يساريو «الديمقراطي» يدعون إلى خفض ميزانية «البنتاغون»

تحذيرات من «نتائج كارثية» على قوة الجيش الأميركي وجهوزيته

وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر خارج مقر البنتاغون بفرجينيا في 8 أكتوبر (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر خارج مقر البنتاغون بفرجينيا في 8 أكتوبر (رويترز)
TT

يساريو «الديمقراطي» يدعون إلى خفض ميزانية «البنتاغون»

وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر خارج مقر البنتاغون بفرجينيا في 8 أكتوبر (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر خارج مقر البنتاغون بفرجينيا في 8 أكتوبر (رويترز)

كشف تقرير نشره موقع «ذي هيل» أن عدداً من أعضاء «الكونغرس» اليساريين يخططون لتجديد طرح اقتراح بخفض موازنة وزارة الدفاع الأميركية بنسبة 10 في المائة العام المقبل. وكان هذا الاقتراح الذي قدمه اثنان من أكثر الأعضاء اليساريين الديمقراطيين في مجلس النواب، هما النائبة باربرا لي من كاليفورنيا، ومارك بوكان من ولاية ويسكنسن، قد فشل فشلاً ذريعاً في الحصول على دعم كل من مجلسي الشيوخ والنواب. ولكن رغم ذلك، فقد أكد النائبان عزمهما على إعادة تقديم المشروع بمجرد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية والعامة بعد الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وأعلن النائبان عن تشكيلهما تجمعاً لخفض الإنفاق، أي كتلة ضغط، وأنهما يتوقعان الحصول على دعم أكبر لقضيتهما. ويرأس النائب بوكان الكتلة التقدمية في مجلس النواب ويحظى بموافقتها، وكذلك بدعم من الأب الروحي للتيار اليساري السيناتور بيرني ساندرز، الذي يتوقع أن يرأس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، في حال تمكّن الديمقراطيون من السيطرة على المجلس والفوز بالغالبية في الانتخابات.
وبحسب التقرير الذي أعده الباحث في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، دوف زاخم، وشغل سابقاً منصب وكيل وزارة الدفاع (مراقب حسابات) والمدير المالي الرئيسي لوزارة الدفاع من 2001 إلى 2004؛ فإن اقتراح خفض ميزانية وزارة الدفاع يهدد بنتائج كارثية على قوة وجهوزية الجيش الأميركي.
في المقابل، يقول النائب بوكان: «من الأسلحة النووية الجديدة غير الضرورية إلى القوة الفضائية إلى الاستخدام المتضخم للمتعاقدين الخارجيين، فإن إنفاقنا في (البنتاغون) ينمو بسرعة أكبر مما هو مطلوب مع نفايات وفيرة وحروب لا نهاية لها. ومع هذا التجمع الجديد، نأمل أن نقود (الكونغرس) في خفض وإعادة توجيه ميزانية الدفاع».
ويعكس المشروع الذي يطرحه اليساريون توجهاً سياسياً بات يستقطب أصواتاً إضافية، من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، يدعو إلى تقليص التدخلات الأميركية في الخارج، وعدم التورط في حروب جديدة، رغم دعم الجمهوريين لتعزيز قدرات الجيش الأميركي. وأشار تقرير «ذي هيل» إلى أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون انضمت إلى دعوات خفض ميزانية «البنتاغون»، في مقالة نشرتها قبل أيام في صحيفة «فورين أفيرز»، قالت فيها إن «تحديث الجيش سيحرر مليارات الدولارات».
ويرى الباحث زاخم، أنه من السهل جداً التحدث عن تقليص الإنفاق على الدفاع بنسب كبيرة. كما أنه من المؤكد أن خفض 10 في المائة من الإنفاق الدفاعي الحالي سيحرر مبالغ كبيرة. وإذا تكرر هذا الخفض بهذا الحجم في السنوات الخمس من برنامج الدفاع؛ فسوف يتجاوز 350 مليار دولار. لكن تحقيق هذا الهدف لن يؤدي إلا إلى إضعاف الجيش.
وبحسب التقديرات، فإن هذا الخفض سيؤدي إلى عدم تمكن سلاح الجو من استكمال برنامجه للحصول على مقاتلات الجيل الخامس من طراز «إف - 35». واقترحت كلينتون الاحتفاظ بعدد صغير من هذه الطائرات، وبثلاث حاملات طائرات ووقف مشاريع تحديث القوات النووية الاستراتيجية. في حين يدعو النائب بوكان إلى القضاء على قوة الفضاء الجديدة التي أنشأتها الولايات المتحدة حديثاً لمواجهة التحديات الكبيرة التي بات يشكلها الروس والصينيون للأميركيين في الفضاء. ويضيف التقرير أن تلك التخفيضات ستؤدي على الأرجح إلى توفير 100 مليار دولار على الأكثر، خلال السنوات الخمس المقبلة، لكن من أين ستأتي المليارات الباقية؟
سيؤدي الخفض عملياً إلى تخفيضات هائلة في عدد الأفراد المدنيين والعسكريين، ويسحب قوة كبيرة من شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وهو ما بدأته إدارة ترمب عبر بدء سحب القوات من ألمانيا وتوزيع بعضها في مناطق أخرى، وسحبها أيضاً من القارة الأفريقية ومن دول في منطقة الشرق الأوسط. لكن الباحث يؤكد أنه في أحسن الأحوال، قد تتمكن الولايات المتحدة من حشد القوة الكافية للحفاظ على أمنها، لكنها لن تتمكن من الفوز بالضرورة في مواجهة مع روسيا أو الصين. ومن المؤكد أنها لن تكون قادرة على القيام بذلك إذا شاركت أيضاً في مواجهة مع إيران أو كوريا الشمالية، أو حتى مع بعض الخصوم غير المعروفين في الوقت نفسه.
ويرى التقرير أن ضعف الجيش الأميركي من شأنه أن يقوض قدرته على ردع المغامرات الروسية أو الصينية أو الإيرانية، وسيشجع كوريا الشمالية وإيران على المضي قدماً في برامجهما النووية. كما سيؤدي خفض ميزانية البنتاغون إلى تآكل ما تبقى من الثقة في القيادة الأميركية، كان من الممكن أن تبقى في عهد ترمب على الأقل. وسيكون كل من الحلفاء والدول الصديقة مترددين في القيام بدورهم إلى جانب واشنطن، في أي مواجهة مع الصين أو روسيا. ومن شأن ذلك أن يقوض فعالية الدبلوماسية الأميركية، التي من المفارقات أن أولئك الذين يدعون إلى خفض الإنفاق الدفاعي يريدون تعزيز الدبلوماسية.
ويؤكد التقرير أخيراً على أن الحاجة لاستخدام الأموال بشكل أكثر كفاءة أمر لا بد منه، وأن وزير الدفاع الحالي مارك إسبر قام بهذا الأمر بشكل جيد. لكن تحسين الكفاءة شيء وخفض الإنفاق الكبير شيء آخر، ولن يؤدي سوى إلى خدمة أعداء الولايات المتحدة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».