اليمن يتمسك بتوفير ضمانات أممية لمتطلبات السلام مع الحوثيين

TT

اليمن يتمسك بتوفير ضمانات أممية لمتطلبات السلام مع الحوثيين

ذكرت مصادر يمنية رسمية أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال محمد الحضرمي، أبلغ المبعوث الأممي إلى بلاده مارتن غريفيث، أمس، بتمسك الحكومة الشرعية بالحصول على ضمانات أممية لتحقيق السلام مع الميليشيات الحوثية.
ويطمح المبعوث الأممي في دفع الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين إلى التوقيع على مسودة «الإعلان المشترك» التي أعدها، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار وتدابير إنسانية واقتصادية والعودة إلى مفاوضات الحل الشامل، غير أن تعقيدات كثيرة لا تزال تعترض تحقيق مثل هذا الاختراق.
وذكرت المصادر الرسمية أن الحضرمي بحث عبر الاتصال المرئي مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث «آخر مستجدات جهود المبعوث وتطورات قضية خزان صافر النفطي إلى جانب عدد من القضايا المتصلة بعملية السلام».
وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ»، جدد وزير الخارجية اليمني «حرص الحكومة على بناء سلام حقيقي ودائم يقوم على المرجعيات المتفق عليها ويضمن مستقبلاً آمناً لأبناء الشعب اليمني الذي عانى ويعاني ويلات الصراع والحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي».
وأكد الحضرمي أن الحكومة الشرعية «تدعم جهود المبعوث الأممي وتتعامل إيجابياً مع جميع مبادراته بما فيها مشروع الإعلان المشترك»، لكنها تحرص «على ضمان توفير متطلبات السلام ونزع أي مسببات لموجات جديدة من الصراعات».
وفيما يتعلق بقضية خزان «صافر» النفطي، شدد الحضرمي على «ضرورة إلزام ميليشيات الحوثي بالسماح للفريق الفني للأمم المتحدة بالوصول إلى خزان صافر، لا سيما بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على انعقاد جلسة مجلس الأمن بشأنه».
وجدد الوزير اليمني تحذير الشرعية «من مخاطر استمرار تباطؤ ومماطلة الحوثيين ورفضهم تمكين الفريق الأممي من تقييم الخزان النفطي تمهيداً لتفريغه ونزع فتيل كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية خطيرة تهدد البحر الأحمر والمنطقة».
ونسبت المصادر الرسمية إلى غريفيث أنه «أعرب عن تقديره للتعاطي الإيجابي من قبل الحكومة الشرعية مع جهوده، وأشار إلى أهمية التوصل إلى اتفاق حول مشروع الإعلان المشترك تمهيداً للتوصل إلى حل سلام شامل للأزمة اليمنية».
ويرفض الحوثيون حتى الآن إبداء أي موافقة على المقترح الأممي الذي أعده غريفيث، فيما تقول مصادر يمنية مطلعة إن الحكومة الشرعية بدورها تعترض على نقاط جوهرية في المشروع تتعلق بالسيادة والإدارة المالية والإشراف على الموانئ والمطارات.
ويكمل غريفيث في مارس (آذار) المقبل، عامه الثالث منذ تعيينه مبعوثاً إلى اليمن، في حين كان الاختراق الوحيد الذي أحرزه هو إطلاق سراح نحو ألف من الأسرى والمحتجزين لدى الطرفين في صفقة جزئية للتبادل تمت منتصف الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.