«الفيروس الصيني» لاعباً رئيسياً في الانتخابات الأميركية

«الفيروس الصيني» لاعباً رئيسياً في الانتخابات الأميركية
TT

«الفيروس الصيني» لاعباً رئيسياً في الانتخابات الأميركية

«الفيروس الصيني» لاعباً رئيسياً في الانتخابات الأميركية

بدأ ملايين الأميركيين الإدلاء بأصواتهم بصورة مبكرة تحت وقع الآثار المدمرة لفيروس «كوفيد - 19» الذي كبّد هذه البلاد الشاسعة أكثر من 215 ألفاً من الضحايا، مع تسجيل نحو ثمانية ملايين إصابة حتى الآن.
تعكس هذه الأرقام كيف دخل ما يسميه الرئيس دونالد ترمب «الفيروس الصيني» إلى بيوت ملايين الأميركيين، من دون أن يوفر البيت الأبيض وغيره من البيوت السياسية في واشنطن وبقية الولايات والمناطق التي ترتفع فيها حرارة السباق الاستثنائي إلى رأس هرم السلطة في العاصمة الأميركية.
وبدا أن الحزب الديمقراطي بقياده مرشحه نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، يقف على طرف نقيض لطريقة تعامل الإدارة الجمهورية برئاسة ترمب مع أسوأ أزمة تواجهها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين. حاول الطرفان استخدام مرض «كورونا» كأداة رئيسية في تأليب الرأي العام لمصلحة كل منهما في معركة انتخابية يعترف المراقبون بأنها ستكون طاحنة.
رغم أن الاقتراع الرئاسي، الذي يترافق مع انتخابات الكونغرس بكامل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 بالإضافة إلى 35 من الأعضاء المائة في مجلس الشيوخ، لا يقتصر على طريقة التعامل مع الوباء، فإن هذا الأخير يهيمن على ما عداه من القضايا الكبرى التي تلعب دوراً حاسماً بين المقترعين من الآن وحتى يوم الانتخابات في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
- بين «جو النائم» وترمب المريض
يبلغ الرئيس دونالد ترمب الآن 74 عاماً، وعندما كان عمره 70 عاماً في 2016 بات أكبر الرؤساء الأميركيين سناً يُنتخب لولاية أولى في البيت الأبيض. غير أن هذا الرقم القياسي يمكن أن يتحطم إذا جرى انتخاب جو بايدن الذي يبلغ من العمر 78 عاماً في يوم التنصيب مطلع عام 2021.
عمل ترمب طويلاً على وضع صحة بايدن في ميزان الانتخابات. وصفه طويلاً بأنه «جو النائم»، مشيراً من دون دليل إلى أن نائب الرئيس السابق ليس مؤهلاً عقلياً للمنصب الأول في أميركا والعالم. قال ترمب لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية للتلفزيون إن «هناك أمراً ما يحصل (...) إنه غريب للغاية»، آملاً أن «نكون قادرين على اكتشاف ذلك عاجلاً وليس آجلاً». لم يدم ذلك إلا إلى أن أصاب «الفيروس المتوحش» ترمب نفسه، فتحوّل النقاش الانتخابي سريعاً إلى تساؤلات عن أهلية ترمب، ولا سيما بعدما نُقل بمروحية رئاسية إلى مستشفى «والتر ريد»، حيث أمضى ثلاث ليالٍ. وازداد الطين بلة عندما بدا الإرباك واضحاً على طريقة تعامل إدارة ترمب مع هذا الملف الصحي بسبب إصابة عدد كبير من العاملين في البيت الأبيض بالفيروس، فارضاً الحجر والعزل على الرئيس وعدد من المحيطين به.
لا شك في أن تشخيص إصابة ترمب أثّر كثيراً على حملته الرئاسية وحدّ من زخمها، إذ اضطر البيت الأبيض إلى إلغاء مناسبات سياسية عديدة، بما في ذلك تجمع حاشد كان مقرراً خارج أورلاندو بولاية فلوريدا ورحلات من أجل جمع التبرعات في ولايات رئيسية متأرجحة، منها ويسكونسن وبنسلفانيا ونيفادا. يعتمد ترمب على حضوره الشخصي لجمع الأموال وبث الحماس بين المؤيدين. كان يأمل أن يكون لديه المزيد من الوقت ليركز في الأسابيع الأخيرة من الحملة على أمور غير ذات صلة بالوباء، مثل تنصيب مرشحته للمحكمة العليا القاضية آيمي كوني باريت، واستمرار خططه للانتعاش الاقتصادي ومواجهته الاضطرابات المدنية. لكن الفيروس لجم اندفاعته الكبيرة لتعويض فارق النقاط في الاستطلاعات التي لا تزال تميل لمصلحة منافسه بايدن.
