لبنان يتجه نحو الإقفال العام والهيئات الاقتصادية ترفض

17 طبيباً في «العناية» و100 بالحجر

دياب مترئساً اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة أزمة «كورونا»... (الوكالة الوطنية)
دياب مترئساً اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة أزمة «كورونا»... (الوكالة الوطنية)
TT

لبنان يتجه نحو الإقفال العام والهيئات الاقتصادية ترفض

دياب مترئساً اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة أزمة «كورونا»... (الوكالة الوطنية)
دياب مترئساً اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة أزمة «كورونا»... (الوكالة الوطنية)

يتجه لبنان إلى إعلان إقفال عام لمدة أسبوعين إثر الارتفاع المستمر في عدد الإصابات اليومية بفيروس «كورونا»، حتى بات من الصعب «تأمين أسرّة للمصابين، خصوصاً في أقسام العناية الفائقة»، حسبما أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وذلك رغم رفض هيئات اقتصادية هذا الإقفال وتجاوز عدد الإصابات الإجمالي لمصابي «كورونا» في لبنان 94 ألفاً بينما بلغ عدد الوفيات 723.
وعدّ وزير الصحة أن «اقتراح الإقفال العام يهدف إلى إعطاء فرصة للقطاع الصحي للملمة قواه من ناحية الكوادر البشرية ورفع جهوزيته، خصوصاً أن عدداً من المستشفيات تأخر كثيراً في تجهيز أقسام خاصة بـ(كورونا)، معلناً عن «جملة خطوات وإجراءات مالية جرى التوصل إليها لتحفيز المستشفيات الخاصة على الانضمام لمسيرة مواجهة (كورونا) وفتح أقسام خاصة لمعالجة المصابين».
بدوره، أعلن نقيب الأطباء، شرف أبو شرف، أن «هناك 17 طبيباً في العناية المشددة؛ 3 أطباء توفوا، و100 في الحجر المنزلي»، مُشدّداً على أنه «إذا استمرت الأعداد في الازدياد، فلن يبقى من يعالج المصابين».
وأكّد أبو شرف أنّ النقابة طالبت بالإقفال «لالتقاط الأنفاس ولتجهيز المستشفيات»؛ لأنّ لبنان «لا يملك الإمكانات للاستمرار بهذا الشكل ومن 15 إلى 20 في المائة من المواطنين لا يتقيدون بالتدابير».
ولفت أبو شرف إلى أن «المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المرضى، وعلى الجميع التعاون لتمرير هذه المرحلة باقل الأضرار الممكنة».
قرار الإقفال الذي من المتوقع أن يتخذ اليوم (الثلاثاء) بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، لاقى اعتراضات واسعة من الهيئات الاقتصادية؛ إذ أكّدت جمعية الصناعيين اللبنانيين «رفض شمول المصانع بقرار الإقفال العام»، لا سيما أن «معظم المصانع منفصلة كلياً وجغرافياً عن المناطق السكنية في النطاق البلدي الواحد».
ولفتت الجمعية إلى أن «للصناعيين التزامات قاسية من حيث موعد تسليم البضاعة إلى الخارج، خصوصاً إلى البلدان المقفلة، وأي إخلال بهذه الالتزامات يفقدهم الأسواق الخارجية ويدخلهم في نزاعات قضائية وجزائية»، مذكرة بأن «الدول التي تقفل تعوض بدل أجور العمال، أما في لبنان فلا قدرة للدولة على دفع تعويضات، وبذلك تكون نتائج الإقفال سلبية وتزيد الفقر لدى شريحة كبيرة من العمال، مما يؤدي إلى زيادة السرقات والإجرام والتفلت الأمني».
بدوره؛ عدّ رئيس «الاتحاد العمالي العام»، بشارة الأسمر، أن «نتائج الإقفال العام كارثية على العمال والهيئات الاقتصادية في البلد»، داعياً إلى «التشاور بين الجهات المعنية لتأمين بدائل في ظل انهيار القدرة الشرائية»، لا سيما أن «الدول التي أقرت الإقفال العام أمّنت من جهة ثانية تعويضات للعمال والمياومين».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ترأس عصر أمس (الاثنين) في السراي الحكومي، اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة أزمة وباء «كورونا»، ناقش توصيات اللجنة العلمية بالإقفال التام لمدة أسبوعين، ونقلت مصادر صحافية أن الإقفال سيكون بدءاً من صباح السبت 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي حتى الاثنين 30 من الشهر نفسه؛ على أن يُستثنى مطار بيروت الدولي.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.