السودان يترقب تغييرات في «المجلس السيادي»

اتفاق مبدئي لتشكيل حكومة انتقالية جديدة من 26 وزارة

TT

السودان يترقب تغييرات في «المجلس السيادي»

توقع قيادي بارز في التحالف الحاكم في السودان «قوى إعلان الحرية»، إجراء تعديل محدود في مجلس السيادة الانتقالي، وسحب عضوين من المدنيين، تم ترشيحهما من قبل الكتل السياسية المكونة للتحالف، وكشف عن توافق مبدئي بين شركاء الانتقال على تشكيل الحكومة الجديدة من 26 وزارة، واستيعاب الحركات المسلحة، بحسب ما نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة مع الحكومة الانتقالية.
وقال القيادي الذي فضل حجب اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوى التغيير تقدمت خلال الاجتماعات بين الشركاء بمقترح تكوين مجلس الشراكة الانتقالي من 25 عضواً وأقصاه 27، يضم ممثلين من قوى (التغيير) والحركات المسلحة، و5 أعضاء من مجلس السيادة، بجانب رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ووزيرين من الحكومة.
وقال المصدر إن (الجبهة الثورية) اعترضت على تمثيل المدنيين بمجلس السيادة الانتقالي، ضمن عضوية مجلس الشركاء، واقترحت أن يمثل مجلس السيادة، بعضوين من المكون العسكري، بجانب رئيس الوزراء ووزير من الحكومة.
ونوه القيادي بـ«قوى التغيير»، ببروز مقترح على أن يتولى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، رئاسة مجلس الشراكة، ونائبه رئيس الوزراء. وأشار إلى توافق مبدئي بين شركاء الانتقال على تشكيل حكومة من 26 وزارة، بعد تفكيك عدد من الوزارات، ويجري النقاش حالياً حول إجراءات التعديل الوزاري كليا أو جزئيا، بجانب إضافة وزارة السلام وحقوق الإنسان التي تم الاتفاق عليها في اتفاقية السلام.
وكشف القيادي عن مطالبة الحركات المسلحة بمنحها وزارات الخارجية والتجارة والعمل، وأن هذه المطالب محل نقاش بين الأطراف للوصول إلى توافق حولها، مشيراً إلى أن الحركات المسلحة تسعى لزيادة حصتها في مجلس الوزراء.
وبحسب تسريبات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر متطابقة، ترجح ترشيح كل من رئيس الحركة الشعبية شمال، مالك عقار، ورئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، لعضوية مجلس السيادة الانتقالي، وترشيح رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني اركو مناوي، حاكماً لإقليم دارفور، بعد إقرار نظام الأقاليم في كل البلد، وفقاً لما ورد في اتفاقية السلام.
وقال القيادي بالتحالف الحاكم في السودان: «وارد جداً استبدال أعضاء من المدنيين بمجلس السيادة، بعناصر مدنية قوية لحفظ التوازن داخل المجلس بعد استيعاب قادة الحركات المسلحة بالمجلس».
ويختص مجلس شركاء الانتقال الذي يجري التوافق على تشكيله، بحل الخلافات التي تنجم بين هياكل السلطة الانتقالية مجلسي (السيادة والوزراء)، ويكون معنياً باتخاذ القرارات المهمة خلال مرحلة الانتقال البالغة 4 سنوات.
وتتكون السلطة الانتقالية في السودان، من مجلسي (السيادة والوزراء)، والمجلس التشريعي الانتقالي الذي لم تشكيله بعد. ونصت اتفاقية السلام على منح الحركات المسلحة 3 مقاعد في مجلس السيادة، و25 في المائة بمجلس الوزراء، بجانب 75 مقعداً في البرلمان الانتقالي، و40 في المائة من الحكم في إقليم دارفور وولايات الشمال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».