لبنان يمدد لنفسه 3 أشهر لتسليم وثائق التدقيق الجنائي

عون مجتمعاً مع وزير المال (يسار) أمس (دالاتي ونهرا)
عون مجتمعاً مع وزير المال (يسار) أمس (دالاتي ونهرا)
TT

لبنان يمدد لنفسه 3 أشهر لتسليم وثائق التدقيق الجنائي

عون مجتمعاً مع وزير المال (يسار) أمس (دالاتي ونهرا)
عون مجتمعاً مع وزير المال (يسار) أمس (دالاتي ونهرا)

مددت السلطات اللبنانية المهلة المطلوبة لتسليم المستندات اللازمة إلى شركة «ألفاريز ومارسال» 3 أشهر إضافية، وذلك بهدف تأمين إجراء التدقيق الجنائي في حسابات «مصرف لبنان» الذي اصطدم بقانون «السرية المصرفية» في وقت سابق.
وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون «ضرورة التزام الحكومة إجراء التدقيق الجنائي المالي في حسابات (مصرف لبنان)، وأهمية هذه الخطوة في مجال الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد».
وجاء كلام عون خلال ترؤسه اجتماعاً في قصر بعبدا، حضره وزير المال غازي وزني، ورئيس فريق التدقيق الجنائي من شركة «ألفاريز ومارسال» جيمس دانيال. وتقرر فيه «تمديد المهلة المطلوبة لتسليم المستندات اللازمة إلى شركة (ألفاريز ومارسال) 3 أشهر إضافية، على أن يتم خلال الفترة المحددة تسليم بعض المستندات التي لم تسلم بعد». وعرضت خلال الاجتماع الملابسات التي رافقت تنفيذ القرار في عملية التدقيق.
وقال وزني بعد الاجتماع إنه خصص للبحث في الملابسات التي حالت دون تمكن شركة «ألفاريز ومارسال» من مباشرة التدقيق الجنائي والمالي في حسابات «مصرف لبنان».
وأوضح وزني أنه «وبحسب العقد الموقع؛ كان من المفترض أن تنتهي مهلة تسليم المستندات لشركة (ألفاريز ومارسال) في 3 - 11 - 2020 كي تباشر الشركة مهمتها في التدقيق، وطالما أن الشركة تعدّ أن المستندات التي تم تحصيلها غير كافية ولا تسمح لها بالقيام بالمهمة الموكلة إليها، كان هذا اللقاء مع فخامة الرئيس، والذي أفضى إلى تمديد المهلة إلى 3 أشهر، تحاول الحكومة اللبنانية في خلالها توفير المستندات؛ ما يؤدي إلى السماح للشركة بالقيام بالمهام التي ينص عليها العقد فيما خص التدقيق الجنائي».
وحول ملف السرية المصرفية، قال وزني إنه «يمكن الاستناد إلى مواضيع متعددة، كرأي هيئة التشريع والاستشارات التي كانت وزارة المالية تقدمت بطلب إليها من أجل توضيح وتحديد وتفسير هذا الموضوع، مما شكل أمراً مساعداً. كما أن التواصل مع (مصرف لبنان) أظهر استعداده أكثر فأكثر للتعاطي في هذا الموضوع. و(المصرف) وضع فريقاً من الحاكمية لتسهيل الأمور وتأمين المستندات للشركة». وقال: «الأجواء كانت إيجابية، ومهلة الأشهر الثلاثة كافية لتأمين المستندات الضرورية للتدقيق، خصوصاً أن فخامة الرئيس يعدّ مسألة التدقيق خطوة أولية وضرورية وفي غاية الأهمية لمستقبل هذا البلد، وبالنسبة للخطوات الإصلاحية التي يجب تبنيها في المرحلة المقبلة».
وأشار إلى أن «هناك قوانين ترعى مسألة إعطاء المستندات فيما يتعلق بالسرية المصرفية والمادة (151) من قانون النقد والتسليف. من هنا؛ من الطبيعي أن يتقيد (مصرف لبنان) بالقوانين ويطبقها، وحاكم (المصرف) أبدى الاستعداد لتسهيل المهمة وإعطاء المستندات قدر الإمكان ووضع فريق عمل لتلبية المطالب. وهذه من الخطوات الإيجابية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.