوير البنية التحتية للنقل الذكي».

ويتكون المشروع من شبكة تشمل 6 مسارات للقطار بطول 176 كيلومتراً، و85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية.

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع 3.6 مليون راكب يومياً، ويتميز بتكامله مع شبكة الحافلات التي أُطلقت مؤخراً، وكذلك مع بقية منظومة النقل الأخرى في المدينة.

ويعمل «قطار الرياض» في مساراته على تغطية معظم مناطق الكثافات السكانية، ومناطق الجذب المروري، ومنطقة وسط المدينة، ومناطق المرافق الحكومية، والأنشطة التجارية، والتعليمية والعلمية والصحية والرياضية والترفيهية.

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

كما تغطي مساراته مطار الملك خالد الدولي ومركز النقل العام وشبكة سكك الحديد، ومركز الملك عبد الله المالي ومشاريع حديقة الملك سلمان، والمسار الرياضي، إلى جانب استاد الملك فهد الدولي، والمشاريع الكبرى، والعديد من مناطق الجذب والأنشطة والفعاليات في المدينة.

تبدأ مواعيد تشغيل مسارات «قطار الرياض»، الأحد، 1 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بالمسار الأول «الأزرق» (محور شارع العليا - البطحاء)، والمسار الرابع «الأصفر» (محور طريق مطار الملك خالد الدولي)، والمسار السادس «البنفسجي» (محور طريق عبد الرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين).

خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ويبدأ تشغيل المسار الثاني «الأحمر» (طريق الملك عبد الله)، والمسار الخامس «الأخضر» (طريق الملك عبد العزيز) بعد أسبوعين؛ أي بحلول 15 ديسمبر 2024.

بينما سيتم تشغيل المسار الثالث البرتقالي (محور طريق المدينة المنورة) بتاريخ 5 يناير (كانون الثاني) 2025.

تُمثّل المحطات الرئيسية في المشروع «قيمة مضافة» لمشروع النقل العام في مدينة الرياض؛ حيث جرى تصميمها باستخدام مواد مُستدامة مع الاعتناء بالنواحي التشغيلية ومتطلبات الصيانة مستقبلاً؛ وذلك بهدف تحسين البيئة العمرانية في المدينة.

محطة المركز المالي (الشرق الأوسط)

التذاكر

وأشارت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى أنه يمكن تحديد الوجهات على رحلات القطار وشراء التذاكر من خلال تطبيق «درب».

وحسب تطبيق «درب»، فإن أسعار التذاكر تبدأ من 4 ريالات إلى 140 ريالاً، كالتالي:

الفئة الأولى: لمدة ساعتين بقيمة 4 ريالات.

الفئة الثانية: لمدة 3 أيام بقيمة 20 ريالاً.

الفئة الثالثة: لمدة أسبوع وبقيمة 40 ريالاً.

الفئة الرابعة: لمدة 30 يوماً بقيمة 140 ريالاً.

الخدمات التي يقدمها «قطار الرياض»

يضم مشروع «قطار الرياض» 19 موقعاً لمواقف عامة للسيارات على مختلف المسارات في معظم أجزاء المدينة بقدرات استيعابية تتراوح بين 400 و600 سيارة؛ بهدف تسهيل استخدام شبكة القطارات بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة في التنقل داخل المدينة، إلى جانب إنشاء 7 مراكز لمبيت وصيانة القطارات في أطراف مسارات الشبكة.

كما يضم المشروع 190 قطاراً تحتوي على 452 عربة، جرى تصنيعها من قِبَل 3 من أكبر مصنّعي عربات القطارات في العالم وهي «سيمنز» الألمانية، و«بومباردييه» الكندية، و«ألستوم» الفرنسية.

وفي هذا الإطار، قال أندرو دي ليون، رئيس منطقة أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى في شركة «ألستوم»، في بيان يوم الجمعة: «يمثل افتتاح قطار الرياض من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض علامة فارقة في تعزيز (رؤية المملكة 2030)».

وأضاف: «من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة والممارسات المستدامة، نعمل على إعادة تشكيل التنقل الحضري بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وتمكين المجتمعات مع تعزيز النمو الاقتصادي... وتتشرف شركة (ألستوم) بلعب دور رئيسي في هذا التحول، والمساهمة في مستقبل أكثر إشراقاً وترابطاً للمملكة وخارجها».

«وجه مبتسم»

وتتميز عربات القطارات بتصميمات عصرية نفّذتها شركة «Avant Premiere of France» الفرنسية، وجاءت مقدمة القطار على شكل «وجه مبتسم» ليجسّد ترحيباً بروّاده.

من الهيئة الملكية لمدينة الرياض

كما تم استخدام لون مختلف لكل مسار على عربات القطار، وعلى جوانب الجسور واللوحات الإرشادية؛ ليتمكن الركاب من الانتقال بسهولة بين المسارات.