ورغم زوال أعراض المرض عن الرئيس والخسائر الفادحة التي أصابت الوظائف والأعمال في كل أنحاء البلاد، لا يزال ترمب يواجه تحدياً للحفاظ على هدوء الأسواق المالية والعامة، مدفوعاً بقوة «الثور الاقتصادي الأميركي»، أكبر اقتصاد في العالم. ضاعف فيروس «كوفيد - 19» اهتمام المقترعين بوضع المرشحين الرئاسيين، ليس فقط لأن إصابة ترمب بالفيروس قادت إلى إلغاء مناظرته الثانية مع بايدن، بل أيضاً لأن أحدهما يبلغ 74 عاماً، والآخر 77 عاماً. لكن عندما سألت شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون الناخبين المحتملين عمّن لديه أكثر «القدرة على التحمل ليكون رئيساً»، كان الفارق ضئيلاً، 48% اختاروا بايدن بينما اعتبر 46% أن ترمب في وضع أفضل. ومع ذلك، يحتاج المرشح الديمقراطي أن يعزف النغمة الصحيحة في مهاجمة موقف الرئيس وسياساته تجاه الفيروس.
الوباء يوسّع التصويت عبر البريد
بالإضافة إلى ذلك، تسبب الوباء في اضطرابات كبيرة. لا تزال الولايات الأميركية تشهد معارك قانونية من كلا الحزبين حول كيفية معالجة مخاوف الناخبين في شأن المشاركة بصورة شخصية في عمليات الاقتراع. ويشير الخبراء إلى المخاطر التي ترافق الانتخابات المبكرة هذا الأسبوع في ولاية ويسكونسن، حيث تشاهد طوابير طويلة من الناخبين الذين يرتدون أقنعة واقية للإدلاء بأصواتهم. وتساءل أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا مايكل ماكدونالد عما إذا كان النظام الانتخابي سيسمح للجميع بالتصويت في نوفمبر أم لا، مشيراً إلى أن كثيرين لا يريدون تعريض حياتهم للخطر، ولكنهم يريدون الإدلاء بأصواتهم. ولذلك ينصبّ التركيز الآن على توسيع نطاق الاقتراع عبر البريد الإلكتروني والاقتراع الغيابي لمساعدة الأميركيين الذين طُلب منهم البقاء في منازلهم، علماً بأن هناك عدداً قليلاً من الولايات التي تجري انتخاباتها في المقام الأول عبر البريد. فيما يسمح الباقي بشكل من أشكال التصويت الغيابي، ولكن بدرجات متفاوتة.
وبدأت المعارك القانونية في ولاية ويسكونسن. ونجح الجمهوريون في دعوى أمام المحكمة العليا أدت إلى إلغاء حكم سابق لمحكمة ابتدائية حول بطاقات الاقتراع. ورفع الديمقراطيون دعوى في ولاية تكساس، مدّعين أن قواعد التصويت المقيدة بالبريد في ولايتهم غير دستورية. وفي ولاية جورجيا، تعترض جماعات حقوق التصويت على مطلب يقضي بأن يدفع الناخبون ثمن إرسال أصواتهم بالبريد. ويدعم الديمقراطيون التغييرات ويعارضها الجمهوريون بشكل عام، علماً بأنه ليس من الواضح مَن الذي سيستفيد أكثر.
حتى قبل الوباء، كان المزيد من الولايات يوسّع الخيارات أمام الغائبين والتصويت عبر البريد كوسيلة لتوفير مزيد من المرونة وتقليل عدد المقترعين في يوم الانتخابات. ولكن الرئيس ترمب يعترض بشدة على ذلك لأنه يعتقد أن الجمهوريين سيتضررون من التصويت عبر البريد. وقال أخيراً إن «التصويت عبر البريد أمر مروع»، علماً بأنه وزوجته أدليا بصوتيهما بهذه الطريقة في الانتخابات التمهيدية التي شهدتها فلوريدا خلال الشهر الماضي.
وقال الشريك المؤسس المشارك لشركة «إيشيلون إنسايتس» للاستطلاعات باتريك روفيني، إنه «لم يكن هناك دليل قوي على أن التحول الشامل إلى التصويت عن طريق البريد يتسبب في تحرك ولاية ما أكثر نحو الديمقراطيين أو الجمهوريين»، شارحاً أن القواعد التي يُجرى التصويت الموسع عبر البريد على أساسها تختلف من ولاية إلى أخرى، لكنّ «الشيطان يكمن حقاً في التفاصيل».



