أزمة منطقة اليورو شغلت قمة «لاس كابوس» المكسيكية

التوافق على «خطة بطرسبورغ» للإصلاح الشامل في قمة روسيا

قمة «لاس كابوس» 2012 في المكسيك ركزت على ملف محاصرة أزمة منطقة اليورو (الشرق الأوسط)
قمة «لاس كابوس» 2012 في المكسيك ركزت على ملف محاصرة أزمة منطقة اليورو (الشرق الأوسط)
TT
20

أزمة منطقة اليورو شغلت قمة «لاس كابوس» المكسيكية

قمة «لاس كابوس» 2012 في المكسيك ركزت على ملف محاصرة أزمة منطقة اليورو (الشرق الأوسط)
قمة «لاس كابوس» 2012 في المكسيك ركزت على ملف محاصرة أزمة منطقة اليورو (الشرق الأوسط)

من «كان الفرنسية»، اتجهت أنظار العالم نحو القمة السابعة بمدينة لوس كابوس الساحلية في المكسيك، مترقبين ما سيخرج عن أعمال قمة قادة العشرين مع تفاقم المخاوف من توسع أزمة منطقة اليورو الاقتصادية، في وقت حصل فيه صندوق النقد الدولي على أكثر من 450 مليار دولار لتدعيم فرصه للإقراض.
وأسدل الاجتماع الختامي لقمة قادة العشرين بالإجماع على ضرورة السيطرة وحل أزمة منطقة اليورو، لكنها لم تتفق على أسلوب موحد لحل الأزمة، مع المبادرة لإيجاد سبل لنمو عالمي.
وبحسب مؤتمر صحافي عقده الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون فور انتهاء القمة، لفت إلى أن زعماء المجموعة توصلوا إلى توافق حول حزمة ملفات، تضمنت التنمية الاقتصادية طويلة الأجل، وضخ مزيد من الموارد المالية في صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى مكافحة الحمائية التجارية.
وأعلن صندوق النقد الدولي يوم الاثنين عن تعهدات بتقديم مبلغ إضافي قيمته 456 مليار دولار أميركي، بما فيها تعهدات جوهرية جديدة من زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا (مجموعة بريكس) الذين اجتمعوا على هامش قمة زعماء مجموعة العشرين يوم الاثنين.
وحول الأزمة الأوروبية، نص بيان قمة العشرين الختامي 2012 على أن «أعضاء منطقة اليورو سيتخذون الإجراءات الضرورية كافة الكفيلة بضمان استقرار اليورو، وتحسين الأسواق المالية، وكسر الحاجز بين البنوك ورؤساء الدول»، مضيفاً: «إننا ندعم الإجراءات كافة لبناء خطة مالية محكمة لإنقاذ منطقة اليورو... وإن أعضاء الاتحاد الأوروبي في قمة مجموعة العشرين مصممون على المضي قدماً، واتخاذ خطوات لدعم الاقتصاد».
ومن سواحل مدينة لوس كابوس إلى ثلوج سان بطرسبورغ عام 2013، طرحت روسيا في تلك القمة اقتراحات من شأنها أن تحول دون اندلاع أزمات اقتصادية ومالية عالمية جديدة، كالتي تحصل في أوروبا، بينها تخفيض عجز الميزانية، والحد من حجم دين الدولة في البلدان المتطورة، والقضاء على السلبيات في مجال التنظيم المالي، وحل مشكلة نقص الموارد.
ومع الإشادة بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقرار المالي، على خلفية جمود المنظومة المصرفية، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهمة استعادة النمو الاقتصادي العالمي المستقر المتوازن. وشكل هذا المدخل أساساً لما أطلق عليه «خطة بطرسبورغ» الخاصة بضمان النمو الاقتصادي وتطوير العمالة، التي أشارت إلى الحاجة إلى إصلاحات هيكلية شاملة تضمن النمو المستقر طويل الأجل.
ووصف بوتين الخطة بأنها وثيقة تعكس التوازن العقلاني للمصالح الذي من شأنه «تعزيز ثقة السوق المالية ببرامجنا وطموحاتنا»، وقال إن «المقصود بالأمر هو اتخاذ الخطوات الرامية إلى تنظيم سوق العمل والضرائب، وتطوير الرأسمال البشري، وتحديث البنية التحتية، وتنظيم سوق السلع».
وتم التطرق إلى ضرورة إصلاح صندوق النقد الدولي من أجل أن تزداد فيه حصص وأصوات الدول النامية والبلدان ذات الأسواق المتشكلة، وهو أمر اشتكت روسيا في وقت لاحق من أنه «لم يتم تنفيذه». وعموماً، كان التركيز الأساسي على مستجدات الاقتصاد العالمي، وإطار النمو القوي المتوازن المستدام، وتقوية المصادر المالية العالمية، وهي أمور لم يتردد زعماء المجموعة لاحقاً في الإعلان عن رضاهم بشأن النقاشات التي دارت حولها.
وبالفعل، لم تكن قمة بطرسبورغ لتخرج بنتائج عملية كبيرة بسبب هيمنة الخلافات الحادة حول سوريا إبانها، لا سيما بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية: الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والطاقة المتجددة والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات، مع دعمها بالاستثمارات في البنية التحتية.

وتتضمن الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً و30 مبادرة، وتهدف إلى رفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في عام 2031، وزيادة مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة، مع تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي في الناتج المحلي الإجمالي لتتجاوز 8 في المائة.

وتشمل القطاعات الفرعية المستهدفة الصناعات التصديرية، الأغذية والتقنيات الزراعية، والمستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، وإدارة الأصول، والتخزين والخدمات اللوجيستية، وإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري والهيدروجين، إضافة إلى معالجة البيانات والخدمات التقنية المتقدمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي... أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست المقبلة؛ الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة».

وأضاف: «ستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجيستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات... الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً».

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، استعرض المجلس نتائج الشراكات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 87 في المائة خلال خمس سنوات، إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار).

كما أقرَّ المجلس 28 اتفاقية دولية، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ولوجيستية لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم.

ووافق المجلس على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7 في المائة إلى 19.4 في المائة. كما أطلق برنامج التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع تقديم حوافز لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإماراتية على المستوى العالمي.

وأقرَّ المجلس سياسة وطنية لمكافحة المخاطر الصحية لضمان الجاهزية لأي طارئ صحي، واعتمد اللائحة التنفيذية للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء في الدولة بنسبة 30 في المائة خلال العام الماضي. كما تم تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي، حيث زادت مخصصات الدعم بنسبة 29 في المائة، مع ارتفاع عدد المستفيدين بنسبة 37 في المائة، وتوظيف أكثر من 3200 مستفيد في سوق العمل.

وأقرَّ المجلس في اجتماعه الأخير نظام العمل عن بعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية، وأصدر تشريعات عدة تشمل حماية الأصناف النباتية الجديدة، ومكافحة الغش التجاري والصحة النفسية. كما وافق على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير، برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ لتعزيز الابتكار والشراكات البحثية بين القطاعين الحكومي والخاص.

استضافة مؤتمرات عالمية

ووافقت الحكومة على استضافة مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماعات مجموعة عمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجموعة «بريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بدول مجلس التعاون الخليجي.