سخط وسط سياسيي الجزائر بسبب كثافة الاعتقالات

TT

سخط وسط سياسيي الجزائر بسبب كثافة الاعتقالات

في حين عدّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استفتاء الدستور، المقرر في أول من الشهر المقبل، «عودة إلى الشعب ليعبر بصوته وبكل حرية وسيادة، عن قناعته تجاه التعديلات الدستورية المطروحة»، طالب ناشطون سياسيون ومناضلون في مجال حقوق الإنسان، سلطات البلاد بوقف حملة الاعتقالات، التي طالت منذ أسبوع عشرات الأشخاص في عدد من الولايات.
والتقى قادة «حزب العمال» و«الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، اليساريين، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» (لائكي)، أمس بالعاصمة للتنديد بـ«القمع» و«الاعتقالات التعسفية»، التي شهدتها مناطق كثيرة منذ الاثنين الماضي، الذي صادف مرور 32 سنة على «انتفاضة الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 1988»، التي يطلق عليها قطاع من الإعلام «الربيع الجزائري».
ويتعرض قادة الأحزاب الثلاثة، أنفسهم، لمضايقات شديدة، تتمثل في الاعتقال والمتابعة القضائية بسبب نشاطاهم السياسي، وكتاباتهم المعادية للسلطة على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد رفضت الحكومة الترخيص لهم بتنظيم اجتماعهم أمس في مكان عام، فاضطروا لنقله إلى مقر «الحركة الديمقراطية».
وحضر الاجتماع «أيقونة الحراك»، المحامي الشهير مصطفى بوشاشي، الذي انتقد «توظيف السلطة جهاز القضاء وقوات الأمن لضرب إرادة الشعب في التغيير»، وتحدث عن «قمع غير مسبوق تمارسه الحكومة ضد الناشطين».
من جهته، انتقد الناشط والأستاذ الجامعي المتخصص في علم الاجتماع السياسي، ناصر جابي، «الإفراط في استعمال العنف ضد الأحزاب السياسية التي تحولت إلى ديكور بفعل قمع الحريات».
وأكد المشاركون في الاجتماع أن الدستور، الذي سيعرض على الاستفتاء، «أمر واقع فرضته السلطة على الجزائريين، الذين لم يشاركوا في صياغته. كما أنه يفتقد لحد أدنى من التوافق بين الأحزاب والنقابات والتنظيمات».
واختلف الموقف من الدستور بين أحزاب المعارضة، فهناك من يدعو للتصويت عليه بـ«لا»، بينما يرى آخرون أن مقاطعة الاستفتاء «هو الردّ المناسب على مشروع السلطة».
وكتب المحامي وعضو «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان»، نور الدين أحمين، في حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي، أمس، أن «الدور الذي يؤديه القضاء بخصوص محاكمات نشطاء الحراك، يرمي إلى تكسير الثورة الشعبية السلمية، وذلك استجابة لرغبات السلطة، بدليل تكييف أغلب التهم بأنها مسّ بالوحدة الوطنية، مع العلم أن الشعب الجزائري خرج في 22 من فبراير (شباط) عام 2019 من أجل وضع حد للخطر المحدق بالوطن، بفعل سياسات النظام القائم». مشيرا في هذا السياق إلى أن الدستور المرتقب «بعيد عن مطالب الشعب».
وعلى عكس هذا الرأي، ترى الحكومة وعدد من مؤيدي سياستها، أن التعديل الدستوري «يستجيب لأغلب مطالب الحراك الشعبي، وخاصة ما تعلق باستقلال القضاء عن السلطة التنفيذية».
وذكر يسعد مبروك، رئيس «النقابة الوطنية للقضاة»، خلال اجتماع لكوادرها أول من أمس، أن «مشروع تعديل الدستور تضمن أحكاما غير مسبوقة في باب السلطة القضائية، ستساهم في تجسيد استقلالية حقيقية للقضاء، خاصة ما تعلق بالتشكيلة الجديدة للمجلس الأعلى للقضاء».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.