موجز ليبيا

TT

موجز ليبيا

- تركيا تؤكد دعمها لـ«الحل السياسي» في ليبيا
أنقرة: سعيد عبد الرازق - أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضرورة عدم إهدار فرصة الهدوء السائد حالياً في ليبيا، وذلك في اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، تم التطرق فيه إلى الملف الليبي، ووقف إطلاق النار ومفاوضات الحل السياسي الجارية حاليا، كما أكد إردوغان دعم تركيا للتوصل إلى حل سياسي يحقق السلام والاستقرار للشعب الليبي.
في السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط، سادات أونال، أن بلاده ستستمر في دعم العملية السياسية في ليبيا بإشراف الأمم المتحدة، و«مصممة على إيجاد حل سياسي مناسب يلبي مطالب الشعب الليبي». وقال أونال خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي عقدته الأمم المتحدة وألمانيا، مساء أول من أمس عبر تقنية الفيديو كونفرنس، إن «تركيا ستستمر في دعم العملية السياسية في ليبيا بإشراف الأمم المتحدة، مثلما قامت به خلال العقد الأخير». مبرزا أن الاجتماع «سيساعد في حل الأزمة، ويمثل فرصة جيدة للتطلع إلى الجهود الدولية، وما يجب القيام به الآن هو التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار، ثم إطلاق عملية سياسية شاملة».
- محافظ «مصرف ليبيا» المركزي يحذّر من انهيار مالي
القاهرة: جمال جوهر - حذّر محافظ مصرف ليبيا المركزي المعترف به دولياً الصدِّيق الكبير، أمس من انهيار الاستقرار المالي والنقدي للدولة، بسبب الارتفاع القياسي للدين العام الكلي. ونقلت قناة «ليبيا الأحرار» عن الكبير قوله خلال جلسة إحاطة بمقر مجلس النواب الليبي، عقدت أمس في العاصمة طرابلس، إن تعثر الاقتصاد الليبي راجع لأداء الحكومة الضعيف، إلى جانب الإقفال التعسفي للنفط، والانقسام السياسي في مؤسسات الدولة وظهور المصرف الموازي. مشيراً إلى ارتفاع الدين العام الكلي إلى ما يزيد على 270 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ووصف هذا المعدل بـ«القياسي، وغير القابل للاستدامة». وأضاف الصديق في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الألمانية، أمس، أن إيرادات النفط الليبي انخفضت بشكل قياسي وغير مسبوق؛ مما أجهض إنجازات المعالجات الاقتصادية عامي 2018 – 2019، مبرزاً أن الإيقاف التعسفي لإنتاج النفط وتصديره خلال الأعوام 2013 - 2020 نتجت منه خسائر للدولة بأكثر من 180 مليار دولار، وأن استمرار إيقاف النفط وتصديره كانت له نتائج كارثية على الدولة الليبية في ظل انهيار أسعاره في الأسواق العالمية، والانخفاض غير المسبوق لاحتياطيات المصرف المركزي.
- التحقيق الأممي بخصوص الانتهاكات في ليبيا يتعثر نتيجة «نقص التمويل»
جنيف: «الشرق الأوسط» - لم تتمكن الأمم المتحدة بسبب نقص التمويل من التحقيق هذا العام في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في ليبيا، التي تشهد نزاعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وفي يونيو (حزيران) الماضي تبنى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة من دون تصويت وبدعم ليبي، قراراً يطلب إرسال «بعثة تحقيق» إلى البلاد تكلف بتوثيق الانتهاكات، التي ارتكبتها كل الأطراف منذ عام 2016، وسمّت المنظمة الدولية هؤلاء الخبراء في أغسطس (آب) الماضي على أن يقوموا بمهمتهم خلال عام، ويرفعوا تقريراً في مارس (آذار) 2021، لكن الأمم المتحدة تعاني حالياً أزمة تمويل حادة؛ لأن دولاً عدة لم تسدد بعد حصصها السنوية، ولا تستطيع بالتالي تحمّل تكاليف كل البعثات المطلوبة منها. ومن دون أن يفقد أمله باحتمال إجراء تحقيق، قرر مجلس حقوق الإنسان، أمس، أن يرجئ حتى 2021 تطبيق نحو 15 من قراراته، بينها قراره حول ليبيا. وبناءً عليه؛ سيكون أمام المحققين حتى سبتمبر (أيلول) 2021 لتسليم تقريرهم، مع أمل أن تتلقى الأمانة العامة للمنظمة تمويلاً كافياً بحلول هذا التاريخ. وفي يونيو الماضي أعربت الأمم المتحدة عن «صدمتها» بعد معلومات عن العثور على مقابر جماعية في منطقة سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق، التي تعترف بها الأمم المتحدة، والتي تتنازع السلطة مع قوات المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.