مفوض الأمم المتحدة للاجئين يندد بالتقليص «غير المسؤول» للمساعدات الإنسانية

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يدلي ببيانه خلال افتتاح المنتدى العالمي لاستعراض التقدم المحرز الذي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين... في جنيف بسويسرا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يدلي ببيانه خلال افتتاح المنتدى العالمي لاستعراض التقدم المحرز الذي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين... في جنيف بسويسرا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

مفوض الأمم المتحدة للاجئين يندد بالتقليص «غير المسؤول» للمساعدات الإنسانية

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يدلي ببيانه خلال افتتاح المنتدى العالمي لاستعراض التقدم المحرز الذي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين... في جنيف بسويسرا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يدلي ببيانه خلال افتتاح المنتدى العالمي لاستعراض التقدم المحرز الذي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين... في جنيف بسويسرا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ندد المفوض السامي للاجئين في الأمم المتحدة، اليوم (الاثنين)، بالاقتطاعات في المساعدات الإنسانية هذا العام، معتبراً أنها «غير مسؤولة».

وقال فيليبو غراندي في مستهل اجتماع متابعة للمنتدى العالمي حول اللاجئين في جنيف: «طبعت العام الفائت سلسلة من الأزمات: إنها عاصفة فعلية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار إلى «الفظائع اللامتناهية التي ترتكب في السودان وأوكرانيا وغزة وبورما (ميانمار)»، مندداً كذلك ﺑ«الانهيار المفاجئ وغير المسؤول والذي يفتقر إلى رؤية بعيدة المدى للمساعدة الدولية».

مأوى لعائلة فلسطينية نازحة في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة... 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وخفّض تمويل مفوضية اللاجئين بنسبة 35 في المائة منذ بداية العام. وتواجه العديد من المنظمات الدولية الأخرى تقليصاً كبيراً للمساعدة الدولية، وخصوصاً منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، علماً بأن الولايات المتحدة كانت أكبر ممول للمساعدة الإنسانية.

ولاحظ غراندي أن هذا الوضع «يدمر القطاع الإنساني ويتسبب بقدر كبير ومن دون طائل من المعاناة».

وأوضح أن 2025 كان عاماً «تعرّض فيه اللاجئون غالبا لتشويه صورتهم واعتُبروا بمثابة كبش فداء في أماكن عدة».

أشخاص يتجمعون للحصول على هدايا خيرية بعد فرارهم من منطقة متنازع عليها في مخيم للاجئين في مقاطعة أودار مينتشي... كمبوديا 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وأضاف غراندي الذي تنتهي ولايته مع نهاية العام بعدما أمضى عشرة أعوام في منصبه: «يستغل المتاجرون بالبشر معاناتهم لتحقيق الربح، ويستغل السياسيون وضعهم لكسب الأصوات في الانتخابات».

