موسم التزلج في فيرمونت على شفير الهاوية

إجراءات الحجر الصارمة تترك أثرها على رياضات الشتاء

منتجع {ميد ريفر غلين} كما بدا في عام 2016
منتجع {ميد ريفر غلين} كما بدا في عام 2016
TT

موسم التزلج في فيرمونت على شفير الهاوية

منتجع {ميد ريفر غلين} كما بدا في عام 2016
منتجع {ميد ريفر غلين} كما بدا في عام 2016

في بعض النواحي، يبدو الأمر وكأن الوباء كاد يكون مفيداً لموسم التزلج في فيرمونت، يقول برايان ماجيوتو، المدير العام في فندق «إن مانشستر» بجنوب ولاية فيرمونت، «للمرة الأولى تحصل فيرمونت ونيوإنغلاند على حصة السوق كاملة في شمال شرقي البلاد. ومع استبعاد العديد من الناس لفكرة الصعود على متن طائرة، فإن ذلك من شأنه أن يمنح فيرمونت ميزة استقبال أكبر عدد من المتزلجين القادمين بالسيارات من مناطق بعيدة».
وكان إحساس التفاؤل قد ساد بانتعاش تلك الرياضة الشتوية في 20 وجهة بجبال الألب من إجمالي 30 وجهة للتزلج عبر البلاد، رغم دفء الجو الذي أدى إلى تأخير الافتتاح في بعض المناطق بسبب الافتقار إلى الجليد.
لكن في الأسبوع الماضي، أعلن الحاكم فيل سكوت عن تشديد قواعد الحجر الصحي الجديدة لأي شخص يزور الولاية. وذلك بضرورة الالتزام بالحجر الصحي لمدة 14 يومًا عند الوصول، أو الحجر الصحي لمدة سبعة أيام (في المنزل أو في الولاية) في حال كانت نتيجة اختبار «كوفيد19» سلبية.
لم تكن إرشادات السفر التي وضعتها فيرمونت بمثابة إشارة إلى هذا التحول الكبير. فقد كان التغيير الأكثر أهمية هو أن الدولة علقت استخدام نظام مشفر حدد أقاليم في الشمال الشرقي بالألوان من الأخضر إلى الأحمر استناداً إلى عدد حالات فيروس «كوفيد19» لكل مليون شخص. كان عدد المقاطعات التي ظهر فيها حالات الفيروس محدود جدا، وكان السفر إلى فيرمونت من دون حجر صحي مقبولا، لكن المنطقة الشمالية الشرقية أصبحت تقريباً بالكامل حمراء.
ولكن إعلان حاكم الولاية الثلاثاء الماضي، عن تدابير احتواء الفيروس، مقترناً بارتفاع هائل في الحالات بمختلف أنحاء الشمال الشرقي، أدى إلى موجة من الإلغاءات في الفنادق الكبيرة والصغيرة بسبب الخوف الذي انتاب الشركات التي تعتمد على السياحة والتي دفعت المسافرين إلى تجنب فيرمونت هذا الشتاء بسبب الوباء.
كان هذا ما أكده برايان ماجيوتو بقوله، إن «الإلغاءات تجري بوتيرة ثابتة منذ ذلك اليوم». وكان ذلك بسبب انتشار الشائعات في غرف الدردشة على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بـأن مناطق التزلج قد لا تفتح على الإطلاق.
ومن بين مستخدمي مواقع التواصل كان هناك المتزلج بروس ليفيتوس (56 سنة) من مقاطعة «باكس» بنسلفانيا، الذي أفاد على صفحة فيرمونت على «فيسبوك» بأنه لن يذهب إلى الولاية هذا الشتاء. وفي مقابلة تليفونية، قال ليفيتوس إنه يمارس هواية التزلج منذ كان في السابعة مع والديه وبعد ذلك مع عائلته مضيفا «أنا أحترم ما تفعله فيرمونت، ولكننا لا نستطيع الخضوع للحجر الصحي، فهذا أمر غير ممكن بالنسبة لنا. ولذلك لن نأتي إليها للمرة الأولى منذ ما يزيد على عقد من الزمان».
يعتمد اقتصاد فيرمونت على رياضة التزلج، حيث ينفق الزائرون خلال فصل الشتاء أكثر من 1.6 بليون دولار سنويا في تلك الولاية الصغيرة، وفقا لـ«جمعية تزلج فيرمونت».
