مهرجان «سماع» الدولي بالقاهرة ينعقد في {ظروف استثنائية}

جانب من حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «سماع» الدولي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «سماع» الدولي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان «سماع» الدولي بالقاهرة ينعقد في {ظروف استثنائية}

جانب من حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «سماع» الدولي (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من حفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «سماع» الدولي (وزارة الثقافة المصرية)

«يا حبيبَ القلوبِ يا رسول الله... أنت الحبيبُ... أنت أُنسي يا رسول الله وأنت منّي قريب... يا طبيباً بذكره يتداوى كل ذي سقم... فنعمَ الطبيبُ يا رسول الله»، بهذه الأبيات التي تمتدح نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وبصوته الشجي العذب؛ سلبَ المنشد السوري عبد الحليم عجم ألباب الجمهور الحاضر لحفل افتتاح فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان «سماع» الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية بالقاهرة، مساء أول من أمس، في أجواء روحانية شهدها مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين بالعاصمة المصرية.
وعلى خشبة المسرح ذاته، وتحت شعار «رسالة سلام إلى العالم»، اختلطت نماذج من الموسيقى الروحية والموشحات الأندلسية والأناشيد الدينية الاسلامية والترانيم القبطية، في مباراة فنية أبدعها أعضاء 20 فرقة تشارك بالمهرجان، تتنوع ما بين فرق مصرية، وفرق من اليونان ولبنان وجنوب السودان وروسيا وأرمينيا وإندونيسيا، وأخرى ينتمي أعضاؤها إلى بعض السفارات الأجنبية بمصر، حيث خرج هذا المزيج تحت رؤية وإشراف الفنان انتصار عبد الفتاح، رئيس ومؤسس المهرجان، لتؤكد هدف المهرجان في نشر ثقافة الحوار والتواصل الإنساني بين ثقافات الشعوب، وتأكيد جوهر الأديان المتمثلة في (المحبة والتسامح والسلام)، في مواجهة الإرهاب والتطرف والعنف.
وهو ما أكده رئيس المهرجان، خلال كلمته التقديمية، قائلاً إن «المهرجان الذي تأتي دورته الحالية بصورة استثنائية في ظل الظروف التي يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة (كورونا) يستهدف إحياء فن السماع بأشكاله المختلفة والتراث الإسلامي والقبطي والتراث الكنائسي في مصر، وكذلك نشر ثقافة الحوار والتواصل الإنساني بين ثقافات الشعوب»، معتبراً أن «المهرجان أيضاً رسالة مهمة لشعوب العالم تعكس مكانة وريادة مصر الحضارية».
وعن أجواء الافتتاح، أضاف عبد الفتاح، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم التباعد بين شعوب الأرض بسبب جائحة (كورونا)، جاء الافتتاح ليؤكد أننا نصدّر هذا المنتج الثقافي المصري إلى العالم لتعضيد التواصل الإنساني، فهذه الدورة للمهرجان تأتي في ظروف استثنائية، لذا أُطلقُ عليها (دورة التحدي والصمود)، لأننا عملنا في ظروف غير طبيعية، كما أن الجمهور أيضاً في ظل هذه الظروف حرص على الحضور والتعرف على الثقافات، والمشاركة والتفاعل من جانبهم مع فن السماع».
وأكد رئيس المهرجان أن «ما رآه من حفاوة الاستقبال لكل أنواع السماع والموسيقى المقدَّمة خلال حفل الافتتاح والمهرجان، يؤكد أن الجمهور المصري الأصيل ذواق، ويبحث دائماً عن الفن الراقي، ويدل على تفرد الشخصية المصرية».
بدوره عدّ المنشد السوري عبد الحليم عجم، أن «مشاركته في المهرجان، التي تعد الأولى له، تمثل إضافة فنية كبيرة وانفتاحاً على الآخر بالنسبة له»، معتبراً أن «المهرجان يقدم مناخاً فنياً جديداً ومتنوعاً يضيف لكل فنان مشارك»، مشيراً إلى أن «فكرة المهرجان تؤكد بالفعل أن الفن هو ثقافة الشعب، بمعنى أنه يمكن الحكم على ثقافة الشعوب مما تسمع».
ويلفت «عجم» –وهو مؤسس فرقة «أنوار المصطفى»- إلى أنه شعر بقبول كبير مع أول مقاطعه الإنشادية على مسرح الافتتاح، وهو ما تُرجم في التصفيق الحاد من الجمهور، لذا يشجعه ذلك الاستقبال على مواصلة تقديم كل ما لديه بقوة خلال أيام المهرجان، لإطراب الجمهور المصري، خصوصاً أنه لمس عن قرب ما يريده هذا الجمهور، وهو ما يعكس وعيه وفهمه.
كانت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، قد افتتحت فعاليات الدورة الـ13 للمهرجان، وقالت في كلمتها إن «الموسيقى ترتقي بالنفس وتدفعها للسمو في آفاق أرحب، والموسيقى الروحية ترتحل بالوجدان في بحار التجرد من أهواء الحياة، ومن هنا يأتي الاهتمام بمهرجان (سماع الدولي للموسيقى الروحية) الذي يجمع أطيافاً من هذا اللون الإبداعي ذي الطابع الخاص ويجمع موسيقيين من أنحاء العالم ليلتقوا تحت سماء القاهرة، التي تُعد بمساجدها وكنائسها نموذجاً للتسامح والسلام وتوحد الروح مع الجسد وتناغم الموسيقى مع عازفيها ومستمعيها».
وأضافت أن الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيراً للمحافل التي تعكس حضارة المجتمع ورقيّه، فمن ينصت إلى الموسيقى يسمو فوق الإشكاليات المعاصرة ويتحداها بلواء الثقافة والتنوير، كما أشادت بحرص الحكومة على إقامة جميع الفعاليات الدولية ذات الرسائل التنويرية في ظل الظروف الراهنة، في ذات الوقت الذي يتوقف معظم الفعاليات الدولية حول العالم.
يقام المهرجان برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة الآثار والسياحة، ومؤسسة «حوار لفنون وثقافات الشعوب»، وعدد من الهيئات الوطنية، فيما تحل لبنان ضيف شرف هذه الدورة، التي تستمر حتى يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وتقام الفعاليات في قلعة صلاح الدين، وقبة الغوري بمنطقة الأزهر، والمتحف القبطي ومجمع الأديان بمصر القديمة، ومن المنتظر إقامة احتفالية كبرى تضم مجموعة كبيرة من الفرق المشاركة في الختام الذي يتزامن مع الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.