محمود ياسين... «فتى الشاشة الأول» الذي عشق المسرح

الفنان المصري محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري محمود ياسين (فيسبوك)
TT

محمود ياسين... «فتى الشاشة الأول» الذي عشق المسرح

الفنان المصري محمود ياسين (فيسبوك)
الفنان المصري محمود ياسين (فيسبوك)

استيقظ المصريون صباح اليوم (الأربعاء) على خبر صادم برحيل أحد أهم رموز السينما والمسرح على مدى عقود طويلة، الفنان محمود ياسين الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 79 عاماً، ليسدل الستار على مسيرته الفنية التي احتفظ فيها بشغفه حتى اللحظة الأخيرة، والتي قدم عبرها ما يقرب من 256 عملاً فنياً.
وكتب ابنه السيناريست والممثل عمرو محمود ياسين على «فيسبوك»: «توفي إلى رحمة الله والدي الفنان محمود ياسين... إنا لله وإنا إليه راجعون».
https://www.facebook.com/amr.yassin/posts/10164705841150037

كما كتبت ابنته رانيا محمود ياسين على «فيسبوك»: «بحبك أوي، وداعاً يا حبيبي... أبي في ذمة الله».
https://www.facebook.com/rania.yassin/posts/10218522837567634

ووضعت زوجته الفنانة شهيرة على «فيسبوك» صورة له وعلقت عليها: «رحل حبيب عمري خلاص».
وكان آخر ظهور سينمائي لياسين في فيلم «جدو حبيبي» قبل 6 سنوات، بينما كانت آخر أعماله على خشبة المسرح الذي عشقه منذ أن كان طالباً في المدرسة، المسرحية الغنائية «مصر فوق كل المحن» عام 2014، وشاركه فيها عدد كبير من النجوم المصريين. وترددت شائعات في السنوات الأخيرة عن وفاته، الأمر الذي دفع أحفاده إلى نشر صور خاصة تجمعهم به.

ومنذ ما يقرب من عامين أعلنت ابنته الممثلة والإعلامية رانيا ياسين في أحد التصريحات، أن والدها «اعتزل التمثيل نهائياً لظروف صحية خاصة يمر بها»؛ لكنها عادت ونفت بعد ساعات ما تردد عن إعلانها اعتزال والدها. قائلة: «لم أعلن مطلقاً اعتزال والدي الفن... وما ذكرته أن ظروفه الصحية لا تسمح بأن يعمل لعدد ساعات طويلة تصل إلى 20 ساعة متواصلة يومياً». وشددت حينها على أنها لا تملك صلاحية إعلان اعتزال والدها؛ لأنه شيء خاص به، مؤكدة أنه الوحيد الذي يملك القدرة على إعلان اعتزاله بنفسه.

وسبق أن ظهرت الفنانة المعتزلة شهيرة، زوجة محمود ياسين، في أحد البرامج الحوارية بإحدى القنوات الفضائية، وبكت على الهواء أثناء حديثها عن حالة زوجها الصحية. وأوضحت أنه «أصبح غير قادر على العمل». ثم أعلنت أن «زوجها قرر اعتزال الفن والتمثيل نهائياً لأسباب صحية، وأنه اكتفى بالمسلسلات والأفلام التي قدمها طوال مشواره الفني الحافل على مدار سنوات».
وأبرزت شهيرة أن زوجها لن يحضر المناسبات والمهرجانات مستقبلاً؛ لأن وضعه الصحي سوف يمنعه من ذلك، مؤكدة أن الوسيلة الوحيدة التي سيتواصل بها مع الجمهور هي مواقع التواصل الاجتماعي التي كلف شخصاً بإدارتها.
ويأتي هذا بعدما تردد عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إصابته بمرض «ألزهايمر».

وياسين ابن المدينة الساحلية بورسعيد (200 كيلومتر شمال القاهرة)، ولد عام 1941، وكان أبوه موظفاً في هيئة قناة السويس. وكانت العائلة تعيش في فيللا تملكها شركة القناة. فلما قامت ثورة يوليو (تموز) وصدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس في 1956 آلت ملكيتها إلى الشعب.
الأب كان فخوراً بالثورة، ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز، حسبما ذكرت وسائل إعلام مصرية.
تعلق ياسين بالمسرح منذ أن كان في المرحلة الإعدادية من خلال «نادي المسرح» في بورسعيد، وكان حلمه آنذاك أن يقف يوماً ما على خشبة «المسرح القومي».
انتقل إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة، وتخرج في كلية الحقوق عام 1964. حقق حلمه بالانضمام لـ«المسرح القومي» الذي تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة فيه، وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج في كلية الحقوق، لكن قرار التعيين لم يحدث. في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قراراً بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق، وهو الوحيد في دفعته الذي تم تعيينه في موطنه الأصلي، ورغم حبه لمدينته فإنه لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكانت بمثابة انكسار فكري وروحي؛ خصوصاً للشباب.

