ماذا يعني ارتفاع معدل إصابات كورونا في منطقتك؟

طبيبان يعالجان مريضاً مصاباً بكورونا في وحدة العناية المركزة بمستشفى في بيروت (د.ب.أ)
طبيبان يعالجان مريضاً مصاباً بكورونا في وحدة العناية المركزة بمستشفى في بيروت (د.ب.أ)
TT

ماذا يعني ارتفاع معدل إصابات كورونا في منطقتك؟

طبيبان يعالجان مريضاً مصاباً بكورونا في وحدة العناية المركزة بمستشفى في بيروت (د.ب.أ)
طبيبان يعالجان مريضاً مصاباً بكورونا في وحدة العناية المركزة بمستشفى في بيروت (د.ب.أ)

نظراً لانتشار فيروس كورونا في كل المناطق تقريباً حول العالم، قد تسمع مصطلحات «نسبة مئوية إيجابية»، أو «المعدل الإيجابي للاختبارات» أو «معدل الإيجابية» لوصف مدى خطورة الظروف في منطقتك، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وإن ذلك ليس مقياساً لعدد الحالات، بل إنها النسبة المئوية لجميع اختبارات فيروس كورونا التي تم إجراؤها والتي تظهر إصابة شخص ما بـ«كوفيد - 19».
وإليك ما تحتاج إلى معرفته حول معدلات النسبة المئوية للحالات الإيجابية وما تعنيه لمجتمعك:
*ما هي النسبة المئوية الإيجابية؟
قال الدكتور أميش أدالجا، الزميل في جمعية الأمراض المعدية الأميركية والباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: «تخبرك، على المستوى الأساسي، بمدى صعوبة البحث للعثور على حالة إصابة».
وهناك طرق متعددة لحساب النسبة المئوية للحالات الإيجابية. وتحسبها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن طريق أخذ عدد جميع الاختبارات الإيجابية وقسمتها على عدد الاختبارات الإجمالية - الإيجابية والسلبية - ثم ضربها في 100 للحصول على نسبة مئوية.
أحياناً يطلق عليها أيضاً «معدل الإيجابية» أو «النسبة المئوية للحالات الإيجابية».
*ماذا تخبرك النسبة المئوية الإيجابية عن الحالات في منطقتك؟
إذا كانت النسبة المئوية الإيجابية أكثر من 50 في المائة بمنطقة ما، فسيتعين على الأطباء إجراء اختبارين فقط للعثور على حالة واحدة. إذا كان معدل الإيجابية في المنطقة أقل من 1 في المائة، فسيتعين عليهم إجراء أكثر من 100 اختبار للعثور على حالة واحدة.
*ما الذي لا تخبرك به النسبة المئوية الإيجابية؟
عندما تكون النسبة المئوية للمعدل الإيجابي في منطقتك 58 في المائة، فهذا لا يعني أن 58 في المائة من السكان مصابون بكورونا. هذا يعني في الغالب أن 58 في المائة من السكان الذين خضعوا للاختبار مصابون بالفعل بـالفيروس.
ولا يخضع كل شخص مصاب بـ«كوفيد - 19» للاختبار.
وقال الدكتور جورج أبراهام، رئيس مجلس الأمراض المعدية والطب الباطني الأميركي: «مع معدل الإيجابية، يكون المقام دائماً هو إجمالي عدد الاختبارات التي تم إجراؤها، والبسط هو عدد الاختبارات التي تتحول إلى إيجابية، ولكن الأهم هو كيفية تفسير هذا الرقم... إن عدد الاختبارات التي تم إجراؤها يمكن أن تكون على الشخص نفسه، على سبيل المثال، لذلك قد لا يمثل كل رقم شخصاً مختلفاً».
ومن المحتمل أن يكون عدد الحالات الفعلية في منطقتك أعلى من رقم النسبة المئوية الإيجابية، ولكن الرقم هو مقياس واحد يمكن لقادة الصحة العامة استخدامه لقياس مدى انتشار المرض في المنطقة، وتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لإبطاء الانتشار. ولا توجد نسبة معينة موحدة يتم إقفال المنطقة عندها.
في نيويورك، على سبيل المثال، إذا كانت النسبة المئوية الإيجابية أعلى من 3 في المائة، فإن المدارس تذهب إلى التعلم عن بعد. في ولاية أيوا، تحتاج إلى نسبة 15 في المائة للقيام بهذا التدبير.
*لماذا يجب أن تهتم بالنسب المئوية الإيجابية؟
قال العالم ويليام هاسيلتين، الذي ألف عدة كتب عن الأمراض المعدية: «تريد معرفة المعدل في منطقتك، حتى تعرف مخاطر التعرض للفيروس».
بالتفكير في الأمر بطريقة أخرى، قال هاسيلتين: «يمكنك التحقق من النسبة المئوية الإيجابية في منطقتك قبل أن تقرر الخروج، مثل التحقق من الطقس قبل الخروج لهذا اليوم».
وأضاف: «مع الطقس، إذا كان الجو ممطراً، فسوق ترتدي معطفاً واقياً من المطر، أليس كذلك؟ إذا كان عدد الحالات منخفضاً في منطقتك، فارتدِ قناعاً وستكون بخير على الأرجح».
وتابع هاسيلتين: «إذا كانت النسبة 10 أو 15 في المائة، فكر في الأمر على أنه مطر غزير أو عاصفة رعدية. عليك أن تكون أكثر حذراً. ابدأ في الحد من أنشطتك... إذا زاد المعدل عن ذلك، فكر في الأمر مثل إعصار. عند حصول إعصار تدخل إلى الطابق السفلي وتتأكد من سلامة أطفالك».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».