رغم الخسائر الاقتصادية الهائلة التي خلفها فيروس «كورونا» على مستوى العالم، فإن ثمة تطبيقات طعام إلكترونية مبتكرة استطاعت مقاومة شراسته وحققت أرباحاً لافتة، خلال الأشهر الماضية.
فبحسب تقرير نُشر في صحيفة «سي إن إن بيزنس»، في شهر أغسطس (آب) الماضي، ارتفعت الطلبات الرقمية باستخدام تطبيقات توصيل الطعام مثل «أوبر إيت» بشكل مثير، وسجلت شركة «تشيبوتلي» المالكة لمطاعم مثل «كنتاكي»، «بيتزا هت»، و«تاكو بيل» ارتفاعا في المبيعات الرقمية بنسبة 216 في المائة، شكلت 61 في المائة من إجمالي المبيعات. حيث قفزت من مليار دولار إلى 3.5 مليار دولار مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي.
وقالت شركة «ستاربكس» التي قامت بتعديلات تُسهل استخدام التطبيقات في التقرير ذاته، إن «الطلبات الرقمية مثلت 22 في المائة من جميع المعاملات خلال الربع الثاني من عام 2020. بزيادة قدرها 6 في المائة مقارنة بالعام الماضي».
هذه الانتعاشة مهدت الطريق أمام شركات التطبيقات الرائدة لتخرج بأفكار تحقق مزيداً من الرفاهية، على غرار «تقسيط الطعام» في مصر، إذ يمكنك أن تأكل الآن وتدفع لاحقاً، مع تطبيق رائد باسم «جود فوود». ويقول رائد الأعمال أحمد صقر، الحاصل على ماجستير التجارة الإلكترونية من جامعة كيو بطوكيو، وأحد مؤسسي التطبيق، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم نتائج فيروس كورونا السلبية، فإنه عجل بضرورة الاعتماد على التجارة الإلكترونية، لا سيما في دول الشرق الأوسط التي لم تكن هاضمة للفكرة قبل الوباء، فالهدف الرئيسي من التطبيق هو تقديم الخدمات الأساسية واليومية، مثل الأكل، بطريقة ميسرة وتسهيلات مالية تساعد في توفير حلول حقيقية للأزمة المادية التي يعيشها العالم».
تقوم فكرة التطبيق، الذي انطلق في يونيو (حزيران) الماضي، على توصيل الطلبات الأساسية، التي لم تقتصر على الغذاء فحسب، بل تضم خدمات أساسية أخرى على غرار الكتب، ومستحضرات العناية بالبشرة، بعد توقيع عقد شراكة مع مجموعة من المطاعم والمتاجر والشركات لتوفير متطلبات العملاء، مع توفير خدمة الدفع بطريقة التقسيط على مدة يحددها التطبيق، وفق صقر.
ويرى ممدوح الخولي، مدير عام شركة ابتكوم لتطوير البرمجيات، أن الحاجة إلى تطبيقات الطعام لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورية بفعل الوباء، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت تطبيقات الطعام داخل السوق المصري عدد مرات تحميل غير مسبوقة منذ بداية الوباء، كذلك اشتدت المنافسة بين الشركات الرائدة مثل (طلبات، أطلب، أكلني، أوبر أيتس، المنيوز). ويضيف «انتعشت بالتبعية تطبيقات توصيل الخضار والفاكهة مثل (فجيتا، فكهاني وحصيل)، فضلاً عن ارتفاع الطلب على تطبيقات وصفات الطهي وحساب السعرات الحرارية والخدمات الأخرى المتعلقة بأنظمة الغذاء الصحية، والتي تحمل رسالة أشمل من الربحية».
ويشير الخولي إلى أن «زيادة الطلب على تطبيقات الطعام لا تعود بالربح على مؤسسيها فحسب، بينما تحد من آثار الأزمة على الأشخاص»، لافتاً إلى أن الأمر «ينعكس على سوق المطاعم والأغذية ككل». وهو ما يؤكده مؤسس تطبيق «جود فود»، قائلاً: «لا تقتصر الخدمة التي يوفرها التطبيق على المطاعم والشركات البارزة فحسب، بينما تتيح الفرصة لربط المستهلك بخدمات غذائية رائدة مثل مزارع أو مشروعات توصيل الأطعمة المنزلي».
تطبيقات الطعام المبتكرة تنجح في اختبار «كورونا»
تطبيقات الطعام المبتكرة تنجح في اختبار «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة