«كوكاتوغرافيا» يرصد تأثير العلامات التجارية على البشر

المعرض المصري يضم 70 لوحة

«كوكاتوغرافيا» يرصد تأثير العلامات التجارية على البشر
TT

«كوكاتوغرافيا» يرصد تأثير العلامات التجارية على البشر

«كوكاتوغرافيا» يرصد تأثير العلامات التجارية على البشر

في معرض «كوكاتوغرافيا» للفنان محمد المصري يصعب رسم حدود بين التاريخ، والجغرافيا، والاقتصاد، والسياسة، والفنون، والكارتون، حتى الفيروسات، وهي معطيات تظهر من خلال تأمل الفنان لفكرة الأثر الدامغ الذي تُحدثه الكثير من الاقتصاديات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات في الجغرافيا المعاصرة وتحركات البشر، وابتكر مصطلحاً مركباً من كلمتي «كوكا» نسبة للمشروب الغازي الأكثر شهرة في العالم، و«كارتوغرافيا»، وهو علم الخرائط، ليؤسس عالمه الخاص الذي اعتمد بشكل أساسي على الخرائط كخلفية بصرية ودلالية لمشروعه.
المعرض يستضيفه غاليري «أوبنتو» بالقاهرة، ويستمر حتى 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفيه يُعيد الفنان قراءة خرائط قديمة تعود لأزمنة مختلفة تُظهر مساحات متفرقة من الكرة الأرضية، وقدم عبرها رموزاً ونصوصاً لها دلالاتها المعاصرة التي ينتقد بها فنياً النظام الرأسمالي التي جعل «الكوكا» أحد رموزها، أو كما يطلق عليها جغرافيا «الكوكا كولا»، يقول الفنان محمد المصري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، «أحاول في هذا المعرض رصد تأثير الاقتصاديات الكبرى على دول العالم، واعتمدت على الخرائط القديمة لطرح فكرة الجغرافيا الثابتة التي تتغير مع الزمن وفقاً للكثير من المعطيات الاقتصادية، وصنعت على خلفيتها مقاربات بين الوضع السياسي والاجتماعي في زمن الخريطة وبين الوضع الحالي، وقمت بوضع الرموز الدالة على المنتجات أو السلع المهيمنة على السوق على الخرائط بطريقة التطريز، واستعنت بالتطريز تحديداً للتأكيد على أن تلك الرموز أصبحت مفروضة بالقوة، ولا يمكن نزع أثرها».
من بين تلك الرموز «المفروضة بالقوة» على جغرافيا العالم، حسب تعبير صاحب المعرض، يمكننا أن نرى الدبابات، وأحد أشهر علامات زيوت السيارات، و«ميكي ماوس»، و«بات مان»، وكذلك نوع شهير من الشوكولاته، وكأن شخصيات الكوميكس التي غزت مخيلة كل شخص في العالم، تقف في الهامش نفسه مع السلع والأفكار والثقافات الاستهلاكية النافذة التي تفرض سطوتها على السوق العالمية واقتصاد العالم.
يقول محمد المصري، إنه استعان بخرائط قديمة أصلية في مشروعه، «اقتنيت الخرائط والأطالس من أسواق الكتب القديمة، وتلت ذلك مرحلة تصنيف تلك الخرائط، لمعرفة الفترات الزمنية التي تعبر عنها، وبعدها قمت بمعالجة أوراق الخرائط بمواد صناعية حتى تتحمل التطريز، حيث أقوم بالتطريز بالخيوط الملونة عبر عملية صناعية متعددة المراحل على النص الأصلي للخريطة».
ومن بين نحو 70 عملاً يضمهم المعرض، فقد ظهر الرمز البصري الأخضر، المُتخيل لفيروس «كورونا» في أعمال المعرض باعتباره أحد المستجدات المؤثرة على الاقتصاد العالمي أو «حرب الاقتصاد»، على حد تعبير محمد المصري، الذي يقول «استطاع (كورونا) أن يؤثر على شكل الاقتصاد، وتعطيل شركات، مروراً بما يتعلق بشركات إنتاج اللقاح، وحقوق الملكية الفكرية، وغيرها من الأمور التي تعيد الآن تشكيل التاريخ».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.