تحذير من مخاطر تفشي «كورونا» على التعافي الاقتصادي في ألمانيا

TT

تحذير من مخاطر تفشي «كورونا» على التعافي الاقتصادي في ألمانيا

أعرب خبراء اقتصاد عن خشيتهم إزاء عواقب اقتصادية محتملة جراء موجة ثانية من جائحة «كورونا» في البلاد.
وقالت خبيرة الاقتصاد لدى المجموعة المصرفية الحكومية «كيه إف دبليو»، فريتسي - كولر جايب، في استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية، «النهوض الاقتصادي قد يتوقف إلى حد كبير بحلول الربيع... نتيجة لذلك، من المتوقع أن تستقر معدلات البطالة في الأشهر المقبلة أو - إذا ساءت الأمور - ستزيد بشكل كبير».
ولا تزال مخاطر التوظيف مرتفعة، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالعملاء على نحو مباشر. وأوضحت جايب أن أشهر الخريف والشتاء ستكون بمثابة اختبار تحمل آخر، خصوصاً بالنسبة لقطاع الفنادق والمطاعم، وكذلك أجزاء من تجارة التجزئة والقطاع الثقافي. ويتبنى هذا الرأي أيضاً مارك شاتنبرغ، الخبير الاقتصادي في مصرف «دويتشه بنك»، حيث قال: «الوضع مرهق، خصوصاً بالنسبة لقطاع الخدمات».
ويبقي مصرف «دويتشه بنك»، حتى الآن، على توقعاته بحدوث انكماش اقتصادي بنسبة 5.5 في المائة هذا العام، ونمو بنسبة 4.5 في المائة العام المقبل.
وقال شاتنبرغ: «الربع الثالث يجب أن يكون مفاجئاً بشكل إيجابي من حيث الأداء الاقتصادي»، مضيفاً، في المقابل، أنه من المحتمل رؤية مخاطر الهبوط في الربع الأخير، التي قد تمتد بعد ذلك إلى العام الجديد.
وأكد شاتنبرغ أن سوق العمل تتأثر أيضاً - فالوظائف الموسمية، على سبيل المثال في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس)، معرضة للخطر بشكل خاص.
ويرى إنتسو فيبر، من معهد أبحاث التوظيف في «نورنبرغ»، الأمر بالمثل، حيث قال: «سوق العمل بدأت التعافي في الصيف، لكن على نحو أكثر تباطؤاً، وبعض القطاعات مثل الصناعة تستمر في خفض الوظائف».
وتتوقع مجموعة «أليانز» للتأمين انخفاضاً بنسبة 6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا هذا العام، وزيادة بنسبة 3.5 في المائة العام المقبل.
وقالت كاتارينا أوترمول، من «أليانز»: «مخاطر التراجع هي التي تهيمن على الوضع... لسوء الحظ، قد يكون الأمر أكثر إزعاجاً للاقتصاد الألماني اعتباراً من الخريف»، مضيفة أن انتهاء تأثيرات اللحاق بالركب سيجعل من الواضح بشكل لا لبس فيه أن الانتعاش الاقتصادي الحالي لا يسير من تلقاء نفسه، مشيرة إلى أن الاقتصاد «في وضع التوقف والانطلاق» بسبب الجائحة، موضحة أنها تفترض بشدة أن إجراءات دعم الدولة التي تنتهي بنهاية هذا العام سيُجرى تمديدها.
ودعا جايب إلى تأهيل جزء من العمال الذين يعملون بدوام جزئي حالياً، وكذلك الأشخاص العاطلين عن العمل، لمهن قد تعاني من نقص العمال المهرة في المستقبل.
على صعيد آخر، حذر قطاع صناعة السيارات في ألمانيا من فشل اتفاقية التجارة المثيرة للجدل بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول «ميركوسور» في أميركا اللاتينية.
وفي تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الإعلامية الصادرة السبت، قالت هيلديجارد مولر، رئيسة رابطة شركات صناعة السيارات، إن فشل الاتفاقية أو تأجيلها إلى أجل غير منظور زمنياً سيكون بمثابة «إشارة سلبية للغاية لأوروبا كمركز صناعي وكذلك للبيئة وحماية المناخ».
وأضافت: «نحن نحتاج بالذات في هذه المرحلة الصعبة حالياً إلى أوروبا الشجاعة والحازمة التي تخلق ظروفاً إطارية جيدة للعمل».
وتأتي هذه التصريحات من مولر رداً على شكوك ثارت حول الاتفاقية بسبب أسئلة تتعلق بحماية المناخ. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضمن من أبدوا شكوكاً حيال الاتفاقية.
وقالت مولر إنه من خلال الاتفاقية وحدها، التي تتضمن التزاماً بأهداف اتفاقية باريس للمناخ، يمكن للشركاء الالتزام بوعودهم وتعزيز حماية المناخ.


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)

يُرجئ دونالد ترمب فرض التعريفات الجمركية خلال يومه الأول ويراهن بشكل كبير على أن إجراءاته التنفيذية يمكن أن تخفض أسعار الطاقة وتروض التضخم. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت أوامره ستكون كافية لتحريك الاقتصاد الأميركي كما وعد.

فقد قال ترمب في خطاب تنصيبه إن «أزمة التضخم ناجمة عن الإفراط في الإنفاق الهائل»، كما أشار إلى أن زيادة إنتاج النفط ستؤدي إلى خفض الأسعار.

