غارات روسية على «منطقة التفاهمات» مع تركيا شمال غربي سوريا

«درون» تستهدف تنظيماً تابعاً لـ«تحرير الشام» جنوب إدلب

نازحة سورية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا (أ.ف.ب)
نازحة سورية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا (أ.ف.ب)
TT

غارات روسية على «منطقة التفاهمات» مع تركيا شمال غربي سوريا

نازحة سورية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا (أ.ف.ب)
نازحة سورية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا (أ.ف.ب)

نفذ الطيران الحربي الروسي، أمس، جولة جديدة من القصف العنيف على جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، التي تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا الموقع في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي.
وتم رصد 13 غارة جوية، السبت، على مناطق في سرجة وشنان وفركيا وبينين واحسم، وسط غياب للمعلومات عن الخسائر البشرية في المواقع المستهدفة. وقُتلت طفلة بقصف النظام على مدينة أريحا جنوبي إدلب، في ظل القصف المتواصل لقوات النظام على مناطق مدنية في محافظة إدلب.
وقال قائد قطاع أريحا في «الدفاع المدني السوري»، وليد أصلان، لموقع «عنب بلدي» المعارض، إن قوات النظام استهدفت مدينة أريحا بقذائف مدفعية، سقط قسم منها في مدرسة وآخر في منازل المدنيين، مساء الجمعة، ما أدى إلى مقتل طفلة.
وشن الطيران الحربي منذ صباح اليوم ست غارات، استهدفت المنطقة الواقعة بين قرى كفرحايا وسرجة وشنان بجبل الزاوية جنوبي إدلب.
وكانت قوات النظام صعّدت قصفها على محافظة إدلب واستهداف المدنيين الأسبوع الماضي، وقُتل بقصف النظام على أريحا وجبل الزاوية، في 27 و28 الشهر الماضي، ستة مدنيين وأُصيب عشرة آخرون.
وفي 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قتل 78 من عناصر «فيلق الشام» الحليف الرئيس لتركيا في إدلب جراء استهداف جوي من قبل طائرات حربية روسية، على معسكر تابع له في منطقة جبل الدويلة التابعة لبلدة حارم شمال غربي إدلب، وأصيب أكثر من 90 آخرين بالإضافة إلى وجود مفقودين.
وجاء قصف المعسكر في وقت كان من المفترض أن يتم فيه تخريج دفعة مقاتلين من عناصر الفيلق، بعد إجراء دورة تدريبية لهم، بينما تصاعدت في الوقت ذاته ادعاءات بشأن تجهيزهم لإرسالهم للقتال في ناغورني قره باغ إلى جانب أذربيجان، وسط تأكيدات روسية على أن تركيا ترسل بالفعل مقاتلين إلى الجبهة للقتال ضد أرمينيا.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن المعسكر يضم أكثر من 180 شخصاً بين مقاتل ومدرب وإداري في صفوف «فيلق الشام».
وأفاد المرصد في الوقت ذاته، بأن طائرة مسيرة مسلحة استهدفت نقطة عسكرية يوجَد بها مجموعة متشددة تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» في منطقة سرجة ضمن جبل الزاوية، جنوب إدلب، أمس، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية، بشكل مؤكد، مشيراً إلى أن المجموعة المستهدفة كانت تتألف من عناصر من جنسيات أجنبية وليست سورية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قالت الخميس، إن خمسة أطفال على الأقل قُتلوا في موجة عنف جديدة شمال غربي سوريا، خلال الأسبوع الماضي. وذكرت في بيان أن أربعة من الأطفال الخمسة لقوا حتفهم في اليومين الماضيين فقط. كما قُتل عاملا إغاثة أثناء توجههما إلى مكان مخصص للأطفال تدعمه «اليونيسف» في المنطقة.
وبدأت القوات الحكومية السورية، بدعم من روسيا، هجوماً في المنطقة، العام الماضي، مما أثار مخاوف دولية بشأن سلامة المدنيين هناك.
وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لـ«اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «حتى مارس من العام الحالي، كان شمال غربي سوريا أحد أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال».
وأضاف أنه في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس، قتل 273 طفلاً، وأُصيب 236 آخرون في أعمال العنف هناك. وقال شيبان: «هذا هو أكبر عدد من الضحايا من الأطفال في ربع عام واحد».
على صعيد آخر، قال «المرصد» إن طائرة «درون» مذخّرة استهدفت نقطة عسكرية يوجَد بها مجموعة تابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، في منطقة سرجة، ضمن جبل الزاوية جنوبي إدلب، مما أدى لسقوط خسائر بشرية، لافتاً إلى أن المجموعة من جنسيات أجنبية وليست سورية.
وأشار «المرصد» إلى مواصلة الطائرات الحربية الروسية تحليقها في أجواء جبل الزاوية جنوب إدلب، وسط مزيد من الضربات الجوية على المنطقة، حيث ارتفع إلى 13 تعداد الغارات التي نفذتها منذ صباح السبت، على مناطق في سرجة وشنان وفركيا وبينين واحسم، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية على خلفية القصف.
ورصد «المرصد السوري» تحليق لطائرات حربية روسية في أجواء محافظة إدلب، بالتزامن مع تنفيذها لنحو 7 غارات جوية، استهدفت خلالها مناطق في شنان وفركيا وسرجة وبينين ضمن جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، دون معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية.
على صعيد آخر، رصد «المرصد» انفجار عبوة ناسفة بسيارة تابعة لفصيل «السلطان مراد»، وذلك على طريق مخيم شمارخ شمال مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، ما أدى لمقتل عنصر وإصابة آخرين بجراح. ووثق مقتل 3 عناصر من فرق «الهندسة» التابعة لـ«شرطة الباب» بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك جراء انفجار عبوة ناسفة بعد أن قاموا بتفكيكها في مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة فصائل غرفة عمليات «درع الفرات».
على صعيد آخر، نفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها، أمس، قصفاً صاروخياً في محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، الخاضعة لسيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، دون معلومات عن خسائر بشرية.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.