متحف الفن الإسلامي يوثّق طقوس الاحتفال بـ«المولد النبوي» في مصر

عبر معرض فوتوغرافي يشارك فيه 10 مصورين

من مشاركات المصور محمد عبد اللطيف
من مشاركات المصور محمد عبد اللطيف
TT

متحف الفن الإسلامي يوثّق طقوس الاحتفال بـ«المولد النبوي» في مصر

من مشاركات المصور محمد عبد اللطيف
من مشاركات المصور محمد عبد اللطيف

احتفى متحف الفن الإسلامي في القاهرة، أمس بالمولد النبوي الشريف، عبر تنظيمه معرضاً فوتوغرافياً شارك به 10 فنانين تجولوا في معظم أنحاء مصر، ليوثقوا بعدساتهم أبرز الطقوس المرتبطة بالاحتفال بهذه المناسبة التي يهتم بها المصريون منذ عقود طويلة، ويمثل المعرض رحلة فنية تتنقل بين المدن، وتبرز العلاقة بين البيئة والبشر وطريقتهم في الاحتفال، وتلتقط مظاهر البهجة وملامحها المختلفة، كما نظّم المتحف ورشاً متنوعة للأطفال وعروضاً فنية للفنون الشعبية المرتبطة بمظاهر الاحتفالات.
ويضمّ المعرض 45 صورة فوتوغرافية تمثل محصلة جولات متنوعة قام بها 10 مصورين فوتوغرافيين بمحافظات مصر المختلفة خلال العام الماضي قبل أن يوقف وباء كورونا مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في مصر بما تتضمنه من خصوصية ثقافية تستوعب اختلاف بعض العادات والتقاليد من مدينة إلى أخرى.
تنوع الأعمال المشاركة فتح آفاقاً غير محدودة لرصد مظاهر متنوعة من احتفالات المصريين بالمولد النبوي من خلال اقتناص لحظات تبرز مفهوم البهجة في ملامح البشر بما تتضمنه من سمات عامة للفرحة وخصوصية الوجوه في التعبير عنها وإطلاقها في صورة ابتسامة من القلب إلى العالم.
الفنان الشاب محمد عبد اللطيف، الذي يشارك بـ10 صور ركّز عبر جولاته المتعددة في العاصمة المصرية القاهرة، وكفر الشيخ وطنطا بـ(دلتا مصر) على رصد ملامح البشر في كل مدينة وحالة البهجة التي تعمها خلال الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوي، وتميزها عن غيرها، ويقول عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط»، إن «ملامح ووجوه البشر وما تبرزه من فرحة خلال الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوي تبدو كأنها عالم قائم بذاته يمزج بين خصوصية الشخص وبيئته وبين الفرحة العامة التي يتشاركها مع الآلاف من المحيطين به الذين يغرقون تماماً في نشوة الاحتفال».
الفنون الشعبية مثل التحطيب والرقص الشعبي، بجانب الذبائح وأرغفة الخبز المحشوة باللحم والأرز، ومشهد الحلاق يمارس عمله وسط الحشود، تشكل مجتمعة مفردات متناثرة في معظم الموالد الشعبية المصرية، غير أن الفنانة دعاء جلال قامت بتفكيك تشابكاتها ورصد لحظات تدفقها في زحمة الاحتفالات من خلال 5 أعمال أبرزت تداخل الفنون الشعبية مع ملامح البشر وسلوكياتهم العفوية للتعبير عن البهجة في مدينتها «المنصورة» (دلتا مصر) ومدن أخرى، فبدت صورة سيدة عجوز تحمل حفيدها على كتفيها ليتمكن من رؤية مشهد الاحتفالات عالماً قائماً بذاته وسط الحشود، وتقول جلال لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدسة الكاميرا أكثر سرعة من خيال الفنان في اقتناص الصورة وسط حشود الاحتفالات الشعبية، فأياً كانت اللقطة التي شدت انتباه المصور كي يوثقها دائماً ما تأتي التفاصيل مغايرة؛ لأن الكثير من تفاصيل وخلفيات المشهد تفرض نفسها على الكادر وتضفي مزيدا من التميز».
الانبهار بخصوصية المظاهر المصرية في الاحتفالات بالمولد النبوي شكّل مدخلاً للفنانة المغربية ليلى بيداح، التي تعيش في القاهرة منذ فترة، وأثرى تنوع أعمالها الخمسة المعرض، كأنها جولة متنوعة حاولت خلالها إبراز الكثير من التفاصيل والمفردات ما بين الفنون الشعبية والخصوصية الثقافية وانفعالات البشر، تقول بيداح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانبهار بمظاهر الاحتفالات المصرية دفعني إلى التنقل بين وجوه البشر وسلوكيات بهجتهم التي شكلت سمة عامة في الاحتفالات».
وفي السياق ذاته، أقام القسم التعليمي بمتحف الفن الإسلامي احتفالية بالمولد النبوي تضمنت فقرات فنية عدة، من بينها «ورش حكي للأطفال، وورش تعليمية لصناعة نماذج عروس المولد، وعروض تنورة وخيال الظل»، وفق رشا جمال، مدير القسم التعليمي بالمتحف.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.