مخاوف من تأخير صدور نتائج «الشيوخ»

الديمقراطيون واثقون من تحقيق أغلبية مريحة في «النواب»

مخاوف من تأخير صدور نتائج «الشيوخ»
TT

مخاوف من تأخير صدور نتائج «الشيوخ»

مخاوف من تأخير صدور نتائج «الشيوخ»

لا تقل الانتخابات التشريعية في الولايات المتحدة أهمية عن الانتخابات الرئاسية، فنتيجتها تحدد معالم السياسة وتوجهاتها، وترسم نوع العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. وفي ظل أجواء الترقب وترجيح البعض بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية لن تصدر ليلة الانتخابات، تتجه الأنظار إلى مجلس الشيوخ الأميركي، معقل الجمهوريين الحالي، حيث ينازع الحزب للحفاظ على أغلبيته هناك.
- «صراع السكاكين»
وفيما تشير كل الترجيحات إلى أن الديمقراطيين سينتزعون الأغلبية في المجلس، يبدو أن مصير هذه السباقات التشريعية سيكون مشابهاً لمصير الانتخابات الرئاسية. إذ قد تؤدي النتائج المتقاربة بين المرشحين في ولايات حاسمة إلى تأخير في إعلان النتائج، الأمر الذي سيؤخر بالتالي من حسم الصراع بين الحزبين لانتزاع الأغلبية. عامل آخر قد يؤخر الإعلان عن النتائج هو عامل التصويت عبر البريد والتصويت الغيابي، ويتخوف المشرعون من أن تؤدي هذه العوامل إلى تأخير في حسم النتيجة لأسابيع أو حتى لأشهر في بعض الولايات الحاسمة.
ويقول السيناتور الجمهوري البارز جون ثون: «هناك بعض السباقات التي سيكون الفارق فيها ضئيلاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعادة فرز الأصوات أو تأخير في الفرز». ويخشى الجمهوريون من نتيجة هذه الانتخابات، فالكفة تميل لصالح الحزب المنافس، وذلك لأن المقاعد التي يحاول الجمهوريون الحفاظ عليها أكثر من مقاعد الديمقراطيين لهذا العام. إذ يخوض 23 جمهورياً سباقات للحفاظ على مقاعدهم، مقابل 12 ديمقراطياً فقط. وهذا بحد ذاته نقطة ضعف بحق الحزب الجمهوري. وبحسب آخر الاستطلاعات، هناك احتمال أن يخسر الجمهوريون نحو 7 مقاعد لصالح الديمقراطيين، فيما أن هؤلاء لا يخشون خسارة سوى مقعد واحد فقط في ولاية ألاباما.
وبما أن الديمقراطيين بحاجة للفوز بثلاثة مقاعد إلى 4 لانتزاع الأغلبية، فقد يؤدي التقارب في النتائج إلى تعزيز احتمال التأخير. وقد رجح زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش مكونيل الذي يخوض بدوره سباقاً للحفاظ على مقعده في ولاية كنتاكي، أن تكون ليلة فرز النتائج الثلاثاء طويلة للغاية أو أن يستمر الفرز لأيام من بعد يوم الانتخابات. وقال مكونيل إن حظوظ الجمهوريين بالاحتفاظ بأغلبيتهم في مجلس الشيوخ هي خمسين في المائة، متحدثاً بنوع من التشاؤم عن السباقات: «لدينا الكثير من السباقات المتقاربة والصعبة، أصفها بأنها كصراع بالسكاكين في أروقة ضيقة. وهذا ينطبق على 6 أو 8 ولايات».
ويرجح موقع (538) أن يفوز الديمقراطيون بـ52 مقعداً في المجلس، أي بالأغلبية البسيطة، فيما يقول تقرير «كوك» السياسي إن الديمقراطيين سيفوزون بمقعد واحد على الأقل وصولاً إلى 7 مقاعد. وفي حال تعادل النتيجة بين الحزبين، سيكون صوت نائب الرئيس الأميركي هو الصوت الفاصل، بصفته رئيساً لمجلس الشيوخ. ما يعني أن نتيجة السباق الرئاسي قد تؤثر على موازين القوى في المجلس في حال التعادل.
إذن، فإن موعد الإعلان عن النتيجة سيعتمد على مدى تقارب الأصوات وعدد المقاعد التي سترجح السباق لصالح حزب معين ضد الآخر. ويجمع المحللون الديمقراطيون والجمهوريون على أن النتيجة لن تصدر ليلة الثلاثاء في غالبية الولايات المتأرجحة، ما عدا ولايتين هما أيوا وكارولاينا الشمالية اللتين أعلنتا أنهما لا يتوقعان تأخيراً في إعلان النتائج. إضافة إلى موضوع الإقبال الكبير على التصويت عبر البريد، الذي سيضع عقبات في فرز الأصوات أمام بعض الولايات، تقضي قوانين ولايات أخرى بأن يحصل المرشح على خمسين في المائة على الأقل من الأصوات لحسم الفوز، وإلا فعلى المرشحين خوض السباق مجدداً. وهذا ينطبق مثلاً على ولاية جورجيا، حيث يتواجه الجمهوري دايفيد بردو بالديمقراطي جون أوسوف.
غالبية ديمقراطية في «النواب»
لم يعد النقاش الدائر حالياً يتمحور حول احتمال خسارة الديمقراطيين للأغلبية في المجلس، بل إن النتيجة شبه محسومة لصالح الديمقراطيين بالاحتفاظ بهذه الأغلبية. ليصبح الجدل مقتصراً على عدد المقاعد الجديدة التي سينتزعها الديمقراطيون من الجمهوريين في المجلس المؤلف من 435 مقعداً، منهم 232 للديمقراطيين و197 للجمهوريين. وفيما لا ينكر هؤلاء واقع الخسارة، فإنهم أعربوا عن أملهم أن تقتصر خسارتهم للمقاعد على رقم فردي وليس على زوجي، على حد تعبيرهم. يشار إلى أن كل أعضاء مجلس النواب (435) سيعاد انتخابهم في هذه الدورة الانتخابية.
وثمة عدد لا بأس به من المرشحين في انتخابات مجلس النواب من أصول عربية. وبين هؤلاء داريل عيسى وعمار كامبا - نجار، وهما المرشحان من أصول عربية ويتسابقان على المقعد نفسه لمجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا.
داريل عيسى هو نائب جمهوري سابق من أصول لبنانية، وحليف شرس لترمب، ترك منصبه في الكونغرس بعد 18 عاماً أملاً بالحصول على مقعد في إدارة ترمب، لكن هذا لم يحصل، ما دفعه نحو الترشح مجدداً. ويواجه عيسى البالغ من العمر 66 عاماً منافسة شرسة من قبل عمار نجار، الديمقراطي ذي الواحد وثلاثين عاماً والمولود لأب فلسطيني وأم مكسيكية.
كما برزت رشيدة طليب بين الأسماء العربية في مجلس النواب، وهي نائبة ديمقراطية عن ولاية ميشيغان. تعدّ طليب أول أميركية من أصول فلسطينية تصل إلى الكونغرس الأميركي، كما أنها واحدة من مسلمتين في مجلس النواب. أما النائبة المسلمة الثانية فهي إلهان عمر، نائبة ديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، وأول أميركية من أصول صومالية تصل إلى الكونغرس. إلى ذلك، تشمل لائحة المرشحين من أصول عربية عدداً من النواب ذوي الأصول اللبنانية، وهم الجمهوري عن ولاية إلينوي دارين لحود، نجل وزير المواصلات السابق راي لحود. والديمقراطية عن ولاية فلوريدا دونا شلالا، التي خدمت كوزيرة للصحة في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. والديمقراطي تشارلي كريست، وهو كان في الحزب الجمهوري سابقاً عندما خدم كحاكم لولاية فلوريدا. والجمهوري رالف إبراهام عن ولاية لويزيانا.
- ولايات حاسمة في انتخابات «الشيوخ»
> مع احتدام السباق في مجلس الشيوخ، يتخوف الحزب الجمهوري من خسارة المقاعد التالية:
1 - كولورادو: السيناتور الجمهوري الحالي كوري غاردنر ينافس الديمقراطي جون هيكنلوبر
2 - أريزونا: السيناتورة الجمهورية مارثا ماكسالي تنافس الديمقراطي مارك كيلي
3 - ماين: السيناتور الجمهورية سوزان كولينز تنافس الديمقراطية سارة غيديون
4 - نورث كارولاينا: السيناتور الجمهوري توم تيليس ينافس الديمقراطي كال كانينغهام
5 - جورجيا: السيناتور الجمهوري دايفيد بردو ينافس الديمقراطي جون أوسوف
6 - أيوا: السيناتورة الجمهورية جوني إرنست تنافس الديمقراطية تيريزا غرينفيلد
7 - مونتانا: السيناتور الجمهوري ستيف داينز ينافس الديمقراطي ستيف بولوك



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».