نتنياهو يخطط لانتخابات مبكرة غداة وصول لقاح {كورونا} إلى إسرائيل

بومبيو مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قبيل مغادرته إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
بومبيو مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قبيل مغادرته إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يخطط لانتخابات مبكرة غداة وصول لقاح {كورونا} إلى إسرائيل

بومبيو مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قبيل مغادرته إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
بومبيو مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قبيل مغادرته إسرائيل أمس (أ.ف.ب)

بعد أن نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تفكيك حزب «كحول لفان» وإضعافه، واستطاع معسكره اليميني تقويض مكانة الجنرالات «الذين نزلوا إلى الانتخابات لتنفيذ انقلاب شبه عسكري ضده»، يستعد هذه الأيام لوضع خطة لتبكير موعد الانتخابات العامة، التي يفترض أن تجرى بعد أربع سنوات، وتقديمها إلى الربع الثاني من السنة القادمة. وقد اختار هذا الموعد بالذات، لأنه يتوقع أن تكون قد وصلت الدفعة الأولى من اللقاح ضد كورونا.
وقالت مصادر في محيط نتنياهو إن من يعمل في محيطه يلاحظ في الأيام الأخيرة أن أساريره قد انفرجت بسبب الإعلان عن نجاح تجربة لقاحين ساهمت إسرائيل بتمويل الأبحاث لإنتاجهما، هما: «فايزر» و«موديرنا». ورأت هذه المصادر أن القلق الذي ساور نتنياهو من جراء المظاهرات الأسبوعية ومن جراء التراجع المتواصل في شعبيته ومن اقتراب موعد محاكمته، تبدل في الأيام الأخيرة إلى تحفز وحيوية وحسب قول أحدهم: «عاد إليه الأدرنالين».
وفي يوم أمس، عبر نتنياهو فحصا روتينيا لجهازه الهضمي، وجعل منه خبرا صحافيا يطمئن فيه قاعدته الشعبية أنه «عثر خلال الفحص على ورمين صغيرين (حميدين) في القولون تمت إزالتهما بشكل كامل. وحالة رئيس الوزراء ممتازة. نتائج جميع الفحوصات التي أجريت له بما فيها فحوصات مختبرية شاملة مثل فحص معدلات السكر والكولسترول والحديد والفيتامينات ووظائف الكبد والكلى وإلخ كانت طبيعية تماما. معدل ضغط الدم طبيعي أيضا. خلاصة الأمر حالة رئيس الوزراء الصحية ممتازة. وقد عاد إلى عمله كالمعتاد». وكانت قد نشرت، أمس، نتائج بحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، دلت على أن الجمهور الإسرائيلي اليهودي وبالرغم عن استمراره في تأييد الجيش والثقة به أكثر من أي مؤسسة إسرائيلية أخرى (73 في المائة)، إلا أن هذه الثقة بدأت تخدش بسبب نزول عدد من كبار الجنرالات الإسرائيليين إلى الانتخابات، عبر حزب «كحول لفان». فقد أدى ذلك إلى التشكيك في القرارات العسكرية للجيش حاليا أيضا، وقال 64 في المائة إنهم يعتقدون بأن هذه القرارات ليست طاهرة ويشوبها أيضا حسابات سياسية. وبقدر ما أزعجت هذه النتيجة الجيش وأنصار الفصل بين السلطات، بعثت الارتياح في نفوس اليمين الإسرائيلي، الذي يدير منذ سنوات عديدة معركة ضد سطوة الجيش وأجهزة الأمن على مقدرات البلاد وسلطاتها. وقد احتدمت هذه المعركة في مطلع السنة الماضية عند تأسيس حزب الجنرالات بقيادة بيني غانتس وغابي أشكنازي، رئيسي أركان الجيش سابقا. واعتبروا خوضه الانتخابات محاولة «انقلاب عسكري أبيض» ضد نتنياهو. ومع أن غانتس انضم إلى حكومة نتنياهو، بدعوى المسؤولية الوطنية لمكافحة كورونا، فإن نتنياهو لم يكف عن جهوده لتحطيم حزبه.
يذكر أن استطلاع الرأي الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «معريب» العبرية في كل يوم جمعة، أشار أمس إلى تراجع شعبية نتنياهو من جديد، إذ قال إنه في حال إجراء الانتخابات اليوم فإنه سيحصل على 27 مقعدا فقط، علما بأن لديه اليوم 36 مقعدا، وفي استطلاع الأسبوع الماضي حصل على 30. وقد جاءت هذه الخسارة في صالح اتحاد أحزاب اليمين المتطرف، «يمينا»، برئاسة نفتالي بنيت، الذي حصل في الاستطلاع على 24 مقعدا، مع العلم بأنه ممثل اليوم فقط بستة نواب.
ودلت النتائج على أن معسكر اليمين يحظى بأكثرية 68 (من مجموع 120) مقعدا، وهذا من دون حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، الذي يرتفع إلى 8 مقاعد. وبالمقابل يتلقى المعسكر المضاد لنتنياهو ضربة قاصمة. وباستثناء تحالف «يش عتيد – تيلم» المعارض بقيادة يائير لبيد، سيرتفع من 14 إلى 18 مقعدا، فإن الأحزاب الأخرى في الوسط واليسار تنخفض بنسبة عالية. فحزب غانتس يهبط من 16 اليوم إلى 10 مقاعد، والقائمة المشتركة للأحزاب العربية تنخفض من 15 حاليا إلى 11 مقعدا. وحزب العمل، الذي أسس الحركة الصهيونية وأقام الدولة العبرية وقادها عشرات السنين، يتحطم تماما ولن يستطيع تجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة) وسيحصل على 0.8 في المائة من الأصوات ومثله بقية الأحزاب المتحالفة مع غانتس.
ومع أن 52 في المائة من الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسؤولية الأزمة السياسية والفشل في إدارة أزمة كورونا الصحية والاقتصادية، فإنه ما زال يعتبر أفضل من يتولى رئاسة الحكومة. ويقول 45 في المائة إنهم لا يؤيدون دخول جنرالات آخرين إلى الحلبة الحزبية. وقال 14 في المائة فقط إنهم يؤيدون دخول رئيس بلدية تل أبيب الجنرال في الاحتياط رون خلدائي و12 في المائة الجنرال غادي آيزنكوت و7 في المائة الجنرال إيهود باراك إلى الحلبة. وقال 20 في المائة إنهم قرروا أن لا يشاركوا في التصويت.
ويرى نتنياهو أن هذه النتائج، تنطوي على معطيات إيجابية، حيث إن خصومه يعانون منها أكثر منه. ويمكن أن تتغير وتنقلب لصالحه في حال تمكنه من إدخال اللقاح، خصوصا بعد أن نجح محاموه في تأجيل محاكمته بتهم الفساد مرة أخرى. فقد قررت المحكمة قبول طلب نتنياهو تسليمه مواد سرية في التحقيق. وعينت هيئة قضائية جديدة للنظر في هذا الطلب. وقررت تأجيل جلسات المحكمة المقررة لسماع الشهود ابتداء من أول يناير (كانون الثاني) القادم، إلى حين تنتهي المداولات في قضية المواد السرية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».