خلال الانتخابات الأميركية...كيف تتعامل منصات التواصل مع المعلومات المضللة؟

شعارا «فيسبوك» و«تويتر» يظهران خلف صناديق ترتبط بالانتخابات الأميركية (رويترز)
شعارا «فيسبوك» و«تويتر» يظهران خلف صناديق ترتبط بالانتخابات الأميركية (رويترز)
TT

خلال الانتخابات الأميركية...كيف تتعامل منصات التواصل مع المعلومات المضللة؟

شعارا «فيسبوك» و«تويتر» يظهران خلف صناديق ترتبط بالانتخابات الأميركية (رويترز)
شعارا «فيسبوك» و«تويتر» يظهران خلف صناديق ترتبط بالانتخابات الأميركية (رويترز)

في الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية، أصدرت منصات التواصل الاجتماعي تحديثات لا نهاية لها حول كيفية معالجة المعلومات المضللة المرتبطة بالانتخابات.
والآن بعد إجراء الانتخابات، كانت هناك اختلافات كبيرة في مناهج منصات التكنولوجيا الرئيسية لتعديل المعلومات المضللة والتأثير على انتشارها، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وكان موقع «تويتر» هو الأكثر عدوانية في تصنيف ومعالجة المحتوى الخاطئ والمضلل بينما قام «فيسبوك» و«يوتيوب» بتطبيق إجراءات أخف حدة.
وقد اتخذت المنصات الثلاثة مناهج مختلفة. لقد ذهب «تويتر» إلى الحد من قدرة المستخدمين على مشاركة المنشورات المضللة، بينما يقوم «فيسبوك» بوضع علامات على المعلومات المضللة، ولكن لا يعيق المشاركة. ويمكن القول إن موقع «يوتيوب» يتخذ الإجراء الأقل شدة، من خلال الاعتماد على علامة واحدة، والتي تذكر الناس بأن نتائج الانتخابات الأميركية قد لا تكون نهائية، على جميع المحتويات المتعلقة بالانتخابات.
وقام «تويتر» بوضع العلامات على كيفية مشاركة التغريدات وتقييدها، بما في ذلك العديد من التغريدات التابعة للرئيس دونالد ترمب. على سبيل المثال، وضع «تويتر» علامة على تغريدة للرئيس قال فيها: «نحن متقدمون في مستوى كبير، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات».
وكتب على على تغريدة ترمب: «بعض أو كل المحتوى الذي تمت مشاركته في هذه التغريدة متنازع عليه وقد يكون مضللاً بشأن كيفية المشاركة في انتخابات أو عملية مدنية أخرى».
وقام «تويتر» أيضاً بتقييد كيفية مشاركة هذه التغريدات، بما في ذلك إزالة الردود والإعجابات، والسماح للمستخدمين فقط باقتباس تغريدة، مما يسمح للمستخدمين بمشاركة تغريدة مع إرفاق تعليقاتهم الخاصة، بدلاً من إعادة التغريد.
ويقوم موقع «تويتر» أيضاً بتطبيق تصنيفات أخرى على التغريدات التي، وفقاً لمعاييرها، تنادي قبل الأوان بنتائج الانتخابات لأي من المرشحين.
وفي نفس المنشور لترمب، استخدم «فيسبوك» لغة غامضة في ملصقه، وعلى عكس «تويتر»، لم يقيد كيفية عرضه أو مشاركته.
وفي بيان، قال متحدث باسم «فيسبوك»: «بمجرد أن بدأ الرئيس ترمب في تقديم مزاعم مبكرة بالفوز، بدأنا في إرسال إشعارات بأعلى الخلاصات على (فيسبوك) و(إنستغرام) حتى يعرف الجميع أنه لا يزال فرز الأصوات قائم، ولم يتم تحديد الفائز. بدأنا أيضاً في تطبيق التصنيفات على منشورات المرشحين تلقائياً بهذه المعلومات».
كما صنف «فيسبوك» منشوراً مساء الثلاثاء تابع لترمب قال فيه: «سأدلي ببيان الليلة. فوز كبير»!
وحذرت علامة «فيسبوك»، قائلة: «لا يزال فرز الأصوات قائم... الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 لم يتم تحديده بعد».
وفي وقت متأخر من بعد ظهر أمس، قال «فيسبوك» إنه سيوسع تصنيفاته للمنشورات المرتبطة بإعلان الفوز السابق لأوانه ليطبقه على أشخاص خارج نطاق المرشحين للرئاسة، بما في ذلك على مستوى الولايات. وسينطبق هذا أيضاً على «إنستغرام» الذي يمتلكه.
وانتقدت جينيفر غريغيل، أستاذة وسائل التواصل الاجتماعي في كلية نيوهاوس بجامعة سيراكيوز، قرار اللحظة الأخيرة هذا. وقالت غريغيل: «كان ينبغي أن يكون ذلك واضحاً. كان ينبغي أن يكونوا مستعدين للقيام بذلك في وقت أقرب».
وأعلن «إنستغرام» سابقاً أنه سيخفي مؤقتاً علامة التبويب «الأخيرة» من الظهور في جميع صفحات «الهاشتاغ» - سواء كانت مرتبطة بالسياسة أم لا. وقالت الشركة إنها تأمل في أن تساعد هذه الخطوة في منع انتشار المعلومات الخاطئة والمحتوى الضار المتعلق بالانتخابات.
وفي الوقت نفسه، وضع «يوتيوب» لوحة معلومات في أعلى نتائج البحث المتعلقة بالانتخابات، وكذلك في مقاطع الفيديو التي تتحدث عن الانتخابات. ويقول المربع إن نتائج الانتخابات «قد لا تكون نهائية»، ويوجه المستخدمين إلى الشركة الأم «غوغل» التي تتعقب نتائج الانتخابات في الوقت الفعلي. كما أنه يتخذ إجراءات مشابهة لما فعله في الانتخابات السابقة، مثل الترويج لمحتوى من مصادر إخبارية موثوقة في نتائج البحث.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)

لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في «عملية مراقبة واسعة النطاق» لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».