«مريم» أول شخصية افتراضية تدافع عن حقوق الفتيات المراهقات

يطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في «اليوم العالمي للطفلة»

«مريم» تمثل ملايين المراهقات العربيات وتدعم حقوقهن
«مريم» تمثل ملايين المراهقات العربيات وتدعم حقوقهن
TT

«مريم» أول شخصية افتراضية تدافع عن حقوق الفتيات المراهقات

«مريم» تمثل ملايين المراهقات العربيات وتدعم حقوقهن
«مريم» تمثل ملايين المراهقات العربيات وتدعم حقوقهن

يصادف اليوم الأحد 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي «اليوم العالمي للطفلة». وفي هذه المناسبة يطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع جامعة الدول العربية الشخصية الافتراضية «مريم». يتمثل دورها في الدفاع عن حقوق الفتيات المراهقات من عمرها وتوعيتهن عليها، وذلك تحت عنوان «صوتي مستقبلنا المتساوي».
تأتي «مريم» كجزء من الجهود التي يبذلها الصندوق في سبيل تمتع المراهقات بحياة آمنة، والحصول على التعليم والصحة.
وتقول جويس هيكل المسؤولة الإعلامية في بيروت عن مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يشهد العالم ولادة (مريم الافتراضية) في 11 الحالي، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، يجري عبر موقع الصندوق الإلكتروني. فهي واحدة من بين 40 مليون فتاة في مثل عمرها في العالم العربي، قررت تكريس حياتها ووقتها للمطالبة بأعمال حقوقها وجميع المراهقات مثلها».
وتشير جويس هيكل إلى أن هذه الشخصية هي الأولى من نوعها التي يعتمدها الصندوق افتراضياً. وتوضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إننا وفي ظل الظروف الصحية التي نعيشها بسبب الجائحة، كان لا بد أن نجد وسيلة لولادة (مريم) التي تشكل صوت الفتيات المراهقات في هذا الزمن. ففي الماضي كنّا نعتمد في حملاتنا على شخصيات حقيقية مشهورة، تستطيع إيصال رسائل حملاتنا وأهدافها إلى أكبر عدد من الناس في العالم العربي، بفضل الانتشار الذي يحققونه من خلال طبيعة مهنتهم تحت الأضواء».
عمر «مريم» 15 عاماً تعمل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لتسليط الضوء على الاحتياجات والتحدّيات التي تواجه الفتيات في هذا العمر. وتعلّق جويس: «إننا مع (مريم) نعمل على تمكين الفتيات المراهقات وتعريفهن على حقوقهن الإنسانية». ويأتي الاحتفال بولادة «مريم» في الذكرى الـ75 لولادة الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة وفي أكثر من مناسبة، ولا سيما في اليوم العالمي للسكان قد دعت القادة والمجتمعات المحلية للوقوف إلى جانب حقوق المراهقات، وبالأخص الفقيرات، وغير الملتحقات بمدارس، والمعرضات لممارسات تقليدية ضارة بما في ذلك زواج الأطفال.
أعداد كبيرة من الفتيات المراهقات في العالم العربي تعاني من سلبها حقوقها بأساليب مختلفة. تواجه الكثيرات منهن عراقيل اجتماعية وثقافية تعوقهن عن تحقيق طموحاتهن. وبينما يعطي المجتمع خيارات أفضل للصبيان المراهقين، فإن فرص الفتيات المراهقات تتراجع يوماً بعد يوم.
وبحسب الأمم المتحدة فإن نصف حالات الاعتداء الجنسي في أنحاء العالم تُرتكب ضد الفتيات البالغات من العمر خمس عشرة سنة أو أصغر سناً. وفي البلدان النامية، يتم تزويج واحدة من كل ثلاث فتيات قبل بلوغ 18 سنة. والفتيات في سن المراهقة، فرصهن أقل من الأولاد بالالتحاق بالمرحلة الثانوية أو إتمامها.
واعتمد صندوق الأمم المتحدة للسكان حملة ترويجية لشخصية «مريم» الافتراضية بحيث خصّص لها مساحة على موقعه الإلكتروني ليقدمها، ويعرّف الناس بها.
وفي الدعوة لحضور المؤتمر الصحافي الافتراضي عنها، عبر صفحة «فيسبوك» المخصصة للحدث من قبل الأمم المتحدة، حملت البطاقة صورة لمريم وهي تقول: «مرحباً أنا مريم سأكون بينكم ابتداء من 11 أكتوبر الحالي».
وضمن فيديو قصير يعرّف عن مهمة «مريم» نشرته صفحة الأمم المتحدة عبر موقعها نقرأ عبارات، تتحدث عن ضرورة حماية مريم وكل الفتيات بعمرها من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ونشاهد «مريم» في صور مختلفة تظهر قلقها تارة، وخوفها تارة أخرى البادي على ملامح وجهها بوضوح. ومع متابعة الفيلم القصير نرى ابتسامة خجل على ثغرها عند التحدث عن المساواة بين الجنسين. وليطالعنا صوت المعلقة على الفيلم تقول: «يمكننا تغيير عالم مريم والملايين مثلها، إذا بادرنا في العمل الآن».


مقالات ذات صلة

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

المشرق العربي غوتيريش يستعرض حرس الشرف في القصر الجمهوري اللبناني (رويترز)

غوتيريش: انسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني يفتحان صفحة جديدة للسلام

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استعداده لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبِلاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري (إ.ب.أ)

غوتيريش: أمام لبنان فرصة لاستعادة السيطرة على أراضيه

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (السبت)، من مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، إن لبنان أمامه فرصة لإعادة بسط سيطرة الدولة على أراضيها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، تعيين وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثةً جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط... فمن هي؟ وما أبرز محطات حياتها؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى وصوله إلى بيروت وكان في استقباله وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب (اليونيفيل)

غوتيريش من بيروت: الأمم المتحدة ستدعم لبنان بكل ما تملك

وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيروت في زيارة «تضامن» تستمر ثلاثة أيام، وفق ما أعلن متحدث باسمه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى (الشرق الأوسط)

خاص منسق الأمم المتحدة في سوريا: متفائلون بإعادة الإعمار بشرط «نجاح الانتقال»

في حوار مع «الشرق الأوسط» يتحدث المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، عن شرط نجاح الفترة الانتقالية كأساس لإعمار سوريا.

موفق محمد (دمشق)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».