في رسالة صريحة إلى تل أبيب، ذكرت مصادر سياسية في واشنطن، بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أصيب بخيبة أمل لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يدعمه علناً في الانتخابات. ومع أنه كان قد أعلن موقفه بشكل واضح ضد المرشح الديمقراطي، باراك أوباما، داعماً المرشح الجمهوري، ميت رومني، في انتخابات 2010، فإنه اختار هذه المرة التظاهر بالحرص والحذر، بدعوى أنه «لا يريد القفز بقوة إلى المستنقع السياسي الأميركي».
وقالت هذه المصادر، إن نتنياهو كان يأمل، بلا شك، في أن تكون النتيجة انتصاراً لترمب، لكنه امتنع عن التصريح العلني بذلك واختار الصمت. وفي مرحلة معينة، عندما شعر باحتمال فوز بايدن راح يبث ذكريات الصداقة معه (أي مع بايدن)».
ووفق تقرير نشره، موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، أمس (الخميس)، فقد كانت هناك مكالمة هاتفية تاريخية بين الرئيس ترمب ورئيس الوزراء نتنياهو ورئيس المجلس العسكري السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة، قبل أسبوعين. لكن جزءاً صغيراً من المحادثة التي جرت أمام كاميرات التلفزيون أثارت قلق مستشاري نتنياهو، فقد تعمد الرئيس ترمب، أن يوجه سؤالاً إلى نتنياهو، وتوقع جواباً حميماً يساعده في معركته الانتخابية، التي سعى فيها للحصول على كل دعم ممكن لحملته الانتخابية. وكان سؤال ترمب لنتنياهو «هل كان ممكناً لمرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، (النائم) أن ينجح في تحقيق مثل هذا الإنجاز؟». لكن نتنياهو تجنب جيداً إعطاء جواب يظهر موقفه الصريح، ورد بإجابة دبلوماسية، قال فيها، إنه «سيكون سعيداً للعمل مع أي شخص في أميركا يريد دفع السلام قدماً».
وبعد ساعات قليلة من ذلك، جرت محادثة غير رسمية بين أحد مستشاري ترمب وأحد مستشاري نتنياهو، بيّنت مدى الضرر الذي ألحقه نتنياهو بهذه الإجابة. وحسب مصدر مطلع على محيط نتنياهو، فإن مستشار ترمب أبلغ نظيره الإسرائيلي، بأن الرئيس يشعر بخيبة أمل من رد فعل نتنياهو، حيث توقع أن يحظى بدعم أكبر منه. وعلى إثر ذلك، تم إرسال أحد مستشاري نتنياهو المقربين ليسأل مسؤولي البيت الأبيض، رسمياً، عما إذا كانت هذه الإجابة قد أحدثت توترات بين الرئيس ورئيس الوزراء، لكن مسؤولي البيت الأبيض هدأوا من المخاوف وأوضحوا أنه لا توجد مشكلة.
في مكتب نتنياهو تنفسوا الصعداء. وراحوا يوضحون مرة تلو الأخرى أن نتنياهو لم يرغب في اتخاذ موقف علني من المواجهة بين ترمب وبايدن، حتى لا يخلق انطباعاً بالتدخل في الانتخابات الأميركية، ويلحق الضرر بالرئيس ترمب، وأن كل من سمع نتنياهو في محادثات خاصة يدركون كم يتمنى فوز الرئيس ترمب. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو، إنه عبر عن قلقه الكبير في الأيام الأخيرة، من «خطر موجة زرقاء (الحزب الديمقراطي)، تمنح بايدن انتصاراً كبيراً على ترمب». ثم راح يبث لأصدقائه تقديرات تؤكد تفاؤله بفوز ترمب.
وكان عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو قد عبروا عن قلقهم من خسارة الرئيس الأميركي الحالي، إلا أن نتنياهو أمرهم بالصمت.
وفي واشنطن، كُشف النقاب أمس عن نتائج بحث أجرته منظمة «جي ستريت» التي تضم القوى اليهودية اليسارية في الولايات المتحدة، يوم الانتخابات ونشرتها أمس، دلت على أن الناخبين اليهود الأميركيين صوتوا بغالبية ساحقة وصلت إلى 77 في المائة لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، مقابل 21 في المائة للرئيس ترمب.
وفي السباق على مقاعد مجلس الشيوخ والنواب، ايد غالبية المصوتين اليهود، مرشحين ديمقراطيين بنسبة 78 في المائة مقابل 21 في المائة للجمهوريين، وهي تعتبر أسوأ نتائج حققها الحزب الجمهوري بين الناخبين اليهود من عام 2008.
ووفقا للاستطلاع، فإن القضايا الرئيسية التي تهم الناخبين اليهود هي مكافحة فيروس كورونا (54 في المائة)، تغير المناخ (26 في المائة)، التأمين الصحي (25 في المائة)، والاقتصاد (23 في المائة)، و5 في المائة من اليهود فقط أشاروا إلى إسرائيل كأحد المواضيع الرئيسية التي تشغلهم، مقابل 9 في المائة في عام 2016.
ترمب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو
77 % من يهود الولايات المتحدة صوّتوا لبايدن
ترمب يشعر بخيبة أمل من نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة