الأعراض تستمر لأشهر.... «كوفيد طويل الأمد» يصيب الأطفال أيضاً

الطفلان توبي وغوش المصابان بأعراض طويلة الأمد لـ«كورونا» (ديلي ميل)
الطفلان توبي وغوش المصابان بأعراض طويلة الأمد لـ«كورونا» (ديلي ميل)
TT

الأعراض تستمر لأشهر.... «كوفيد طويل الأمد» يصيب الأطفال أيضاً

الطفلان توبي وغوش المصابان بأعراض طويلة الأمد لـ«كورونا» (ديلي ميل)
الطفلان توبي وغوش المصابان بأعراض طويلة الأمد لـ«كورونا» (ديلي ميل)

أكدت دراسات عدة منذ بداية وباء «كورونا» أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس من البالغين. لكن ربما لن يستمر هذا طويلاً.
ومن المعترف به عالمياً أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بـ«كوفيد19» من البالغين؛ إذ تشير الدراسات إلى أن احتمال إصابتهم بالعدوى يبلغ النصف وأنهم أقل عرضة للمعاناة من أعراض خطيرة؛ مع دخول واحد في المائة فقط من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 19 عاماً إلى المستشفى.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن أي طفل يصاب بـ«كوفيد19» معرض لخطر الإصابة بأعراض طويلة الأمد من «كوفيد19»، ومن المعروف جيداً أن كثيراً من الفيروسات تعرض لخطر التسبب في مرض طويل الأمد. وفي حين أن الأمر قد يستغرق وقتاً، فإن غالبية المصابين بهذه المشكلات يتعافون.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن لويس بنسون أن طفليها تدهورت حالتهما بمرض «كورونا» في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت بنسون، التي تعمل بالإسعاف وعمرها 46 عاماً وتعيش في ويست ميلاندز ببريطانيا: «توبي (7 أعوام) وغوش (6 أعوام)، تدهورت حالتهما بسرعة بعد ارتفاع طفيف في درجة الحرارة في البداية».
وتردف الأم: «في البداية؛ طلب مني (111)؛ (خط المساعدة غير الطارئ التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطاني) البقاء في المنزل، لكن بدا الأمر كأنهما يزدادان سوءاً»، كما تتذكر. وتتابع: «مع وجود الطفلين (شبه غير مستجيبين) في السرير، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، اتصلت برقم (999). جرى نقلهما إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف، حيث جرى إعطاؤهما الأكسجين وإبقائهما طوال الليل عليه».
وتعترف لويس بأنه أثناء جلوسها بجانب أسرتها في المستشفى كانت تخشى الأسوأ؛ وعندما هدأت حالتهما، «كان الارتياح لا يوصف. ولكن، بشكل صادم، لم تكن هذه نهاية محنتهما».
الآن، بعد مضي 7 أشهر، لا يزال توبي وغوش يعانيان، وينامان باستمرار وغير قادرين على العودة إلى المدرسة؛ «إذ أصيب الطفلان بتلعثم شديد، واشتكيا من الصداع وبدآ في تكرار الكلمات مراراً وتكراراً».
وتتابع الأم: «فقط عندما اعتقدت أنهما يتحسنان، تدهورت حالتهما مرة أخرى. لقد كنت أعتني بهما بلا توقف لمدة 7 أشهر حتى الآن، وأنا مرعوبة من أنهما لن يكونا بصحة جيدة مرة أخرى».
ويبدو أن توبي وغوش، اللذين كانا «طفلين عاديين ونشطين ومحبين للمرح قبل كل هذا»، من بين أصغر ضحايا ما يسميه كثيرون «كوفيد طويل الأمد»، والمقصود مجموعة من الأعراض المنهكة التي استمرت لأسابيع أو حتى أشهر بعد أن خفت العدوى الأولية بالفيروس. ورغم إبلاغ الآلاف من البالغين عن مثل هذه المشكلات، فإنه يبدو أن الأطباء في حيرة من أمرهم وغير قادرين على العثور على أي خطأ جسدي معهم.
وفي سياق متصل، قال أحد الوالدين لمراهقة تعاني من أعراض طويلة الأمد منذ مرضها لأول مرة في مارس (آذار) الماضي، لـ«ديلي ميل»: «لقد كان الأمر مروعاً للغاية. لدينا طفلة تعاني من مرض مزمن وليس لدينا أي دعم على الإطلاق. لا أحد يستطيع أن يخبرنا ما هو الخطأ فيها».
وكانت الصحيفة البريطانية قد أشارت إلى ظاهرة «كوفيد طويل الأمد» في مايو (أيار) الماضي، لكنها تلقت الآن اهتماماً علمياً، حيث أظهرت نتائج دراسة بريطانية نُشرت الأسبوع الماضي أن واحداً من كل 20 مصاباً بـ«كوفيد19» قد عانى من الأعراض لأكثر من 3 أشهر بعد الإصابة. وتختلف المشكلات، ولكن عادة ما يبلغ البالغين عن التعب ومشكلات التنفس وخفقان القلب وتشوش الدماغ.
والدراسة، التي أجراها البروفسور تيم سبيكتور، خبير علم الوراثة في كلية «كينغز» بلندن، جمعت معلومات من 4.2 مليون مستخدم لتطبيق «دراسة أعراض كوفيد»؛ لكنها لا تتضمن بيانات عن الأطفال دون سن 18 عاماً. وأعلنت «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية» عن خطط لتقديم خدمات مختصة للمرضى الذين يعانون من «كوفيد طويل الأمد»، ولكن في الوقت الحالي، لن تكون أي من هذه العيادات مفتوحة للأطفال.
ويقول الدكتور نايغل سبايت، اختصاصي طب الأطفال في «متلازمة التعب المزمن»: «هذه بقعة عمياء ضخمة. إذا كان بإمكان البالغين أن يصابوا بفيروس (كوفيد19) لفترة طويلة، فيمكن للأطفال أيضاً». ويتابع سبايت: «تظهر أعراض (كوفيد طويل الأمد) بعض الأعراض الفريدة، لكن النمط العام هو نفسه مثل أي مرض ما بعد الفيروس، ويعاني الأطفال من هذه الأعراض باستمرار».
ويقول الدكتور تشارلز شبرد، المستشار الطبي لجمعية «مي»، وهي مؤسسة خيرية للإرهاق المزمن: «في أقل الحالات، الأعراض هي الشعور بالتعب والبطء مثل الذي نشعر به بعد نزلة برد أو إنفلونزا». ويردف: «بالنسبة لمعظم الناس؛ يمر هذا بعد بضعة أسابيع، ولكن بالنسبة للبعض يستمر لأشهر، وأحياناً لسنوات».
ولا يزال العلماء غير متأكدين من أعراض إرهاق ما بعد الإصابة بفيروس وباء «كوفيد19»، لكن يعتقد كثيرون أن سبب ذلك هو استمرار الجهاز المناعي في محاربة الفيروس بعد مغادرته الجسم. لكن التعب التالي للفيروس يمكن أن يأتي من أعراض خفيفة، مما يعني أنه حتى الأطفال الذين لا يعانون بشدة من «كوفيد19» يمكن أن يكونوا عرضة للإصابة بـ«كوفيد طويل الأمد».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
TT

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»، وكوفئ بمشروب مجاني لشجاعته خلال الرحلة بين مدينتَي بروم وبيرث في البلاد.

وفي تصريح لمحطة «إيه بي سي نيوز» الأسترالية، نقلته «إندبندنت»، قال ريريكورا إنه قبل الإقلاع، صرخ أحد الركاب منبِّهاً إلى وجود ثعبان، فتأجَّلت الرحلة بينما كان الطاقم يحاول معرفة كيفية التعامل مع الوضع.

أضاف النجم التلفزيوني: «أوقفوا الطائرة تقريباً، وكان يُفترض إنزال الجميع، وهو أمر لم نكن متحمِّسين له لأنّ الجميع أراد العودة إلى منزله».

وأردف: «القصة غريبة بعض الشيء. يصعب تصديق وجود ثعبان على الطائرة، لذا اعتقدتُ أنّ كثيراً من الناس لم يصدّقوا».

ومع ذلك، قال ريريكورا الذي شارك في مسلسل «صائدو حطام السفن في أستراليا» عبر قناة «ديزني بلس»، إنه لاحظ وجود أفعى «ستيمسون» اللطيفة جداً، وغير السامّة، بجوار مقعده.

وأوضح: «بمجرّد أن رأيتها، تعرّفتُ إليها بسهولة. كانت خائفة جداً. لم أواجه مشكلة في التقاطها وإخراجها من الطائرة».

امتنَّ جميع الركاب لشجاعته، وصفّقوا له، إلى حدّ أنَّ الطاقم قدَّم له مشروباً مجانياً ومياهاً غازية. وأضاف: «شعروا بالارتياح لعدم اضطرارهم للنزول من الطائرة، وسُرَّ عدد منهم لأنّ الثعبان كان في أمان»، موضحاً أنّ الرحلة تأخّرت 20 دقيقة فقط.

وقال أحد المضيفين عبر مكبِّر الصوت: «ليست هناك لحظة مملّة في الطيران، لكن هذه اللحظة هي الأكثر إثارة بكل تأكيد. رجل لطيف على الطائرة تخلَّص من الثعبان بأمان».