انطلاق «فن أبوظبي» بنسخته الـ12 عبر المنصة الرقمية

بمشاركة أكثر من 68 صالة عرض و200 فنان من مختلف أنحاء العالم

انطلاق «فن أبوظبي» بنسخته الـ12 عبر المنصة الرقمية
TT

انطلاق «فن أبوظبي» بنسخته الـ12 عبر المنصة الرقمية

انطلاق «فن أبوظبي» بنسخته الـ12 عبر المنصة الرقمية

تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس «مكتب أبوظبي التنفيذي»، انطلقت اليوم فعاليات «فن أبوظبي»، عبر المنصة الرقمية، بمشاركة 68 صالة عرض وأكثر من 200 فنان من جميع أنحاء العالم.
بالتعاون مع أكبر عدد من القيّمين الفنيين في تاريخ المعرض، الذي سيستمر إلى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، سيواصل «فن أبوظبي» دوره الريادي عبر توفير منصة استثنائية تعزّز أوجه التفاعل والتعاون بين صالات العرض والفنانين، حيث ستُستضاف الأعمال الفنية ضمن معارض تجارية مخصّصة للفنون المعاصرة من كوريا الجنوبية وأفريقيا والهند والإمارات، بالإضافة إلى القسم الرئيسي لصالات العرض «الفن الحديث والمعاصر»، وبرنامج «عروض الأداء»، إلى جانب برنامج «آفاق: الفنانون الناشئون».
ويعود «فن أبوظبي» هذا العام عبر نسخته الإلكترونية ولأول مرة بلقاءات حيّة عبر الإنترنت، بمشاركة الفنانين والقائمين على صالات العرض، بالإضافة إلى سلسلة من الحوارات الشيقة...
وأبرز فعاليات «فن أبوظبي»، «الفن الحديث والمعاصر» الذي يقدم 37 صالة عرض من أكثر من 15 دولة، حيث سيحتضن مجموعة من الأعمال الفنية عبر أجنحة عرض رقمية تقدم إطاراً إشرافياً لكل معرض.
و«نظرة إلى الغد»، ويُعدّ أول قسم مخصص لإلقاء الضوء على الفن الأفريقي في «فن أبوظبي»، يشرف عليه القيم الفني الرائد سيمون نجامي، ويستعرض الفنانون المشاركون فيه أعمالاً من 7 صالات عرض جديدة، ويأخذون الزوّار في رحلة لاستكشاف مفاهيم الزمن خلال الجائحة.
و«مادي - حقيقي»، قسم جديد يستكشف مشهد الفن المعاصر في كوريا الجنوبية، ويضم 13 صالة عرض جديدة تحت إشراف القيم الفني سونغ وو كيم.
و«الهند اليوم»؛ يسجّل هذا القسم عودة آشوين ثاداني إلى «فن أبوظبي»، حيث سيقدم أعمالاً فنية من شبه القارة الهندية.
و«صورة من الذاكرة»؛ ويجمع هذا القسم، برعاية القيمة الفنية ندى رضا، بين 5 صالات عرض تستعرض أعمالاً لفنانين معاصرين في دولة الإمارات.
و«آفاق: الفنانون الناشئون»؛ ويقدم هذا البرنامج، في كل عام أعمالاً تكليفية جديدة من إبداع فنانين إماراتيين ناشئين، ويُنظّم هذا العام برعاية القيمة الفنية مايا الخليل، ويتناول في هذه النسخة «مفهوم الذاكرة»، ويقدم أعمالاً فنية لكل من عفراء الظاهري وعفراء السويدي وهند مزينة. ويمكن لعموم الجمهور مشاهدة هذه الأعمال الفنية عبر المعرض الإلكتروني وفي «منارة السعديات»، ابتداءً من 19 نوفمبر الحالي وحتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وبرنامج «عروض الأداء» تقدمه القيّمة الفنية روز ليجون، ويشارك فيه الفنانون ميثاء عبد الله وأليس ثيوبالد ورائد ياسين وناستيو موسكيتو. ويعرض هذا البرنامج أفلاماً صُوّرت خلال الجائحة بتقنية التصوير «360 درجة»، في كل من برلين ولندن وأبوظبي ولشبونة. يمكن لجميع الراغبين الاستمتاع بمشاهدة هذه الأعمال الفنية عبر الإنترنت من أي مكان في العالم باستخدام نظارات الواقع الافتراضي وهواتفهم الذكية، وبالنسبة للزائرين المقيمين في دولة الإمارات، فيمكنهم أيضاً خوض تجربة المشاهدة شخصياً في «منارة السعديات».
وأيضاً، برنامج «حوارات» الذي يشهد مشاركة قائمة مرموقة من المتحدثين المعروفين في المجتمع الفني بالإمارات، من بينهم أنطونيا كارفر وليلى بن بريك وريم فضة ونوال القاسمي وسميتا براباخار وزين مسعود، بالإضافة إلى مشاركين دوليين مثل كريس ديركون وفوز كبرا وإيمي داوسون، بجانب المشاركين من الفنانين والقيمين الفنيين في نسخة 2020 من المعرض. ويهدف برنامج «حوارات» إلى تعزيز تفاعل وإشراك الجمهور في الحوارات والنقاشات المرتبطة بتطوير المشهد الفني في الإمارات على مدار العقد الماضي، بما في ذلك الممارسات الفنية المعاصرة في الدولة والآراء والأفكار الفنية من جميع أنحاء العالم.
بإمكان الجمهور زيارة «فن أبوظبي» في منصته الإلكترونية ابتداءً من اليوم الخميس 19 نوفمبر حتى ختام المعرض يوم الخميس الموافق 26 نوفمبر 2020. وذلك من خلال الرابط: https:--www.abudhabiart.ae-



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».