انخفاض في معدلات الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» في فلسطين وإسرائيل

العاهل الأردني يوجه بعلاج عريقات... والدولة العبرية تبدأ خروجاً تدريجياً من الإغلاق

عامل يرش بالماء والمعقمات ممراً في سوق بالقدس بعد الإغلاق ليلة الجمعة استعداداً لعطلة السبت عند اليهود (أ.ب)
عامل يرش بالماء والمعقمات ممراً في سوق بالقدس بعد الإغلاق ليلة الجمعة استعداداً لعطلة السبت عند اليهود (أ.ب)
TT

انخفاض في معدلات الإصابة بـ«كوفيد ـ 19» في فلسطين وإسرائيل

عامل يرش بالماء والمعقمات ممراً في سوق بالقدس بعد الإغلاق ليلة الجمعة استعداداً لعطلة السبت عند اليهود (أ.ب)
عامل يرش بالماء والمعقمات ممراً في سوق بالقدس بعد الإغلاق ليلة الجمعة استعداداً لعطلة السبت عند اليهود (أ.ب)

سجلت فلسطين وإسرائيل انخفاضاً متتالياً في إصابات فيروس «كورونا»، ما أعطى الحكومة الإسرائيلية دفعة من أجل البدء في التخفيف من الإغلاق الشامل؛ لكن بشكل حذر وتدريجي.
وقال مسؤول الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور سامر الأسعد، إن الحالة الوبائية في فلسطين تشهد استقراراً نسبياً بين المحافظات، مؤكداً أن أعداد حالات التعافي من فيروس «كورونا» آخذة في الازدياد أكثر من الحالات النشطة.
وجاء تصريح الأسعد في وقت أكدت فيه رئيسة الخدمات الصحية في وزارة الصحة الإسرائيلية، شارون برايس، وجود انخفاض تدريجي في معطيات الإصابات في إسرائيل بعد التقييدات الأخيرة.
وسجلت فلسطين السبت 11 حالة وفاة، و281 إصابة جديدة بـ«كورونا»، و318 حالة شفاء، بعد إجراء 2918 فحصاً. وفي الأسابيع الماضية تراوحت الإصابات بين 500 و1000 إصابة يومياً.
وقالت وزارة الصحة إن نسبة التعافي من الفيروس في فلسطين بلغت 86.4 في المائة، بينما بلغت نسبة الإصابات النشطة 12.8 في المائة، ونسبة الوفيات 0.8 في المائة من مجمل الإصابات.
ومن بين المصابين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي يعد حتى الآن أبرز مسؤول فلسطيني أصابه الفيروس، على الرغم من الإجراءات المحكمة التي كان يأخذها بسبب وضعه الصحي وقربه كذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأعلن عريقات على «تويتر» أنه يعاني من أعراض صعبة؛ لكنها ما زالت تحت السيطرة. وقال: «أنا معزول في البيت، تحت إشراف الدكتورة سلام صائب عريقات. أعراض صعبة نتيجة لعدم توفر مناعة عندي نتيجة لزراعة الرئة، ولكن الأمور تحت السيطرة والحمد لله».
وكان عريقات (65 عاماً) قد خضع في عام 2017 لعملية زراعة رئة، أجراها في مستشفى «أنوفا» بولاية فرجينيا الأميركية قبل استئناف أنشطته.
وأمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وزير خارجيته أيمن الصفدي، بتوفير العناية الصحية لكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في حال احتاج إلى علاج طبي في الأردن. وكتب الصفدي على «تويتر»: «اتصلت بمعالي الأخ صائب عريقات للاطمئنان على صحته، بعد إعلان إصابته بفيروس (كورونا)، ونقلت تمنيات جلالة الملك عبد الله الثاني له بالشفاء، وتوجيهات جلالته بتوفير أي عناية صحية يحتاجها. حمى الله معاليه، وأنعم عليه بالشفاء العاجل». ورد عريقات على «تويتر» بشكر للعاهل الأردني.
وانخفاض الإصابات في فلسطين جاء بعد إطلاق السلطة حملة مشددة لإلزام المواطنين باتخاذ إجراءات السلامة المتعلقة بارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، بينما تم منع كل أشكال التجمعات، بما في ذلك حفلات الأعراس وبيوت العزاء والتجمعات؛ لكن الانخفاض في إسرائيل جاء بعد إغلاق تام وشامل وصارم.
وسجلت وزارة الصحة الإسرائيلية انخفاضاً في عدد الإصابات بالفيروس خلال الأيام الأخيرة بشكل متتالٍ، وهو الأمر الذي سيقود إلى تخفيف كبير على الإغلاق الشامل؛ لكن ليس بشكل فوري.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في وزارة الصحة يعتقدون أنه يجب البدء في تخفيف القيود ابتداء من يوم الأحد 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ولكن على مراحل. وأضافت أنه إذا كانت الإصابات في ذلك التاريخ بحدود 2000 إصابة يومياً، فإن من المتوقع فتح الروضات، والقطاع الخاص، وسيسمح للمطاعم ببيع الوجبات الجاهزة، وسيتم إلغاء قيد الابتعاد عن المنزل مسافة أقصاها 1000 متر، وأيضاً ستلغى القيود على المظاهرات والقيود على الاجتماع بين أفراد العائلة.
وقال مسؤولون في إسرائيل إنه في هذه المرة لن يتم التعجل بالخروج من الإغلاق كما حدث في الإغلاق السابق؛ حيث لن يكون الأمر مرتبطاً بتواريخ، وسيكون الانتقال من مرحلة لمرحلة كل أسبوعين؛ لكن إن لم يتم الوصول إلى الأهداف المحددة، فإنه يمكن تمديد الفترة إلى ثلاثة أسابيع.
وقال منسق مكافحة «كورونا» البروفسور روني غمزو في حديث لـ«قناة 11» العبرية، إنه سيتم أولاً إعادة فتح أماكن العمل في القطاع الخاص التي لا تستقبل المراجعين ومؤسسات التعليم للأطفال صغار السن، مؤكداً أنه حتى بعد انتهاء مدة الإغلاق الشامل ستكون هناك مدن وتجمعات سكنية أخرى في البلاد تبقى فيها القيود سارية المفعول، وذلك حسب الصورة الوبائية في تلك التجمعات.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن تسجيل 1794 إصابة بفيروس «كورونا» بعد إجراء 24727 فحصاً. وقبل الإغلاق وصلت الإصابات في إسرائيل إلى مستوى 6000 حالة.
وبموجب المعطيات بلغ مجمل الإصابات 287858 إصابة منذ بدء انتشار الفيروس في إسرائيل، ويوجد في إسرائيل 60722 إصابة نشطة.
ووصلت نسبة النتائج الإيجابية إلى نسبة الفحوصات 8 في المائة، وهي النسبة الأكثر انخفاضاً منذ بداية سبتمبر (أيلول) الماضي في إسرائيل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».