وأشار أيضاً إلى «سياق عالمي يجاز فيه للكراهية أن تنشر في شكل متزايد الانقسامات العنصرية».

ويرتقب أن يعلن المانحون التزامات في هذا الاجتماع في وقت تواجه مفوضية اللاجئين أزمة عميقة، علماً أن عدد النازحين قسرا في العالم والذي قُدّر في منتصف 2025 ﺑ117.3 مليون شخص، تضاعف في عشرة أعوام.

لاجئون من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وصلوا حديثاً بعد اندلاع قتال جديد يصطفون في نقطة توزيع الطعام في مخيم نياروشيشي للعبور في مقاطعة روسيزي في رواندا... 11 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وبسبب اقتطاعات واشنطن التي كانت تؤمن 40 في المائة من موازنة المفوضية، وقيود مالية فرضتها دول مانحة أخرى، أُجبرت المنظمة على إلغاء أكثر من ربع وظائفها منذ بداية العام، واستغنت عن نحو خمسة آلاف من المتعاونين معها.

ويأتي اجتماع جنيف بعيد تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس العراقي الأسبق برهم صالح على رأس المفوضية. ويحتاج تعيينه إلى موافقة الجمعية العامة للمنظمة الأممية.


أحمد الأحمد يخضع لعملية جراحية بعدما أصيب خلال تصديه لمهاجم شاطئ بوندي

TT

أحمد الأحمد يخضع لعملية جراحية بعدما أصيب خلال تصديه لمهاجم شاطئ بوندي

كريس مينز حاكم نيو ساوث ويلز خلال زيارة لأحمد الأحمد في المستشفى (حساب مينز عبر منصة «إكس»)
كريس مينز حاكم نيو ساوث ويلز خلال زيارة لأحمد الأحمد في المستشفى (حساب مينز عبر منصة «إكس»)

وصف والدا أحمد الأحمد، صاحب متجر الفواكه الذي كبّل وصارع أحد مهاجمي شاطئ بوندي، ونزع سلاحه، ابنهما بأنه بطل، في وقت تدفقت فيه التبرعات على ابنهما خلال تعافيه في المستشفى.

وقال والدا أحمد، لشبكة «إيه بي سي»، إن ابنهما أُصيب بأربع إلى خمس رصاصات في كتفه، ولا تزال عدة رصاصات مستقرة داخل جسده.

وأوضح محمد فاتح الأحمد وملكة حسن الأحمد أنهما وصلا إلى سيدني من سوريا قبل بضعة أشهر فقط، وكانا منفصلين عن ابنهما منذ قدومه إلى أستراليا عام 2006.

وتحدث ابن عمه هوزاي الكنج، لوسائل الإعلام بعد ظهر يوم الاثنين، مؤكداً أن أحمد الأحمد خضع لأول عملية جراحية بنجاح.

وأوضح: «لقد أجرى الجراحة الأولى، وأعتقد أن أمامه جراحتين، أو ثلاثاً، هذا يعتمد على حالته».

عائلة الأحمد تطلب مساعدة رئيس الوزراء

وأعرب والدا أحمد الأحمد عن خشيتهما من عدم قدرتهما على مساعدة ابنهما المصاب في تعافيه بسبب سنهما المتقدمة. وطالبا حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بمساعدة شقيقيه، أحدهما في ألمانيا، والآخر في روسيا، للسفر إلى أستراليا لدعم العائلة.

محمد فاتح الأحمد والد أحمد الأحمد الذي كبّل وصارع أحد مهاجمي شاطئ بوندي ونزع سلاحه (لقطة من فيديو)

وقالت والدة أحمد: «إنه بحاجة للمساعدة الآن لأنه أصبح معاقاً. نحتاج أن يأتي أبناؤنا الآخرون إلى هنا للمساعدة». وأضافت: «لقد رأى أحمد الناس يموتون، وعندما نفدت ذخيرة ذلك الرجل (المسلح)، انتزع السلاح منه، لكنه أُصيب».