إلا أن ياسين استمر في سعيه إلى تحقيق حلمه بالمسرح، وتم تعيينه بـ«المسرح القومي». بدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية «الحلم» من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني. بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة «المسرح القومي» والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية، أبرزها: «ليلى والمجنون»، و«الخديوي»، و«حدث في أكتوبر»، و«عودة الغائب»، و«الزيارة انتهت»، و«بداية ونهاية»، و«البهلوان».
لم تداعب السينما كثيراً خيال الفنان الموهوب، فاكتفى بأدوار صغيرة في عدد من الأعمال السينمائية، مثل: «الرجل الذي فقد ظله» إلى جانب كمال الشناوي، و«شيء من الخوف»، إلى أن جاءت فرصته الحاسمة بتلقي عرض بطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك» أمام النجمة الراحلة شادية، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلماً حصد خلالها لقب «فتى الشاشة الأول».

وكانت حقبة السبعينات بمثابة سطوع القمر في رحلته الفنية، فقدم «الخيط الرفيع» أمام فاتن حمامة، و«أنف وثلاث عيون» أمام ماجدة الصباحي، و«قاع المدينة» أمام نادية لطفي، و«مولد يا دنيا» أمام عفاف راضي، و«اذكريني» أمام نجلاء فتحي، و«الباطنية» أمام نادية الجندي، و«الجلسة سرية» أمام يسرا، و«الحرافيش» أمام صفية العمري.
شارك في أبرز الأفلام التي تناولت البطولات العسكرية المصرية، مثل: «أغنية على الممر»، و«الوفاء العظيم»، و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«بدور»، و«حائط البطولات».

وخلال رحلته الفنية قدم عشرات المسلسلات التلفزيونية، منها: «الدوامة»، و«غداً تتفتح الزهور»، و«مذكرات زوج»، و«اللقاء الثاني»، و«أخو البنات»، و«اليقين»، و«العصيان»، و«سوق العصر»، و«وعد ومش مكتوب»، و«ضد التيار»، و«رياح الشرق»، و«أبو حنيفة النعمان».

ويمتلك ياسين تاريخاً طويلاً من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة. ولتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية؛ تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، وأدى أدواراً قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية. ومنحه التقدم في العمر مساحة أكبر لتأدية أدوار مميزة في السينما، وقف فيها إلى جانب الأجيال التالية من النجوم، فشارك في «الجزيرة» مع أحمد السقا، و«الوعد» مع آسر ياسين، و«عزبة آدم» مع أحمد عزمي وماجد الكدواني، و«جدو حبيبي» مع بشرى وأحمد فهمي.

خاض مجال الإنتاج، فقدم للتلفزيون مسلسل «القرين»، وللسينما أفلام: «رحلة النسيان»، و«مع تحياتي لأستاذي العزيز»، و«قشر البندق».
ونعت مؤسسات فنية مصرية وعربية الفنان الراحل، منها: المعهد العالي للفنون المسرحية، والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والهيئة العربية للمسرح.
وعبَّر عدد من الفنانين عن عميق حزنهم للنبأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم: خالد الصاوي، ومحمد هنيدي، ودنيا سمير غانم، وفيفي عبده.
https://www.facebook.com/khaledalsawy/posts/10158906579219446
وكتبت الفنانة ليلى علوي: «وداعاً فتى الشاشة الأول، وهرم من أهرام الفن والثقافة في مصر والوطن العربي، وصاحب سنوات النجاح والخبرة والأعمال الخالدة... إلى رحمة الله. عزائي لأسرته وأحبابه: الفنانة شهيرة، وعمرو ورانيا محمود ياسين، ومحبي فتى الشاشة جميعاً من المحيط إلى الخليج».
https://www.facebook.com/LailaElouiOfficial/posts/202053191288841
ونعاه أيضاً من الفنانين: ريهام عبد الغفور وإسعاد يونس من مصر، ودرة من تونس، وسوزان نجم الدين من سوريا، وحبيب غلوم من الإمارات.
وعن حياته الشخصية، تزوج ياسين الفنانة الممثلة المصرية شهيرة، وأنجبا الممثل عمرو محمود ياسين، والممثلة رانيا محمود ياسين التي تزوجت الممثل المصري محمد رياض.

نال محمود ياسين العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980. واختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998، ورئيس شرف المهرجان في العام نفسه إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلاميي الجيزة، وحصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتاليين 2001 و2002.

اختارته الأمم المتحدة عام 2005 سفيراً للنيات الحسنة لمكافحة الفقر والجوع، لنشاطاته الإنسانية المتنوعة. وكرَّمته مهرجانات سينمائية عربية وغربية، منها حصوله على جائزة التمثيل من مهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984، ومهرجان عنابة في الجزائر عام 1988، ومهرجان طشقند عام 1980، والمهرجان القومي للسينما المصرية عام 2006. وفي 2015 أهداه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط دورته الحادية والثلاثين.



اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.