تعتبر فيرمونت جوهرة التاج في شرقي البلاد، ويتوافد إليها نحو أربعة ملايين زائر في الموسم الواحد، وهو رقم ينافس ولاية «أوتاوا». وبالمقارنة، تستقبل ولاية «نيو هامبشاير» ما يزيد قليلاً عن مليوني شخص في الشتاء.
ضربت القواعد الجديدة سوق التزلج الكبير في فيرمونت، فبات من المستحيل لشخص يقود سيارته إلى الولاية للاستمتاع برياضة الشتاء، أن يبقى في الحجر الصحي أسبوعين كاملين ليقضي عطلة نهاية الأسبوع التي لا تتعدى يومين أو ثلاثة على الأكثر.
كان عدد من «محاربي عطلة نهاية الأسبوع» قد انتقلوا برفقة أسرهم إلى فيرمونت خلال فترة تفشي الوباء العالمي، للدراسة والعمل من بيوتهم عن بعد، قادمين من المدن المحيطة بمراكز التزلج في «ستراتون»، و«كيلينجتون»، و«جبل سنو»، و«أوكيو»، و«ستو» و«ماد ريفي فالي». وأفاد بعض نزلاء الفنادق بأنهم يأملون أن يستمر الاتجاه نحو الزيارات الطويلة التي بدأت الصيف الماضي والخريف الحالي والتي يتمنون أن تستمر خلال موسم التزلج. وكان هذا ما أكدته راشيل فاندينبيرغ، مالكة فندق «صن سكي إن» في «ستو» بقولها: «كان لدينا عائلة هنا من نيوجيرسي لأكثر من شهر هذا الخريف».
غير أن القائمين على منتجعات التزلج، خاصة في جنوب فيرمونت - التي تجتذب القادمين من كونيتيكيت، ونيو جيريسي، وألباني، والراغبين في قضاء عطلات نهاية الأسبوع – أفادوا بأن الحجر الصحي سيضر بنشاط الولاية الشتوي.
فقد أغلق الوباء الذي حل بالولاية المطاعم والمنشآت السكنية لأشهر عديدة. وكانت مناطق التزلج التي توقف نشاطها قبل موسم الربيع قد أغلقت بعد أن خسرت الإيرادات. وكان الجمع بين تدابير الإغلاق المبكر الصارمة وإعادة الفتح البطيء يعني أن فيرمونت كانت خلال الموجة الأولى من الوباء أفضل من العديد من الولايات الأخرى. فقد سجلت حالات وفاة أقل من الولايات المجاورة – فقط 59 وفاة في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
عندما بدأ تدفق الزائرين من خارج الولاية مع نهاية الصيف وبداية زوال الفيروس، بدأت المشاريع السياحية تتنفس الصعداء وتمنوا أن يستمر الحال بالتحسن خلال الشتاء. فقد بلغ معدل إشغال الفنادق في تلك الفترة 69 في المائة في أغسطس (آب) وهو معدل مطمئن، وفقاً لـ«رابطة منطقة ستو»، المعنية بالتسويق في المدينة.
لكن الحالات النشطة شهدت ارتفاعاً في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث سجلت 122 حالة في يوم واحدة الأسبوع الجاري، وهو ما كسر الأرقام السابقة في أبريل (نيسان).
لم تكن فيرمونت الهدف الوحيد للوباء. فالولايات في مختلف أنحاء أميركا التي تحتضن نشاطات التزلج تتصارع مع الارتفاع الحاد في أعداد الحالات في مختلف أنحاء البلاد وتعمل على تعديل خطوط السفر وجمع المعلومات وفقاً لذلك. لذا تطلب ولاية نيو هامبشاير من جميع المقيمين في المناطق غير التابعة لولاية «نيو إنغلاند» بالخضوع للحجر الصحي والاختبار قبل الوصول، كما هو الحال في ولاية ماين، التي تطلب أيضًا من سكان ولاية «ماساتشوستس: الخضوع للحجر الصحي».

- خدمة {نيويورك تايمز}


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».