وقال رئيس الوزراء الأسترالي إن شجاعة أحمد أنقذت أرواحاً.

ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أحمد بأنه «شخص شجاع جداً جداً» أنقذ حياة الكثيرين.

التبرعات تتدفق على «البطل»

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، تدفقت التبرعات على الرجل المسلم، البالغ من العمر 43 عاماً، لتصل لنحو 750 ألف دولار أميركي، خلال تعافيه في المستشفى بعد إجراء عملية جراحية.

وجمعت حملة عبر موقع «جو فاند مي» تم إطلاقها من أجل أحمد أكثر من 1.1 مليون دولار أسترالي (744 ألف دولار أميركي) خلال يوم واحد.

كان أحمد الأحمد يتناول القهوة مع صديق في بوندي عندما سمع دوي طلقات نارية، وفقاً لوالديه. ولاحظ أحد المسلحين محتمياً خلف شجرة، وعندما نفدت ذخيرته، اقترب منه أحمد الأحمد من الخلف، وتمكن من انتزاع السلاح من يديه.

ولقي ما لا يقل عن 15 شخصاً مصرعهم عندما أطلق نافيد أكرم (24 عاماً) ووالده ساجد أكرم (50 عاماً) النار على رواد يهود كانوا يحضرون مهرجاناً لعيد حانوكا يوم الأحد. ونُقل 42 شخصاً آخرون إلى المستشفى تتراوح حالاتهم بين المستقرة والحرجة.

وأجرى كريس مينز حاكم نيو ساوث ويلز زيارة لأحمد الأحمد في المستشفى الذي يتلقى به العلاج. وقال: «أحمد بطل حقيقي».

وأضاف، في منشور عبر منصة «إكس»، اليوم الاثنين، «شجاعته المذهلة الليلة الماضية أنقذت بلا شك أرواحاً لا تحصى، عندما قام بنزع سلاح إرهابي، وخاطر بحياته بشكل كبير. كان شرفاً لي أن أقضي معه بعض الوقت، وأنقل له شكر الناس من جميع أنحاء نيو ساوث ويلز».

وأظهرت لقطات أحمد الأحمد (43 عاماً) وهو يركض نحو أحد المسلحين من الخلف قبل أن ينتزع منه بندقية ذات سبطانة طويلة.

تم بث هذه اللقطات من قبل وسائل إعلامية حول العالم، وشوهدت أكثر من 22 مليون مرة على وسائل التواصل الاجتماعي.


كيف فقدت «سي آي إيه» جهازاً نووياً في جبال الهيمالايا الهندية؟

جبال الهيمالايا (أرشيفية- رويترز)
جبال الهيمالايا (أرشيفية- رويترز)
TT

كيف فقدت «سي آي إيه» جهازاً نووياً في جبال الهيمالايا الهندية؟

جبال الهيمالايا (أرشيفية- رويترز)
جبال الهيمالايا (أرشيفية- رويترز)

انتهت مهمة سرِّية لـ«وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (CIA) خلال الحرب الباردة بالفشل، بعدما فُقد جهاز مراقبة يعمل بالطاقة النووية في أعالي جبال الهيمالايا الهندية، في لغز لا يزال دون حل بعد 6 عقود، ويقول ناشطون بيئيون ومسؤولون هنود إنه قد يشكِّل تهديداً مستمراً لملايين الأشخاص.

وحسب تحقيق نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، جنَّدت «وكالة الاستخبارات المركزية» في عام 1965 فريقاً من متسلقي الجبال النخبة من الأميركيين والهنود، لتركيب جهاز تنصُّت بعيد المدى قرب قمة جبل ناندا ديفي، أحد أعلى وأبعد القمم الجبلية في العالم. وكان الهدف من العملية مراقبة اختبارات الصواريخ الصينية، عقب أول تفجير نووي أجرته الصين.

