«حزب الله» و«الوطني الحر» يضعان شروطاً للمشاركة في الحكومة

رغم رفضهما تسمية الحريري لرئاستها

TT

«حزب الله» و«الوطني الحر» يضعان شروطاً للمشاركة في الحكومة

أعادت نتائج الاستشارات النيابية التي أدت إلى تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة المشهد السياسي اللبناني المتناقض الذي يعكس توزيعاً في أدوار الأحزاب الرئيسية التي تعارض وتبقى متمسكة بالسلطة.
مثال على ذلك موقف «حزب الله»، المتمثل في عدم تسمية الحريري في الاستشارات، رغم حرصه على حصة في الحكومة، وموقف «التيار الوطني الحر» الذي عارض الحريري وشن حملة ضده، لكنه حدد شروطاً للمشاركة في حكومته، فيما يفترض بمن عارض أن يمارس دور المعارضة، ويبقى خارج السلطة، وهو الموقف الذي اتخذه حزب «القوات اللبنانية»، معلناً رفض المشاركة في الحكومة، وربط منحها الثقة بالصيغة الحكومية التي سيقدمها الحريري.
وكان «حزب الله» قد اشترط، وحليفته حركة أمل، منذ تكليف مصطفى أديب، الحصول على وزارة المال، وتسمية الوزراء الشيعة، وهو الأمر الذي عرقل مهمة الأخير، وأدى إلى اعتذاره.
ويرفض النائب عن «التيار الوطني الحر» ماريو عون الربط بين معارضة تسمية الحريري والمشاركة في الحكومة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «عدم تسمية الحريري لا تغير شيئاً، ومصلحة الوطن هي الأساس، وسنمد يد التعاون. وإذا لم ننجح، فلا مانع لدينا أن نبقى خارج الحكومة».
ويضيف: «لم نمنح أصوات نواب التكتل للحريري لاعتراضنا على أن يكون سياسي على رأس حكومة غير سياسية. أما وقد كلف اليوم، وأبدى انفتاحاً على الجميع، فسنتعامل معه على غرار كل الكتل النيابية الأخرى، ومن بينها كتلة (حزب الله) التي لطالما لم تمنح أصواتها للحريري، إنما شاركت في حكوماته».
ويلفت عون «إلى أن المشاركة في الحكومة متوقف على المشاورات وخريطة الطريق التي سيضعها الحريري لتأليف مجلس الوزراء. وإذا رأينا أن شكل الحكومة لا يلبي نظرتنا، عندها سيكون لنا الموقف المناسب».
ومع انتقاده لموقف «التيار»، يقول النائب عن كتلة «التنمية والتحرير»، قاسم هاشم، لـ«الشرق الأوسط»: «منطق الأمور يقول إن الفريق الذي لا يسمي رئيس الحكومة لا يشارك في مجلس الوزراء، لكن الأعراف في لبنان فرضت واقعاً مختلفاً، حيث إن هناك من يعارض الرئيس المكلف ويرفض تسميته، ثم يعود ويضع شروطاً للمشاركة في الحكومة، وهذا أسوأ ما يكون في السياسة، وهو يعكس النقاط السلبية في تركيبة النظام اللبناني».
ويرى هاشم في الشروط التي يرفعها رئيس «التيار»، جبران باسيل، تكريساً لواقع حزبي سياسي، في إطار حفظ المصالح في التركيبة والقرار السياسي، مضيفاً: «للأسف، فإن الأمور في لبنان اختلطت وتداخلت بين المصلحة الحزبية والطائفية والمذهبية، تحت عنوان المصلحة الوطنية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.