«كاوست» السعودية تحتضن كأس العالم لريادة الأعمال

بشراكة مع منتدى مسك العالمي

الشركة الناشئة في كاوست «مزارع البحر الأحمر» حصلت على المركز الثالث  في نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال عام 2019
الشركة الناشئة في كاوست «مزارع البحر الأحمر» حصلت على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال عام 2019
TT

«كاوست» السعودية تحتضن كأس العالم لريادة الأعمال

الشركة الناشئة في كاوست «مزارع البحر الأحمر» حصلت على المركز الثالث  في نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال عام 2019
الشركة الناشئة في كاوست «مزارع البحر الأحمر» حصلت على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال عام 2019

تشارك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، للسنة الثانية على التوالي، منتدى مسك العالمي في تنظيم كأس العالم لريادة الأعمال لهذا العام، الذي يعد أكبر مسابقة تنافسية لدعم ريادة الأعمال في العالم وأكثرها تنوعاً، بمشاركة 175 ألف متقدم من 200 دولة.
واستضافت «كاوست» معسكر تدريبي للمتسابقين النهائيين قبل التصفيات النهائية التي ستقام بصورة افتراضية (عن بعد)، كجزء من التجمع السنوي لمنتدى مسك العالمي، في الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول).
واستقطب كأس العالم لريادة الأعمال لهذا العام 15 ألف طلب مشاركة من رواد أعمال سعوديين، تم اختيار 15 منهم لعرض مشاريعهم افتراضياً في التصفيات السعودية للمسابقة التي عقدت في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي، واختارت لجنة التحكيم 6 من هذه الشركات السعودية للمشاركة في النهائي العالمي، حيث ستعبر الشركات الفائزة الثلاث الأولى تلقائياً إلى النهائي، بينما ستتنافس الثلاث الباقية مع الشركات الدولية الأخرى المتأهلة لنصف النهائي، وستحصل الشركات الناشئة الفائزة على جائزة نقدية قدرها 50 ألف دولار.
وستنضم الشركات الفائزة في التصفيات السعودية إلى 100 شركة ناشئة دولية للمشاركة في النهائي العالمي، حيث جرى اختيار هذه الشركات عبر 65 حدثاً افتراضياً أقيمت هذا الصيف من حول العالم، وضمت القائمة مجموعة قوية من المتقدمين من قطاعات واسعة ومراحل مختلفة، لضمان أعلى مستوى ممكن من المنافسة والتنوع العالمي، وستحصل الشركات الفائزة على جوائز نقدية يبلغ مجموعها مليون دولار، بالإضافة إلى فرص استثمارية إضافية، ودعم عيني تصل قيمته 75 مليون دولار. وتقوم «كاوست» بدور مهم في هذه الحدث العالمي، حيث شاركت في لجنة التحكيم في التصفيات السعودية للمسابقة، وستشارك في عملية التحكيم في النهائي العالمي، وعقد مجموعة من ورش العمل والندوات. كما استضاف مركز ريادة الأعمال في الجامعة، للسنة الثانية على التوالي، معسكراً تدريبياً افتراضياً في الفترة من 27 إلى 28 سبتمبر (أيلول) لإعداد الفرق المتأهلة للنهائي، ومساعدتهم على توسيع شبكاتهم وصقل مهاراتهم في ريادة الأعمال وعرض مشاريعهم على المستثمرين.
وقال هتان أحمد، رئيس مركز ريادة الأعمال في «كاوست»: «يمر العالم اليوم في فترة فريدة، يسودها عدم اليقين، وتتحرك فيها اقتصادات العالم بخطوات متسارعة نحو العصر الرقمي، لذا تقع على عاتق العقول الشابة ورواد الأعمال قيادة دفة التغير عبر ابتكار التقنيات، وتسخير إمكاناتهم الريادية في إنشاء المشاريع المؤثرة.
وتعد (كاوست) شريكاً طبيعياً لكأس العالم لريادة الأعمال الذي تنظمه مؤسسة (مسك)، حيث تشترك كلتا المنظمتين في الطموح العالمي لجذب الشركات الناشئة في مجال التقنية، والمواهب العالمية الرائدة، وبناء مسار عالمي يجعل من المملكة وجهة بارزة لريادة الأعمال، وتعد هذه المسابقة من أكثر المسابقات العالمية طموحاً. ونحن متحمسون للمشاركة مع (مسك) للوصول لآلاف الشركات الناشئة، ومساعدتها على تحقيق أحلامها».
وقال عبد الرحمن السحيمي، مدير مبادرة كأس العالم لريادة الأعمال وبرامج ريادة الأعمال في «مسك»: «نحن في فريق كأس العالم لريادة الأعمال سعداء جداً بمشاركة (كاوست) معنا في هذه الحدث المهم، خصوصاً أننا نتشاطر الرؤية نفسها في دعم الكوادر الشابة التي هي أعظم رصيد لمواجهة التحديات والتغيير. كما أن الخبرة الكبيرة التي تمتلكها (كاوست)، وريادتها العالمية في هذا المجال، ستكون خير عون للمتأهلين للنهائي العالمي، وستمكنهم من إبراز إمكاناتهم وتطوير قدراتهم، وسط نظام بيئي داعم وديناميكي، يثمن التعاون والشراكة والاهتمام بالمجتمع بقدر تشجيعه على التنافس».
ونتج عن التعاون بين «كاوست» ومؤسسة «مسك»، خلال النسخة الأولى لكأس العالم لريادة الأعمال 2019، تأهل ست شركات ناشئة تخرجت من برامج ريادة الأعمال في «كاوست»، وهي: ضاد، وكيورا، وفهيم، وسديم، ويونيت إكس، ومزارع البحر الأحمر التي فازت بالمركز الثالث في النهائي العالمي، وقامت بتوقيع اتفاقية تعاون مع مجموعة «كيرشنر».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».