وكان الهوائي الذي يعمل بواسطة مولِّد يزن نحو 50 رطلاً ويحتوي على البلوتونيوم- 238، والبلوتونيوم- 239، مُصمما للعمل سراً لسنوات طويلة من دون اكتشافه؛ غير أن عاصفة ثلجية مفاجئة أجبرت الفريق على الانسحاب قبل استكمال عملية التركيب. وبناءً على أوامر قائد المهمة الهندي الكابتن إم. إس. كوهلي، قام المتسلقون بتثبيت الجهاز على رفٍّ جليدي، ثم نزلوا من الجبل. وعندما عادوا في ربيع العام التالي، كان الجهاز قد اختفى.

وقال كوهلي لاحقاً: «كل ما وجدته كان بقايا حبال». وأضاف أن مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية أصيبوا بالذعر؛ إذ قالوا: «هذه كبسولات بلوتونيوم... سيكون الأمر خطيراً للغاية». ولم يُعثر على الجهاز حتى اليوم.

ويُخشى أن يشكِّل مولِّد البلوتونيوم المفقود، المعروف باسم «SNAP-19C»، خطراً على مئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الواقعة أسفل الأنهار؛ إذ يُعتقد أنه مدفون في مكان ما داخل الأنهار الجليدية التي تغذِّي نهر الغانج.

وقال جيم مكارثي، آخر متسلِّق أميركي لا يزال على قيد الحياة شارك في المهمة: «لا يمكنك ترك البلوتونيوم قرب نهر جليدي يصبُّ في الغانج! هل تعلم كم عدد الأشخاص الذين يعتمدون على هذا النهر؟».

وفي حين يرى بعض العلماء أن التدفق الهائل لمياه النهر قد يخفف أي تلوث إشعاعي محتمل، يحذِّر آخرون من أنه في حال تضرر الجهاز أو العثور عليه، فقد يُستخدم في تصنيع «قنبلة قذرة».

ويُعدُّ البلوتونيوم مادة شديدة الخطورة؛ إذ يمكن أن يؤدي استنشاقه أو ابتلاعه إلى الإصابة بالسرطان وفشل الأعضاء.

وكشفت وثائق عُثر عليها في الأرشيف الشخصي لباري بيشوب، مصوِّر «ناشيونال جيوغرافيك» الذي ساهم في تنظيم المهمة، عن قصة تغطية موسَّعة أُعدَّت للعملية، شملت شهادات علمية مزوَّرة، ورسائل دعم، وحتى قوائم طعام للمتسلِّقين. كما تؤكد ملفات من أجهزة الاستخبارات الأميركية والهندية أن الحملة نُظِّمت على أعلى المستويات في حكومتَي البلدين.

وظلت القصة سرية لأكثر من عقد، إلى أن كشفها الصحافي هوارد كوهن عام 1978. وطالب مشرِّعون هنود حينها بإجابات، بينما تعهد رئيس الوزراء مورارجي ديساي بفتح تحقيق. وتُظهر برقيات دبلوماسية سرية، استشهدت بها صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر شكر ديساي سراً على مساعدته في احتواء تداعيات القضية.

وفي الهند، لا يزال الجهاز مصدر قلق عام. ففي عام 2021، أدى انهيار أرضي مميت قرب جبل ناندا ديفي إلى مقتل أكثر من 200 شخص، ما غذَّى تكهنات بأن حرارة المولِّد المدفون قد تكون ساهمت في زعزعة استقرار النهر الجليدي. ورغم عدم وجود أدلة تربط الكارثة بالجهاز المفقود، دعا مسؤولون في ولاية أوتاراخاند رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى الإذن بإجراء عملية بحث. وقال وزير السياحة في الولاية ساتبال مهراج: «يجب استخراج هذا الجهاز مرة واحدة وإلى الأبد، ووضع حد لهذه المخاوف».

ومع تسارع ذوبان الأنهار الجليدية بفعل الاحتباس الحراري، يحذِّر بعض العلماء من أن المولِّد قد يظهر في نهاية المطاف من تحت الجليد. وحسب تعبير أحد قدامى العاملين في الاستخبارات الهندية: «إنه خطر جسيم يرقد هناك مهدداً البشرية جمعاء».