صندوق النقد يحذّر من «العملات الرقمية» و{الفيدرالي} الأميركي لم يحسم الأمر

قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
TT
20

صندوق النقد يحذّر من «العملات الرقمية» و{الفيدرالي} الأميركي لم يحسم الأمر

قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي إن العملات الرقمية للبنوك المركزية قد تتسبب في إزاحة العملات الأجنبية للأموال المحلية في الاقتصادات الوطنية، مع مخاطر تتعلق بتدفقات رؤوس الأموال غير المشروعة. وأوضح أن العواقب الاقتصادية والسياسية للعملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة لشركات التكنولوجيا الكبرى تعتمد على كيفية عملها، ما يجعل آثارها بعيدة عن الوضوح في الوقت الحالي.
وبدأ الكثير من البنوك المركزية حول العالم في استكشاف مدى إمكانية تدشين عملات رقمية رسمية، بعد خطة «فيسبوك» لإطلاق عملة «ليبرا» الرقمية.
وأشار الصندوق إلى أن العملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة قد تؤدي لضغوط فيما يخص إحلال العملات الأجنبية بدلا من النقد المحلي في الاستخدامات داخل بعض الدول. وأكد أنه من دون ضمانات كافية، يمكن لهذه العملات أن تعزز التدفقات غير المشروعة وتجعل من الصعب على السلطات المحلية فرض ضوابط على حركة رؤوس الأموال الوافدة.
ويرى الصندوق أن فوائد عملات البنوك المركزية والعملات المستقرة تبدو واضحة فيما يتعلق بالمعاملات عبر الحدود عبر خفض تكاليف التحويلات. والعملات المستقرة هي عملات رقمية تستهدف تقليص التقلبات المحتملة عبر ربطها بأصل مستقر أو سلة من الأصول المختلفة.
ومن جانبه، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول إن البنك لم يتخذ قرارا بشأن إصدار عملة رقمية، مشيرا إلى الحاجة إلى مزيد من العمل والمشاورات العامة المكثفة قبل القيام بذلك. وأشار إلى عملة «ليبرا» التابعة لشركة «فيسبوك» على أنها محفز لتركيز المزيد من الاهتمام على المشكلات.
وأضاف باول في تصريحات على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي، مساء الاثنين أنه «من المهم للولايات المتحدة أن تنفذ الأمر بشكل صحيح، أكثر من أن تكون الأولى». وتابع «نحن ملتزمون بإجراء تقييم دقيق ومدروس للتكاليف والفوائد المحتملة للعملة الرقمية للبنك المركزي، ونظام الاقتصاد والمدفوعات».
وقال باول إن هناك عددا من الطرق التي يمكن أن تحسن بها العملة الرقمية نظام المدفوعات للبنك المركزي، وهذا المجال بشكل أساسي هو الذي يحفز الاهتمام بها. وأضاف أن أي عملة رقمية يجب أن تكون مكملة، وليس بديلة للنقد.
وتدرس البنوك المركزية على رأسها البنك المركزي الأوروبي وكندا والصين طرح عملات رقمية، كما أن البعض في مراحل متقدمة في هذا الشأن. وبينما تدور المناقشات، ارتفعت قيمة عملة «بتكوين» الإلكترونية بأكبر وتيرة في أسبوع خلال تعاملات الثلاثاء، لتكون قرب حاجز 12 ألف دولار وسط مكاسب في السوق الأوسع للأصول المشفرة.
وارتفعت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنحو 3.4 في المائة خلال التعاملات لتصل إلى 11.837 ألف دولار، وفق البيانات المتاحة، وبقيمة سوقية تفوق 218 مليار دولار. وتأتي قفزة بتكوين، رغم أن بنك «جيه بي مورغان» توقع في تقرير حديث أن سعرها سيواجه بعض الرياح العكسية في المدى القصير بناء على تحليل الرهانات في سوق العقود الآجلة وتقديرات القيمة الحقيقية للأصل المشفر.
وكتب الخبراء الاستراتيجيون في البنك الأميركي أن مؤشر العقود الآجلة يشير إلى أنه لا يزال هناك تراكم على ما يبدو في صافي مراكز الشراء. وأضافوا أن هبوط سعر بتكوين خلال شهر سبتمبر (أيلول) قد قلص الكثير من المبالغة في قيمتها لكنها لا تزال أعلى بنحو 13 في المائة من تقديرات القيمة الحقيقية. وكانت عملة بتكوين فقدت أكثر من 8 في المائة في الشهر الماضي، لكنها استقرت أعلى مستوى 10 آلاف دولار، ومنذ ذلك الحين ارتفعت مجددا لتتجاوز حاجز الـ11 ألف دولار. وأوضح المحللون أن حساب القيمة الحقيقية للعملة الرقمية الأكبر عالميا تم من خلال التعامل الفعال مع بتكوين باعتبارها سلعة والنظر إلى التكلفة الحدية للإنتاج.
كما أشاروا إلى أن الشركات تبرز كمصدر للطلب على العملة الإلكترونية، بعد أن نفذت شركة المدفوعات «سكوير»، وشركة التكنولوجيا «مايكرو استراتيجي» عمليات شراء كبيرة.


مقالات ذات صلة

تراجع واسع في الأسهم الآسيوية بفعل عمليات بيع حادة في «وول ستريت»

الاقتصاد أشخاص أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)

تراجع واسع في الأسهم الآسيوية بفعل عمليات بيع حادة في «وول ستريت»

تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل عام، يوم الجمعة، حيث هبط مؤشر طوكيو الرئيسي بأكثر من 2 في المائة بعد عمليات بيع حادة في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد أرشيفية لترمب خلال حملته الانتخابية في حدث «بتكوين 2024» في ناشفيل (رويترز)

ترمب يوقع أمراً تنفيذياً لإنشاء احتياطي استراتيجي من الـ«بتكوين»

قال ديفيد ساكس مسؤول العملات المشفرة في البيت الأبيض، إن الرئيس دونالد ترمب، وقع أمس الخميس أمراً تنفيذيا لإنشاء احتياطي استراتيجي من عملة بتكوين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عملة «البتكوين» على شاشة تعرض سعر صرفها مقابل الدولار (د.ب.أ)

البتكوين تقفز 20 % بعد تصريحات ترمب

حققت «البتكوين» قفزة بأكثر من 20 % الاثنين مرتدة من أدنى مستوياتها بالأسبوع الماضي في حين شهدت العملات المشفرة الأخرى ارتفاعاً حاداً.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ورقة نقدية من اليورو بجانب أخرى من الدولار الأميركي (رويترز)

اليورو ينتعش من أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف أمام الدولار

تعافى اليورو من أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف الأسبوع مقابل الدولار يوم الاثنين، حيث تابع المستثمرون التطورات المتعلقة بالدعوات المتجددة للسلام في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عملة البتكوين (رويترز)

«المركزي» السويسري يستبعد ضم البتكوين للاحتياطي الوطني

قال رئيس البنك المركزي السويسري إن عملة البتكوين متقلبة جداً، ولا تتمتع بالسيولة الكافية لاستخدامها عملة احتياط، وسط دعوات لإجراء استفتاء عليها لاعتمادها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
TT
20

«غولدمان ساكس» يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)
علم الولايات المتحدة الأميركية على مبنى الكابيتول في واشنطن (رويترز)

خفض مورغان ستانلي، بنك الاستثمار الأميركي، توقعاته للنمو الاقتصادي للعام الحالي في أميركا.

وقال البنك في تقرير حديث، السبت، إن هناك تأثيراً سلبياً على الاقتصاد الأميركي، نتيجة الرسوم الجمركية، وعلى سوق العمل، الذي ما يزال ضيقاً؛ ما أدى إلى ارتفاع التضخم.

وأوضح التقرير أنه يجب أن تترجم التعريفات إلى نمو أكثر مرونة، العام الحالي، في حين افترضنا سابقاً أنها ستؤثر على النمو بشكل رئيسي في عام 2026.

وقال الاقتصاديون في بنك مورغان ستانلي، بقيادة مايكل تي جابن، إنه تم تخفيض التوقعات للنمو في الربع الرابع من العام الجاري، إلى 1.5 في المائة من 1.9 في المائة في وقت سابق، كما خفضت توقعاتها للنمو لعام 2026 إلى 1.2 في المائة من 1.3 في المائة.

وتوقع التقرير أن تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى ارتفاع التضخم وستزيد الضغط على البنك المركزي الأميركي حيث يتطلع إلى السيطرة على الضغوط التضخمية المستمرة.

ويرى البنك أن «الأسواق ستحصل في نهاية المطاف على هذه التخفيضات، ولكن في وقت متأخر بكثير عما تتوقعه»، في إشارة إلى توقعات السوق الحالية لما يقرب من 3 تخفيضات في أسعار الفائدة العام الحالي.

وفي الوقت نفسه، خفض «غولدمان ساكس» أيضاً توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2025 إلى 1.7 في المائة، من 2.2 في المائة سابقاً، ورفع احتمال الركود لمدة 12 شهراً إلى 20 في المائة من 15 في المائة.