خطر جديد... «كورونا» المتحور من حيوان المنك يثير مخاوف ويهدد فعالية اللقاح

الدنمارك سجلت 200 حالة منذ رصد أول إصابة في يونيو

حيوانات المنك في إحدى مزارع الدنمارك (إ.ب.أ)
حيوانات المنك في إحدى مزارع الدنمارك (إ.ب.أ)
TT

خطر جديد... «كورونا» المتحور من حيوان المنك يثير مخاوف ويهدد فعالية اللقاح

حيوانات المنك في إحدى مزارع الدنمارك (إ.ب.أ)
حيوانات المنك في إحدى مزارع الدنمارك (إ.ب.أ)

في سبتمبر (أيلول) الماضي، سخرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن من سؤال أحد المراسلين حول عدوى فيروس كورونا في حيوان المنك، لكن يبدو أن الأمر تحول إلى حقيقة صادمة، إذ ذكرت السلطات الدنماركية أمس (الجمعة) أنها تحقق في العديد من الحالات لأشخاص تبين إصابتهم بفيروس كورونا متحور من حيوانات المنك.
وحسبما أفادت به وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في مزرعة تربي حيوان المنك في المنطقة شمال غربي البلاد في يونيو الماضي، إذ أصيب حينها 214 شخصا على الأقل بسلالة مختلفة من فيروس كورونا ظهر في حيوانات المنك، طبقاً لما ذكره معهد «الأمصال» الحكومي الدنماركي.
وشملت الحصيلة 200 شخص في منطقة «نورث جوتلاند» غرب الدنمارك، التي تضم معظم مزارع حيوانات المنك في البلاد والبالغ عددها 1100 مزرعة.
وقال المعهد إن خمس مجموعات لأشكال مختلفة للفيروس مرتبطة بحيوانات المنك، تم العثور عليها في الدنمارك، حيث ترتبط بمخاوف بالأساس بما تسمى بـ«المجموعة الخامسة» التي تبين أنها تضعف القدرة على تشكيل أجسام مضادة وربما تجعل اللقاحات غير فعالة في المستقبل.
وتم تشخيص حالة 12 شخصاً على أنهم مصابون بسلالة من المجموعة الخامسة، رغم أنه لم تظهر عليهم أعراض أكثر حدة عن تلك التي ظهرت على الآخرين، حسبما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».
وأشارت الاختبارات المبكرة أن البشر والحيوانات ينشرون الفيروس لبعضهم البعض، إذ يمكن أن يحدث تحور للفيروس، عندما تنقل الفيروسات من نوع إلى آخر، على سبيل المثال عن الانتقال من حيوانات المنك إلى البشر أو العكس.
وكانت الحكومة الدنماركية قد أعلنت الخميس الماضي عن إغلاق إقليمي يؤثر على نحو 280 ألف شخص في غرب الدنمارك، بعد اكتشاف شكل متحور من فيروس كورونا تبين أنه انتقل بين حيوانات المنك والبشر.
وقد تم نصح سكان سبع بلديات في شمال غوتلاند بالبقاء في مناطقهم حتى 3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقالت فريدركسن في مؤتمر صحافي إن الإغلاق، بما في ذلك وقف وسائل النقل العام، ضروري للسيطرة على الفيروس. وحثت جميع السكان في البلديات السبع على الخضوع لاختبار فيروس كورونا. وبالإضافة إلى ذلك، نصحت السلطات العاملين بالعمل من المنزل، واقتصرت التجمعات العامة على 10 أشخاص على الأكثر.
واعتبارا من اليوم (السبت) لن يُسمح إلا للمطاعم والحانات بتقديم الوجبات الجاهزة. كما سيتم إغلاق المتاحف والمكتبات وحمامات السباحة والصالات الرياضية.
وقال وزير الخارجية يبي كوفولد إن «هذه تدابير ملائمة وضرورية».
في أغسطس (آب)، تم اكتشاف الفيروس التاجي في أربعة مزارع. وبدلاً من إعدام حيوانت المنك، غيرت الحكومة استراتيجيتها وحاولت احتواء الانتشار من خلال عزلهم. وقال مسؤولون دنماركيون إن الفيروس انتشر في النهاية إلى 216 مزرعة في الأشهر التالية. وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن جهود الحكومة فشلت في احتواء الانتشار.
نقلت الوكالة عن جيمس وود، رئيس قسم الطب البيطري في جامعة كمبردج، قوله: «لم يتم تقييم الأثر الحقيقي للتغيرات من قبل الفيروس المتحور من قبل المجتمع العلمي الدولي، وبالتالي فهو غير واضح، ومن السابق لأوانه القول إن التغيير سيؤدي إلى فشل اللقاحات».
وفي هذا السياق، قال خبراء من «منظمة الصحة العالمية» في مؤتمر صحافي إن العلماء لم يصلوا بعد إلى استنتاجات بشأن ما إذا كان تحور فيروس كورونا الجديد الذي تم ربطه بحيوان المنك يشكل خطرا أكبر على البشر.
وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان: «من السابق لأوانه القفز إلى استنتاجات بشأن الآثار المترتبة على التحورات المحددة».
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإشارة إلى أن السلالة المحورة تضعف القدرة على تكوين أجسام مضادة ويمكن أن تجعل اللقاحات التي يجري تطويرها غير فعالة، لا تزال بحاجة إلى تقييم في دراسات مناسبة.
ورغم ذلك، شدد كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، مايك ريان، على الحاجة إلى منع انتقال الفيروس بين حيوانات المنك والبشر، بالنظر إلى أن الفيروس يمكن أن يتحور داخل هذه الحيوانات، خاصة إذا كانت متزاحمة في مزارع المنك.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.