الموجة الثانية لـ{كورونا} تعصف بتقديرات «الطاقة الدولية» للطلب النفطي

توقعت تأثيراً متأخراً للقاحات نهاية العام المقبل

خفضت وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير أمس توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام
خفضت وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير أمس توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام
TT

الموجة الثانية لـ{كورونا} تعصف بتقديرات «الطاقة الدولية» للطلب النفطي

خفضت وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير أمس توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام
خفضت وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير أمس توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام

خفضت وكالة الطاقة الدولية بشكل كبير، الخميس، توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام، بسبب الموجة الثانية من وباء «كوفيد- 19»، بينما من غير المرجح أن تُظهر اللقاحات المرتقبة أي تأثير يذكر قبل النصف الثاني من العام المقبل.
وقالت الوكالة إنه نتيجة القيود الجديدة التي فرضتها حكومات في مسعى للحد من تفشي الفيروس، فإنها تتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط في العام الحالي 91.3 مليون برميل يومياً، أي أقل بمقدار 8.8 مليون برميل يومياً، مقارنة بالتراجع الوارد في التقرير العادي للشهر الماضي البالغ 8.4 مليون برميل. وسيكون الانتعاش العام المقبل أفضل قليلاً؛ لكن مع زيادة قدرها 5.8 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ5.5 مليون برميل الشهر الماضي.
ونبهت الوكالة إلى أن «اللقاحات على الأرجح لن تعزز بشكل كبير الطلب إلا في مرحلة متقدمة من العام المقبل»، وأشارت إلى أن تقارير عن إحراز تقدم في مساعي التوصل للقاح تسببت في «ضجة كبيرة»، ما أعطى أسعار النفط، وأسواق المال عموماً دفعاً هائلاً؛ «لكن، ما زال من السابق لأوانه بشكل كبير معرفة كيف ومتى ستسمح لقاحات بالعودة للحياة الطبيعة. في الوقت الحاضر لا تتوقع تقديراتنا تأثيراً يذكر في النصف الأول من 2021»، وفق التقرير الذي أضاف: «ما زلنا نرى ارتفاعاً في أعداد الإصابات، وخصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة».
وقالت الوكالة إن إنتاج النفط ارتفع بشكل طفيف إلى 91.2 مليون برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول كبرى من خارج المنظمة على خفض الإنتاج. وأوضحت أن «الإنتاج من دول مشاركة في اتفاقية (أوبك بلاس) حافظ على استقراره إلى حد كبير».
ويوم الأربعاء، خفضت «أوبك» نفسها توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام والعام القادم، بسبب العراقيل الاقتصادية الناجمة عن الجائحة. وتتوقع «أوبك» تراجع الطلب العالمي على النفط الخام بمقدار 9.8 مليون برميل يومياً في 2020، مقارنة بتوقعات سابقة بتراجع قدره 9.5 مليون برميل يومياً.
وبالنسبة لعام 2021، تتوقع «أوبك» انتعاشاً بمقدار 6.2 مليون برميل يومياً؛ لكن هذا يمثل تراجعاً بنحو 300 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة، ما يترك الطلب العالمي عند 96.3 برميل يومياً.
وبموجب الاتفاق بين «أوبك» والدول المنتجة من خارج التكتل، وبشكل أساسي روسيا، في أبريل (نيسان) الماضي، تعهدت مجموعة «أوبك بلاس»، خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، اعتباراً من الأول من مايو (أيار) وحتى نهاية يونيو (حزيران).
وكان من المفترض أن يتم تخفيف الخفض تدريجياً، اعتباراً من يوليو (تموز) وصولاً إلى 7.7 مليون برميل يومياً حتى ديسمبر (كانون الأول)، ثم 5.8 مليون برميل اعتباراً من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأشارت الوكالة إلى أن دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سحبت بدرجة بسيطة من مخزوناتها من النفط الخام لشهرين على التوالي بحلول سبتمبر (أيلول) الماضي؛ لكن مستويات المخزن لا تزال غير بعيدة عن ذرى مايو المسجلة في أوج الجائحة.
وعزت الوكالة تعديل توقعها للطلب العالمي على النفط لعام 2020 بالخفض 400 ألف برميل يومياً، مقارنة بأحدث تقديراتها إلى عودة تفشي «كوفيد- 19» في أوروبا والولايات المتحدة، وفرض إجراءات العزل العام من جديد.
وتحسنت الصورة جزئياً نتيجة لتوقعات أفضل للصين والهند؛ حيث رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب لديهما؛ لكن التوقعات لا تزال تفترض عدم حدوث موجات جديدة من الجائحة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.