مجموعة «إل في إم إتش» تفاجئ العالم بأرباح وسط أزمة «كورونا»

رغم عدم تفاعل أسواق مثل اليابان والشرق الأوسط

من عرض «لويس فويتون» الأخير -  الإكسسوارات الجلدية الأكثر مبيعاً
من عرض «لويس فويتون» الأخير - الإكسسوارات الجلدية الأكثر مبيعاً
TT

مجموعة «إل في إم إتش» تفاجئ العالم بأرباح وسط أزمة «كورونا»

من عرض «لويس فويتون» الأخير -  الإكسسوارات الجلدية الأكثر مبيعاً
من عرض «لويس فويتون» الأخير - الإكسسوارات الجلدية الأكثر مبيعاً

قطاعات كثيرة لا تزال تعاني من تبعات «كوفيد – 19»، مثل الفنادق والمطاعم ومحال الموضة، بل هناك مخاوف جديدة مع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في بعض دول العالم بشكل أعاد شبح الشهور الأولى من هذا العام؛ لهذا كان إعلان مجموعة «إل في إم إتش» أن أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي تجاوزت كل التوقعات مفاجأة بكل المقاييس. فقد ارتفعت مبيعاتها الجلدية بنسبة 12 في المائة، لتصل إلى 5.9 مليار يورو، وهو ما لم يكن يتوقعه أحد في ظل إغلاق الأسواق والمطارات، وبعد أن سجلت المجموعة نفسها تراجعاً في الربع الأول من العام بنسبة 24 في المائة. ويعود الفضل في هذا الانتعاش حسب الخبراء إلى زيادة الإقبال على الشراء على مواقع التسوق الإلكتروني في كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية تحديداً، حيث عززت المجموعة حضورها على مواقع التسوق الإلكترونية. ورغم أن «لويس فويتون» و«ديور» هما أكثر بيوت الأزياء التابعة للمجموعة تفاعلاً وانتعاشاً منذ البداية، فإن بيوت أخرى مثل «لويفي» و«فندي» و«سيلين» قفزت بدورها إلى الواجهة نظراً لقوة الماكينة التي تدفعها إلى الأمام وتحميها من تبعات «كورونا» على المدى البعيد، ألا وهي «إل في إم إتش». فهذه تملك إمكانات هائلة تُمكنها من إسناد بعضها بعضاً، وتعويض خساراتها بقوة أكبر وأسرع مقارنة ببيوت الأزياء المستقلة ذات الميزانيات الأصغر، والتي لا تزال تعاني وتتوجس المزيد من الخسارات في الأشهر المقبلة. دار «لويس فويتون» مثلاً لم تفقد وهجها تماماً في الصين سوقها الأولى، سوى في بداية العام مع تفشي جائحة كورونا، ولم تلبث أن استعادت توازنها بفضل حقائب اليد من جهة وأزيائها الأنيقة ذات اللمسة الـ«سبور» من جهة أخرى. في عهد مصممها نيكولا غيسكيير وصل سحرها إلى الولايات المتحدة، حيث قدمت عروضاً عدة من خط الـ«كروز» فيها، كما أن عرضها الأخير، والذي كان من أقوى العروض من الناحية الإبداعية خلال أسبوع باريس لربيع وصيف 2021، تخللته رسائل سياسية قوية مثل «تي - شيرت» كان واضحاً أنه موجه للسوق الأميركية كُتب عليه «انتخب» بالبنط العريض. دار «ديور» هي الأخرى لعبت دوراً مهماً إلى جانب «لويفي» و«فندي» في إعادة التوازن للمجموعة في هذه الأسواق، بعد أن ركزت على الإكسسوارات الجلدية وعلى التصاميم المستوحاة من «ثقافة الشارع» لتستقطب بها شرائح جديدة من الزبائن.
جدير بالذكر، أنه على الرغم مما حققته مجموعة «إل في إم إتش» الفرنسية من انتعاش في الشطر الثالث من هذا العام، فإن قطاع الموضة لم يتعافَ بعد؛ إذ يتوقع خبراء الاقتصاد أنه سيشهد تراجعاً بنسبة 30 في المائة هذا العام، ولن يعود إلى سابق عهده قبل ثلاث سنوات من الآن على الأقل. المجموعات الضخمة مثل «إل في إم إتش» ومنافستها «كيرينغ» المالكة «غوتشي» و«سان لوران» ومجموعة «ريشمون» المالكة بيوت مجوهرات عدة، قد تستطيع الصمود إلى ذلك الحين، إلا أنها اكتشفت أن هذه الفترة فُرصتها لإعادة ترتيب أوراقها وتبني استراتيجيات جديدة تتماشى مع العصر، مثل تقليص عدد عروض الأزياء السنوية والتفاعل مع جيل جديد من خلال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، وهذا ما نجحت فيه «إل في إم إتش» أكثر من غيرها وأثمر، بدليل أن أسهمها في هذا العام تراجعت بنسبة 3 في المائة فقط مقارنة بأسهم مجموعة «كيرنغ» التي تراجعت بنسبة 5 في المائة و«ريشمون» بنسبة 20 في المائة، رغم أنها تخوض مشاكل قضائية على مستوى كبير مع دار «تيفاني» للمجوهرات بعد تراجعها عن شرائها بحُجة أنها لم تتعاطَ مع أزمة «كوفيد - 19» بطريقة «صحية».
السوق الأوروبية في المقابل لا تزال ضعيفة بالمقارنة بسبب غياب السياح واعتماده كلياً على المستهلك المحلي بينما لا تُعقد على أسواق أخرى مثل اليابان والشرق الأوسط آمال كبيرة في الوقت الحالي. الزبون العربي مثلاً، ورغم أنه كان من الزبائن الذين يُعول عليهم، عازف هذه الأيام عن الشراء من ماركات عالمية، ليس فقط لأن السفر معلق وهو يميل إلى التسوق في الخارج، بل لأنه يشهد ظهور حركة شبابية تنادي بدعم المبدعين المحليين والاحتفال بهم.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.