وتهدف الأوامر التي يصدرها يوم الاثنين، بما في ذلك أمر مرتبط بألاسكا، إلى تخفيف الأعباء التنظيمية على إنتاج النفط والغاز الطبيعي. كما أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة على أمل إطلاق المزيد من إنتاج الكهرباء في إطار المنافسة مع الصين لبناء تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على مراكز البيانات التي تستخدم كميات هائلة من الطاقة.

ويعتزم ترمب التوقيع على مذكرة رئاسية تسعى إلى اتباع نهج حكومي واسع النطاق لخفض التضخم.

كل هذه التفاصيل وفقاً لمسؤول قادم من البيت الأبيض أصر على عدم الكشف عن هويته أثناء توضيحه لخطط ترمب خلال مكالمة مع الصحافيين، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن الإدارة الجديدة، في أول يوم له في منصبه، ستنهي ما يسميه ترمب بشكل غير صحيح «تفويضاً» للسيارات الكهربائية. على الرغم من عدم وجود تفويض من الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته لفرض شراء السيارات الكهربائية، فإن سياساته سعت إلى تشجيع الأميركيين على شراء السيارات الكهربائية وشركات السيارات على التحول من السيارات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية.

هدّد ترمب، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا ودول أخرى. ولكن يبدو أنه يتراجع حتى الآن عن فرض ضرائب أعلى على الواردات. وأشار المسؤول إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يقول إن ترمب سيوقع فقط على مذكرة تطلب من الوكالات الفيدرالية دراسة القضايا التجارية.

ومع ذلك، تعهد ترمب في خطاب تنصيبه بأن التعريفات الجمركية قادمة، وقال إن الدول الأجنبية ستدفع العقوبات التجارية، على الرغم من أن هذه الضرائب يدفعها المستوردون المحليون حالياً وغالباً ما يتم تمريرها إلى المستهلكين.

لقد كان قرار التوقف ودراسة التعريفات الجمركية إشارة إلى الحكومة الكندية بأنه يجب أن تكون مستعدة لجميع الاحتمالات تقريباً بشأن اتجاه التجارة مع الولايات المتحدة.

«ربما يكون قد اتخذ قراراً بتعليق التهديد بالتعريفات الجمركية نوعاً ما على قائمة كاملة من الدول. سننتظر ونرى»، وفق ما قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك. أضاف: «لقد كان السيد ترمب في ولايته السابقة غير قابل للتنبؤ، لذا فإن مهمتنا هي التأكد من أننا مستعدون لأي سيناريو».

وبشكل عام، يواجه الرئيس الجمهوري مجموعة من التحديات في تحقيق طموحاته في خفض الأسعار. فقد نجح بايدن في خفض معدل التضخم على مدار عامين، إلا أنه سيغادر منصبه مع استمرار نمو الأسعار الذي فاق نمو الأجور على مدار السنوات الأربع الماضية.

ومن بين الدوافع الكبيرة للتضخم استمرار نقص المساكن، كما أن إنتاج النفط الأميركي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية، حيث يواجه المنتجون حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي هذا العام.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو من الناحية الفنية الهيئة الحكومية المكلفة الحفاظ على التضخم عند هدف سنوي يبلغ 2 في المائة تقريباً. وتتمثل أدواته المعتادة في تحديد أسعار الفائدة قصيرة الأجل لإقراض البنوك لبعضها البعض، بالإضافة إلى مشتريات السندات والاتصالات العامة.

وقال ترمب إن إنتاج الموارد الطبيعية هو المفتاح لخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، سواء في المضخة أو في فواتير الخدمات العامة.

تتخلل أسعار الطاقة كل جزء من الاقتصاد، لذا فإن زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقد اشتكى ترمب، الذي تعهد باستعادة «هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة»، من أن إدارة بايدن حدّت من إنتاج النفط والغاز في ألاسكا.

ومع ذلك، ووفقاً للأوزان الترجيحية لمؤشر أسعار المستهلك، فإن الإنفاق على الطاقة يمثل في المتوسط 6 في المائة فقط من النفقات، أي أقل بكثير من الغذاء (13 في المائة) أو المأوى (37 في المائة).

عاد التضخم، الذي كان خامداً لعقود، إلى الظهور من جديد في أوائل عام 2021 مع تعافي الاقتصاد بقوة غير متوقعة من عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19. طغت الطفرة في طلبات العملاء على سلاسل التوريد في أميركا، ما تسبب في حدوث تأخيرات ونقص وارتفاع الأسعار. وكافحت مصانع رقائق الحاسوب والأثاث وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم للانتعاش.

وقد سارع المشرعون الجمهوريون إلى إلقاء اللوم على إدارة بايدن في إغاثة إدارة بايدن من الجائحة البالغة 1.9 تريليون دولار، على الرغم من أن التضخم كان ظاهرة عالمية تشير إلى عوامل تتجاوز السياسة الأميركية. وازداد التضخم سوءاً بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

ورداً على ذلك، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. انخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود عند 9.1 في المائة في منتصف عام 2022. لكن التضخم ارتفع منذ سبتمبر (أيلول) إلى معدل سنوي بلغ 2.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

من المحتمل أن تحتاج العديد من الخطوات التي يتخذها ترمب إلى موافقة الكونغرس. تنتهي أجزاء من تخفيضاته الضريبية لعام 2017 بعد هذا العام، ويعتزم ترمب تمديدها وتوسيعها بتكلفة قد تتجاوز 4 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. ويرى ترمب أن التخلص من الدعم المالي للطاقة المتجددة في عهد بايدن هو وسيلة محتملة لتمويل تخفيضاته الضريبية.