الصراع الدائر منذ أسبوعين بين قوات الحكومة المركزية في أديس أبابا وقوات إقليم تيغراي ما زال مستعراً، وقد أودى بحياة المئات، وربما الآلاف، ودفع بعشرات الآلاف إلى الفرار نحو السودان، حسب تقديرات الهيئات الدولية العاملة في المنطقة. ودعت مفوضية اللاجئين لوقف مؤقت فوري لإطلاق النار للسماح بإقامة ممرات للمساعدات الإنسانية، وقالت إنها تتهيأ لتدفق 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان.
وترددت خلال الصراع أنباء عن أعمال قتل على أساس عرقي. ووثقت منظمة العفو الدولية قتلاً جماعياً بين مدنيين بدا كثيرون منهم من أمهرة على يد من تقول إنهم قوات من تيغراي يومي التاسع والعاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذكر لاجئون فروا إلى السودان أنهم كانوا مستهدفين لكونهم من تيغراي. وأمس، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن اندلاع النزاع جعل نحو 2.3 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة، وآلافا آخرين في خطر في مخيمات اللاجئين. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فورا: «داخل منطقة تيغراي، أدى فرض قيود الوصول إلى المنطقة وانقطاع الاتصالات المستمر إلى جعل ما يقدر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية». وتقدر الوكالة أن «نحو 12 ألف طفل، بعضهم من دون آباء أو أقارب، من بين أولئك الذين يحتمون في المخيمات ومراكز التسجيل، وهم معرضون للخطر».
وكثير من المخيمات المؤقتة التي أقيمت في السودان مكتظة، ويعاني اللاجئون من ظروف غير صحية، بالإضافة إلى محدودية الحصول على المياه والطعام. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إنها سعت إلى تقديم مساعدة عاجلة للأطفال الذين يعيشون في ظروف «قاسية للغاية» في المخيمات. وحضت فوراً جميع أطراف النزاع على السماح بوصول المساعدات الإنسانية، والامتناع عن استخدام المتفجرات في المناطق المكتظة بالسكان. وصرحت كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية: «يجب بذل كل جهد ممكن لإبعاد الأذى عن الأطفال، وضمان حمايتهم من التجنيد والاستغلال في النزاع».
وفي هذا السياق، قال مصدر سوداني ميداني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن عدد اللاجئين اقترب من 40 ألف لاجئ، بخلاف التوقعات التي قدرته بنحو 20 ألفاً، ما شكل ضغطاً كبيراً على المجتمعات المضيفة، وخلق أزمة إنسانية كبيرة قرب الحدود مع إثيوبيا. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن تقديرها لـ«الكرم» الذي استقبل به السودان هؤلاء الفارين إلى أرضه.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، تيبور ناغي، إن بلاده «تقدر الكرم الذي أبداه شعب السودان في استضافة اللاجئين الإثيوبيين الفارين منذ اندلاع القتال». ودعا ناغي إلى إبقاء حدود السودان والدول المجاورة مفتوحة أمام الفارين لأسباب إنسانية، وقال: «نتابع من كثب تدفق المدنيين إلى الدول المجاورة، ونتواصل مع مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الإنسانيين الآخرين، فيما يتعلق بخطط الطوارئ بشأن استجابتهم، ونحث الدول المجاورة على إبقاء حدودها مفتوحة لطالبي اللجوء الفارين من القتال».
ومن جهته، قال ممثل المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي بالسودان، حميد نورو، إن البرنامج ينوي التدخل لنقل المساعدات الإنسانية للاجئين، ونقل مواد الإغاثة من دولة الإمارات العربية المتحدة في جسر جوي إلى مطار ولاية كسلا، لنقلها لمناطق استضافة اللاجئين عبر المروحيات.
وأوضح نورو، خلال اجتماع مشترك مع أمين عام حكومة ولاية كسلا المتاخمة للحدود مع منطقة تيغراي، أن البرنامج وفر الغذاء لأكثر من 60 ألف لاجئ، وأضاف: «البرنامج بصدد بذل قصارى جهده لتقديم المساعدات للاجئين الإثيوبيين الذين وصلت أعدادهم إلى ما يزيد على 30 ألف لاجئ، وتوفير الغذاء لأكثر من 100 ألف شخص لمدة شهر».
وأوضح أن الغرض من تسيير الجسر الجوي هو تحقيق سرعة الاستجابة لتقديم المساعدات الإنسانية، وطلب من سلطات ولاية كسلا تفهم المسألة، وتقديم التسهيلات اللازمة. وحث نورو الشركاء من منظمات المجتمع الدولي على التعاون والاستجابة الفورية للأوضاع الإنسانية، وتوفير الأماكن المناسبة التي تتيح إقامة المعسكرات، وسبل ترحيل اللاجئين، لتسهيل تقديم المساعدات لهم.
الأمم المتحدة تتهيأ لتدفق 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان
اليونيسيف: 2.3 مليون طفل يحتاجون للمساعدة وجسر جوي لنقل الإغاثة
الأمم المتحدة تتهيأ لتدفق 200 ألف لاجئ إثيوبي إلى السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة