«الاختبارات الشاملة»... أحدث وسيلة لمواجهة «كورونا»

إجراء مسحة لسيدة للكشف عن فيروس كورونا في سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
إجراء مسحة لسيدة للكشف عن فيروس كورونا في سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT
20

«الاختبارات الشاملة»... أحدث وسيلة لمواجهة «كورونا»

إجراء مسحة لسيدة للكشف عن فيروس كورونا في سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)
إجراء مسحة لسيدة للكشف عن فيروس كورونا في سيول عاصمة كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

تتجه العديد من الدول مثل بريطانيا والصين التي ظهر بها فيروس كورونا المستجد إلى إجراء ما يعرف بالاختبارات الشاملة لملاحقة مرض «كوفيد - 19».
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن الاختبارات الشاملة تعني الطلب من جميع المتواجدين في مكان معين الخضوع لفحوص الكشف عن فيروس كورونا، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لا.
وتهدف الاختبارات العثور على الأصحاء الذين قد يصابوا بالفيروس، ولكن لا تظهر عليهم الأعراض بعد، ويمكن بعد ذلك أن يطلب منهم أن يعزلوا أنفسهم لمنع الفيروس من الانتشار.
وأوضحت «بي بي سي»، أنه يمكن استخدام الاختبارات الشاملة لتستهدف جمهوراً محدداً مثل تطبيقها في مستشفى أو دار رعاية، وكذلك في الأماكن العامة مثل المدارس والجامعات، وقبل دخول دور السينما أو المسارح ومباريات كرة القدم.
ولفتت إلى أن الصين تهدف إلى إجراء اختبارات شاملة لسكان مدينة ووهان التي ظهر بها فيروس كورونا ويبلغ عددهم 11 مليون نسمة، وكذلك تريد سلوفاكيا فحص كل شخص فوق سن العاشرة، وبدأت لوكسمبورغ برنامجاً لفحص سكانها بالكامل في الربيع.
وفي بريطانيا، فمن المقرر إجراء الاختبارات الشاملة في مناطق «عالية الخطورة» من الدرجة الثالثة التي ينتشر بها الفيروس وتضم 23.3 مليون شخص، وذلك بعدما أجريت تجربة ناجحة في مدينة ليفربول، حيث قُدم اختبار تطوعي لكل من يعيش أو يعمل في المدينة، وفحص أكثر من 300 ألف شخص من نصف مليون منذ بدء التجربة، وتم إنشاء مواقع متنقلة لإجراء الاختبارات في أماكن مثل دور الرعاية والمدارس والجامعات وأماكن العمل.
وتم إجراء نوعين من الاختبارات، كلاهما يتضمن إجراء مسحة الأنف أو الحلق وكان أحدهما قد يستغرق يوماً أو أكثر للحصول على نتيجة، حيث يتم إرسال العينة إلى المختبر، والآخر يشبه إلى حد ما اختبار الحمل وتظهر نتيجته في نحو 20 دقيقة، دون الحاجة إلى مختبر.
وانخفضت الحالات هناك من 635 لكل 100 ألف شخص في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) إلى 158؛ مما ساعد ليفربول على الانتقال من المستوى الثالث إلى المستوى الثاني.
وفي حالة ما إذا كانت نتيجة المفحوص إيجابية فعلية أن يعزل نفسه على الفور لمدة 10 أيام على الأقل، وكذلك يجب أيضاً على جميع الأشخاص الآخرين في منزله عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً إذا لم تظهر عليهم أعراض.
ويغرّم أي شخص لا يلتزم بعزل نفسه بعد إيجابي فحصه بغرامة مالية قد تصل إلى 10 آلاف جنيه إسترليني.
ويجب أن يطالب أي شخص من ذوي الدخل المنخفض يضطر إلى العزل، السلطات الصحية بدفع 500 جنيه إسترليني.
ولفتت «بي بي سي» إلى تصريح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في سبتمبر (أيلول)، أنه مع البدء في استخدام الاختبارات الشاملة سيسمح للأشخاص الذين كانت نتيجة فحصهم سلبية بالتصرف بطريقة أكثر طبيعية.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.